قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف نواجه مفاهيم الجماعات المتطرفة المغلوطة عن الفقه؟ الأزهر يجيب

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

أكد الدكتور أحمد العطار، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن من الضروري تقديم قرار عقيدي واضح بشأن استخدام التنظيمات المتطرفة للفكر الإسلامي، مشددًا على أن مواجهة هذا الانحراف الفكري لا تتم إلا من خلال عدة خطوات جوهرية.

الفكر الإسلامي قائم على الاجتهاد

وأوضح "العطار"، في تصريح له، أن الفكر الإسلامي قائم على الاجتهاد ومراعاة المصلحة، وليس على التطبيق الآلي للنصوص، مضيفًا أن هذا الفكر لم يكن يومًا قالبًا جامدًا يُفرض على كل زمان ومكان، بل هو روح حيّة تستنطق بلسان الواقع وتتفاعل بنور المقاصد.

مقاصد الشريعة

وأشار إلى أن النصوص الشرعية لم تأت لتُطبق بشكل تلقائي كما يفعل المتطرفون، وإنما تُفهم في ضوء الاجتهاد ووفقًا لمقاصد الشريعة التي وصفها الإمام الشاطبي بأنها وضعت لمصالح العباد في العاجل والآجل. واستشهد بموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، وكذلك بقرار عمر بن الخطاب تعطيل حد السرقة في عام المجاعة، مؤكدا أن الفقه ليس نصًّا يُسلَّط كالسيف، بل ميزان يراعي الأحوال، وضمير ينصت للناس، ومنهج يحمي النصوص من سوء التأويل.

طبيعة الفقه الإسلامي

وأضاف أن الفقه الإسلامي بطبيعته تعددي، وفيه أقوال متعددة لكل مسألة، معتبرا أن انتقاء رأي واحد وفرضه على الناس نوع من الجهل بالشريعة أو قصور في الفهم. واستشهد بقول الإمام النووي: "الاختلاف في الفروع رحمة، واتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم ليس حجة على أحد دون أحد"، لافتًا إلى أن اختلاف الفقهاء كان رحمة وسعة، لا ضعفًا أو تضادًا.

الضرورات الخمس

وشدد "العطار" على أن الشريعة جاءت لحفظ الضرورات الخمس: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال، وأي فهم يُهدد هذه الضرورات هو بالتأكيد فهم منحرف عن مقاصد الشريعة، حتى وإن تستر بالنصوص. مضيفًا: "إنما الشريعة رحمة كلها، عدل كلها، مصلحة كلها، وكل مسألة خرجت عن ذلك فليست من الشريعة في شيء".

وأكد أن هذه العناصر الثلاثة تمثل محاولة جادة لإعادة الفقه إلى دفء مقاصده، وأن الإسلام ليس مشروع كراهية أو صراع، بل هو مشروع بناء وتعايش، يبدأ بجهاد النفس وكف اللسان قبل حد السيف، قائلاً: "القراءات المتطرفة تُفرغ الشريعة من مرونتها وروحها الإنسانية، بينما المنهجية الصحيحة تقوم على التوازن بين النص والواقع، كما قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا، أي أمة عدل واعتدال، لا غلو ولا تطرف".