أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق، الأحد، بدء ترتيبات لوجستية لتنفيذ عملية تبادل كاملة للأسرى والمعتقلين في سوريا، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل مرحلة أساسية في جهود خفض التصعيد وإرساء السلام المستدام داخل البلاد التي لا تزال تعاني من ويلات الصراع.
وفي بيان صادر عن السفارة، نقل عن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، تأكيده أن "احتواء الأعمال العدائية المتصاعدة لا يمكن أن يتم إلا من خلال التوصل إلى اتفاق شامل لوقف العنف، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والابتعاد عن شفا الخطر".
وأوضح باراك أن "جميع الأطراف توصلت إلى هدنة ووقف للأعمال العدائية، اعتبارًا من الساعة الخامسة مساءً بتوقيت دمشق"، مشددًا على أن تنفيذ عملية تبادل كاملة للرهائن والمعتقلين يمثل "الخطوة الأساسية التالية على طريق الشمول وخفض التصعيد المستدام"، مشيرًا إلى أن الاستعدادات اللوجستية لهذا التبادل تجري حاليًا بالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية.
توترات السويداء
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب التوترات الأخيرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين مسلحين من طائفة الموحدين الدروز وعشائر البدو، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى لعب دور بارز في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بدعم من دول الجوار الإقليمي.
وفي سياق متصل، استشهد باراك بتدوينة سابقة له شدد فيها على أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا مثّل خطوة مبدئية مهمة، منح فيها الشعب السوري فرصة للخروج من سنوات المعاناة والفظائع"، على حد تعبيره، مؤكدًا أن المجتمع الدولي "اتحد إلى حد كبير خلف الحكومة السورية الناشئة، ويراقب مساعيها الانتقالية بتفاؤل حذر".
لكن المبعوث الأمريكي عبّر عن قلقه من "الواقع الميداني الذي يهدد هذا المسار"، قائلاً: "الطموح الهش الذي ظهر بعد إسقاط النظام السابق بات يجسد الآن صدمة عميقة، بفعل الأفعال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتناحرة، ما يضعف سلطة الحكومة الجديدة ويعطل أي مظهر من مظاهر النظام".
وطالب باراك في بيانه الختامي "جميع الفصائل بإلقاء السلاح فورًا، وإنهاء دوامة الانتقام القبلي، والالتزام بوقف الأعمال العدائية"، مؤكدًا أن سوريا "تقف اليوم عند مفترق طرق خطير"، مضيفًا أن "السلام والحوار يجب أن يسودا الآن قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة".