الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يشتت الانتباه أم يفيد العمل؟.. استخدام الهواتف الذكية خلال الشغل يثير الجدل

صدى البلد

إذا كنت تعمل في مكتب، فقد تشعر بعدم الارتياح بشأن استخدام هاتفك الذكي أثناء ساعات العمل، كما ان هناك بعض الشركات التي تفرض على موظفيها عدم استخدام الهاتف الذكي خلال الدوام، ولكن تلك الخطوة تضر الموظف اكثر مما تساعده على الإنتاج.

فقد وجدت الأبحاث أن السماح للموظفين باستخدام هواتفهم الذكية الشخصية في العمل لا يؤثر على أدائهم، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

بل على العكس فهو يساعد بشدة على تقليل التوتر، وفقًا لباحثين من جامعة غالواي وجامعة ملبورن، وقال البروفيسور إيوين ويلان، الذي قاد الدراسة: "إن منع الهواتف في مكان العمل يمكن أن يزيد من الصراع بين العمل والحياة، والذي بدوره له آثار كبيرة على أداء العمل، والرضا الوظيفي، والتغيب عن العمل، فضلا عن الرفاهية العامة".

تم إجراء البحث في الفرع الأوروبي لشركة أدوية عالمية لم يذكر اسمها، وكانت الشركة قد حظرت في الأصل الاستخدام الشخصي للهواتف لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة، وسط مخاوف من تشتيت انتباه الموظفين أثناء العمل حول المواد الكيميائية الخطرة.

وأعرب الموظفون عن استيائهم من الحظر، زاعمين أنه جعلهم يشعرون بالانفصال، وشعرت الإدارة العليا أيضًا أن الحظر ساهم في تصور أن الفرع يعاني من رهاب التكنولوجيا وأنه يعيق القدرة التنافسية ضد الفروع الأخرى للشركة.

قبل إجراء الدراسة، لم يُسمح إلا للإدارة العليا بإحضار هواتفهم المحمولة الشخصية إلى العمل، على مدار عام، تتبع البحث حوالي 40 موظفًا استفادوا من السياسة المريحة الجديدة واستخدموا هواتفهم الذكية الشخصية أثناء العمل.

وتتبعت الدراسة أيضًا عددًا مماثلاً من الموظفين الذين حافظوا على الحظر الذي فرضوه على أنفسهم من خلال ترك هواتفهم خلفهم عندما دخلوا داخل أماكن العمل.

تم الحصول على رؤى عن طريق المقابلات النوعية، وعلى الرغم من المخاوف من تشتيت انتباه الهواتف الذكية وفقدان التركيز، إلا أن أداء العمل لم يتراجع عندما تم رفع الحظر على الهواتف الذكية.

الصراع بين العمل والحياة - انخفض الصراع الملحوظ بين متطلبات العمل والحياة الشخصية بشكل ملحوظ بالنسبة للعمال الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هواتفهم مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

كما أفاد الموظفون الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الهواتف أنهم قادرون على المساعدة في حل المشكلات العائلية خلال النهار، مما يساعد على تقليل الضغط على شركائهم.

كما أن نشر الاتصالات الشخصية على مدار اليوم يعني أيضًا أن الموظفين لم يشعروا بالإرهاق عند تشغيل هواتفهم بعد العمل، في حين أن الكثير من الأبحاث السابقة في هذا المجال ركزت على الاتصالات المتعلقة بالعمل خارج مكان العمل؛ لكن هذه الدراسة فعلت العكس، حيث ركزت على الاتصالات الشخصية داخل مكان العمل.

تعتقد الجامعات المشاركة أن النتائج رائدة وستساهم في فهم التفاعل بين التكنولوجيا والتوازن بين العمل والحياة، بينما تقدم أيضًا رؤى عملية للمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز بيئة عمل أكثر صحة وتوازنًا.

"بدلاً من فرض حظر على الهواتف الذكية في مكان العمل، تشير تجاربنا في تتبع إدخال الهواتف الذكية في هذه الشركة إلى أن الإستراتيجية الأكثر فعالية تتمثل في إنشاء مناخ تنظيمي حيث تكون توقعات الشركة بشأن سلوكيات الهواتف الذكية معروفة"،

وقال البروفيسور ويلان: "يجب على المديرين أن يدركوا العواقب غير المقصودة لفرض حظر على الهواتف الذكية".