قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بأي ذنب يُطفئون شمعتي؟.. استبعاد يوسف خلف الأول على دفعته من التعيين بجامعة سوهاج

الطالب يوسف خلف
الطالب يوسف خلف

في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أطلق يوسف خلف فتح الباب أحمد صرخة استغاثة محملة بالحزن والألم، بعدما تعرّض لواحدة من أقسى المواقف التي قد يواجهها شاب حلم طويلًا بالعلم والتميز.
وقال يوسف بصوت يقطعه الأسى:

"لا أعلم من أين أبدأ قصتي، لكني أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر وجعًا، لقد كنت الأول على دفعتي طوال سنوات الدراسة بكلية الآداب، قسم التاريخ والحضارة، بجامعة سوهاج... اجتهدت، وسهرت الليالي، وانتظرت يوم أن أرى ثمرة جهدي، حتى صدر قرار تعييني معيدًا هذا العام، وكان ذلك أسعد خبر في حياتي".

مأساة لمريض المهق بجامعة سوهاج

واضاف يوسف:" استكملت جميع أوراق التعيين، ولم يتبق سوى الكشف الطبي، أتممت الفحوصات كافة، وكانت جميعها سليمة، إلا طبيب العيون الذي أشار إلى ضعف بصري الشديد، وهو أمر طبيعي في حالتي، فأنا مصاب بالمهق (الألبينو)، وهو ما يجعل الإبصار ضعيفًا جدًا".

وتابع بمرارة:" حينها قالت لي طبيبة: (أنت يا بني تحتاج إلى استثناء من المحافظ)، تساءلت مع نفسي أي استثناء يحتاجه إنسان اجتهد وتفوق وكان الأول على دفعته؟".

وأوضح مصاب المهق أنه قدم التماسًا لرئيس الجامعة، ثم حاول مرارًا مقابلة رئيسها لإيجاد حل، لكنه قوبل بردود متكررة: "الأمر بيد القومسيون الطبي"، وعاد إلى القومسيون، فقيل له: "القرار نهائي ولا تظلم فيه"، ليبقى حائرًا بين الجامعة واللجنة الطبية أكثر من ثلاثين يومًا بلا جدوى.

ولفت الشاب العشريني والدموع تملئ عيناه، إلى أن زملائي قد تسلموا عملهم منذ أكثر من شهر، أما هو فما زال يحرم من حقه الذي انتظره لسنوات، "إنهم يعتبرونني غير لائق، بينما كان طه حسين كفيفًا وأضاء الدنيا بعلمه، وستيفن هوكنج أقعده المرض لكنه أنار العالم بعقله فكيف يُقاس العلم بحدة البصر لا بصفاء العقل؟".

واستطرد يوسف:" لم أطلب يومًا امتيازات، لم أُمتحن في لجان خاصة، ولم أطلب وقتًا إضافيًا، ولم أطلب تكبيرًا للخط في أوراق الامتحانات، تحملت معاناتي بصمت، وكنت دائمًا واحدًا من زملائي، فلماذا يُقال لي اليوم غير لائق؟".

واختتم حديثه بصوت مختنق:" لقد أضأت حياتي دائمًا بشمعة صنعها عقلي وعزيمتي، لكنهم اليوم يحاولون إطفاءها... أطالب بحقي، وأصرخ للعالم إذا كان أمثالي غير لائقين رغم اجتهادهم، فمن ذا الذي يكون لائقًا؟".