الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين تدخل مسرح عمليات الشرق الأوسط من أبواب غزة.. وبايدن يغلق الهاتف في وجه نتنياهو| ماذا حدث؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الوفد

اتفقت مصر والصين على وقف النار في غزة وتجنب التصعيد ونزع فتيل التوتر في المنطقة بعد مرور أكثر من 100 يوم على الدمار والاعتداءات على المدنيين والأطفال والنساء فى غزة والأراضى الفلسطينية.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، "وانج يي"، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعدد من كبار المسئولين الصينيين، بالإضافة إلى سفير الصين بالقاهرة.

مصر والصين 

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، عقب اللقاء، أن وزير الخارجية الصيني سلم الرئيس رسالة من الرئيس الصيني "شي جين بينج"، تضمنت التهنئة على إعادة انتخاب الرئيس لفترة رئاسية جديدة، وتأكيد حرص الصين على استمرار تدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتثمين الدور المصري في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع على المستويين الدولي والإقليمي، وخاصة التصعيد المستمر في المنطقة على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أكد الرئيس ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، لحماية المدنيين وإغاثتهم مما يعيشون فيه من أوضاع إنسانية كارثية، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي.

وسلّم "يي"، الرئيس السيسي رسالة من نظيره الصيني شي جين بينج، تضمنت التهنئة على إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، وتأكيد حرص الصين على استمرار تدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتثمين الدور المصري في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، بحسب بيان المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.

ومن جانبه، وجه الرئيس الشكر للرئيس الصيني، منوهاً إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها مع الصين، التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ومؤكداً استمرار دعم مصر لمبدأ الصين الواحدة، ومواصلة التنسيق المشترك لتعزيز السلم والاستقرار على المستوى الدولي.

واتفق المسئول الصيني مع الموقف المصري، مثمناً دور مصر المشهود له عالمياً على المسارين السياسي والإنساني، وتم في هذا الإطار استعراض ما قامت به مصر وما تحملته من مسئولية تاريخية وإنسانية، في التصدي لحشد واستقبال وتجميع المساعدات الإنسانية من جميع أنحاء العالم، ثم بذل الجهود اللازمة للتغلب على العقبات والتعقيدات أمام إيصال تلك المساعدات - بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي – إلى أهالي غزة، وذلك بالإضافة إلى المساعدات المصرية المقدمة من مصر حكومة وشعباً، والتي تمثل الأغلبية العظمى لما يتم تقديمه من إجمالي المساعدات، مع تأكيد ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته في هذا الصدد لإنفاذ المساعدات إلى غزة، اتساقاً مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.

وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد كذلك تأكيد موقفي مصر والصين بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والرفض التام والقاطع للنقل الجبري الفردي والجماعي، والتهجير القسري، للفلسطينيين من أرضهم. كما تم الاتفاق على ضرورة معالجة جذور الأزمة من خلال التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.

من جانبه قال أحمد سيد أحمد، المحلل السياسي، أن الصين من الدول التي أبدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعمت حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأضاف "سيد أحمد"، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد،  أن هذا الدعم تجلى في مواقف الحكومة الصينية وتصريحات قادتها ومبادراتها الدبلوماسية، وكذلك في تغطية وسائل الإعلام الصينية للقضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أن الصين تعمل على ضرورة تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمبادئ المشار إليها في مؤتمر مدريد للسلام، وخارطة طريق للسلام في منطقة شرق المتوسط.

تطورات القضية الفلسطينية

وتسعي الصين للعب دور الوساطة بشكل نشط بين فلسطين وإسرائيل، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية، بهدف استئناف محادثات السلام وإحلال التهدئة. وفي عام 2017، استضافت بكين رؤساء حزب فتح، جبريل الرجوب وحركة حماس، صالح العاروري، وأجرت محادثات معهما بشأن المصالحة الفلسطينية.

وكان أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج في عدة مناسبات موقف الصين المبدئي من الأوضاع الراهنة في فلسطينوإسرائيل، مؤكدا على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري وضمان سلامة وانسيابية ممرات الإغاثةالإنسانية وتجنب توسع رقعة الصراع، وتنفيذ "حل الدولتين" كمخرج أساسي، وبلورة توافقات دولية للدفع بمفاوضاتالسلام، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.

ويشار إلى أن موقع "أكسيوس" الأمريكى، قال إن آخر مرة تحدث فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كانت في 23 ديسمبر وأنهاها الرئيس الأمريكي بإغلاق الهاتف بوجه نتنياهو.

ونقل “أكسيوس” عن مسئولين أمريكيين، أن هناك أدلة متزايدة على أن بايدن بدأ يفقد صبره تجاه نتنياهو.

وأكد الموقع أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي آنتوني بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض والخارجية.

بلينكن أوضح لنتنياهو ومجلس وزراء الحرب أن خطة إسرائيل لليوم التالي حلم لا يمكن تحقيقه، مؤكدًا أن إدارة بايدن قلقة من أن إسرائيل لن تلتزم بجدولها للانتقال لعمليات أقل حدة بغزة.

جدير بالذكر، أن  الصين تعد من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقد استخدمت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة الأمريكية في 15 أكتوبر 2023، ولم يتضمن الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، أو إعطاء هدنة إنسانية دائمة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وبرر الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، شانج جون، معارضة بلاده لمشروع القرار الأمريكي، لأنه يشمل عناصر كثيرة تفرق ولا تجمع، وتتجاوز البعد الإنساني، وغير المتوازن وتخلط الحق والباطل، كما أنه لا يعكس الدعوة القوية لوقف إطلاق النار وإنهاء العنف. واعتبر "جون" أن وقف إطلاق النار ليس مجرد عبارة دبلوماسية، ولكنه يعني الحياة والموت لكثير من المدنيين، موضحًا أن مشروع القرار الأمريكي انتقائي في ذكر الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية، وأن تبنيه يعني الإطاحة بأفق حل الدولتين، ويدخل الطرفين في دائرة مفرغة من المواجهة والكراهية.