أثار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جدلا واسعا بتصريحات وصف فيها دوره بأنه "مهمة تاريخية وروحية"، مؤكدا ارتباطه العميق برؤية "إسرائيل الكبرى"، في تصريحات اعتبرت تصعيدا خطيرا في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.
وفي مقابلة أجراها مع قناة i24 News الإسرائيلية، قال نتنياهو: "أشعر أنني أؤدي مهمة تعاقبت عليها أجيال من اليهود. هناك من حلم بالقدوم إلى هذه الأرض، وسيأتي من بعدنا من يواصل الطريق. لذا، نعم، لدي شعور بالرسالة – على الصعيدين التاريخي والروحي".
وردا على سؤال من الإعلامي اليميني شارون غال حول مدى ارتباطه بالرؤية التاريخية لـ"إسرائيل الكبرى"، أجاب نتنياهو بحزم: "بالتأكيد".
وخلال اللقاء، قدم غال لنتنياهو ما وصفه بـ"تميمة" على شكل خريطة لما يعرف بـ"أرض الميعاد"، مازحا إياه بشأن التورط في قضايا الهدايا، في إشارة إلى محاكمة نتنياهو وزوجته سارة بشأن تلقي هدايا فاخرة.
ويستخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها بعد حرب عام 1967، مثل الضفة الغربية، القدس الشرقية، قطاع غزة، الجولان وسيناء. فيما ذهب بعض المفكرين الصهاينة إلى توسيع المفهوم ليشمل أراضي من بينها الأردن المعاصر.
رد فعل أردني غاضب
في أول رد فعل رسمي، أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن إدانتها الشديدة لتصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "تصعيد استفزازي خطير" و"تهديد مباشر لسيادة الدول"، يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن الناطق باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، تأكيده على رفض المملكة المطلق لمثل هذه "التصريحات التحريضية"، التي اعتبرها انعكاسًا لحالة التوتر والعزلة التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية.
وقال القضاة: "هذه الأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية تشجع على استمرار العنف والصراع، وتتطلب موقفًا دوليًا واضحًا يدينها ويحذر من عواقبها على أمن واستقرار المنطقة".
كما دعا القضاة إلى تحرك دولي فوري لوقف كل الممارسات والتصريحات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات لن تنال من الأردن أو من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.