حذر الدكتور نظير محمد عياد - مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - من المخاطر المتزايدة للاستخدام غير المنضبط لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التقنيات قد تتحول إلى "قاتل للعقول" إذا لم يُصاحبها وعي فكري وتحليلي لدى الأجيال الجديدة.
وتساءل المفتي خلال مؤتمر صحفي : "أين عقل الجيل الجديد في التفكير والتحليل؟ وكيف نتحول من فاعلين إلى مفعول بهم؟ وكيف تُدار عقولنا بواسطة الذكاء الاصطناعي؟"، محذرًا من فقدان السيطرة على أدوات يفترض أن تخدم الإنسان، لا أن تهيمن عليه.
الفتوى لا تصدر عن خوارزمية
وأكد فضيلة المفتي أن إدماج الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى لا يجب أن يكون بديلًا عن المفتي الرشيد، بل وسيلة لتوسيع أدواته وتعزيز إدراكه لمتغيرات العصر.
كما نبه إلى أن هيمنة الخوارزميات الجامدة على المرجعية الدينية قد تؤدي إلى ترويج أقوال شاذة، وتشويه الوعي الديني، وفصل النصوص عن مقاصدها الشرعية والأخلاقية.
الإنسان في مركز صناعة الفتوى
وشدد مفتي الجمهورية على أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم بـ حذر بالغ، مع الإبقاء على مركزية الإنسان بوصفه الفاعل الأخلاقي الأول في عملية الإفتاء، موضحًا أن:"الأنظمة الذكية لا تملك خشية الله، ولا بصيرة القلب، ولا حكمة المقصد، وهي أركان لا غنى عنها في صناعة الفتوى الرشيدة."