قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اليوم.. ذكرى هجرة النبي من مكة للمدينة.. نقطة تحول بمسار الدعوة الإسلامية

الهجرة النبوية
الهجرة النبوية

تمر اليوم ذكرى وصول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة قادمًا من مكة المكرمة، في الرحلة التي عُرفت باسم الهجرة النبوية، وهي واحدة من أعظم الأحداث التاريخية التي خلدها التاريخ الإسلامي وارتبطت بمكانة راسخة في قلوب المسلمين.

 هذه الهجرة لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مكان إلى آخر، بل شكلت نقطة تحول كبرى في مسار الدعوة الإسلامية، بعد ما لاقاه النبي الكريم وأصحابه من صنوف الأذى والاضطهاد على أيدي زعماء قريش، خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب الذي كان يمثل له سندًا وحماية. 

وقد وقعت الهجرة في العام 14 للبعثة النبوية، الموافق لسنة 622 ميلاديًا، لتفتح صفحة جديدة في تاريخ الإسلام.

الهجرة وبداية التقويم الهجري

واتخذت الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن استشار الصحابة في زمن خلافته. 

وقد استمرت هجرة من دخلوا في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة واجبة على المسلمين في تلك المرحلة، ونزلت الكثير من الآيات القرآنية تحث على الهجرة حتى جاء فتح مكة في العام 8 هـ، فانتهت بذلك فريضة الهجرة.

استقبال النبي في المدينة المنورة

وقد رُوي أن عدد الذين استقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة بلغ خمسمائة من الأنصار، حيث أحاطوا به وبأبي بكر الصديق رضي الله عنه وهما راكبان، وسار الموكب داخل المدينة وسط هتافات الفرح. 

فقد علت أصوات الرجال والنساء من فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرقات ينادون: "يا محمد يا رسول الله، يا رسول الله"، حتى غمرت أجواء المدينة البهجة بنور قدومه صلى الله عليه وسلم.

روايات المؤرخين حول توقيت الهجرة

ويذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة بقوله تعالى:
"وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا".
وقد أخرجه الترمذي وصححه هو والحاكم، كما ذكر الحاكم أن خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة كان بعد بيعة العقبة بنحو ثلاثة أشهر أو قريبًا من ذلك.

 بينما جزم ابن إسحاق بأنه خرج أول يوم من ربيع الأول، أي بعد البيعة بشهرين وبضعة أيام، وهو ما أكده الأموي في المغازي عن ابن إسحاق، حيث قال: إن خروج النبي صلى الله عليه وسلم كان لهلال ربيع الأول، ووصل إلى المدينة يوم 12 من الشهر نفسه، أي يوم الإثنين، فيما تروي بعض المصادر أنه خرج يوم الخميس.

 وقد رافقه في هذه الرحلة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعامر بن فهيرة، بينما سبقه إلى الهجرة عدد من الصحابة، من بينهم عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه.

أما ابن هشام فقد نقل في السيرة النبوية عن ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم أحد بخروجه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وآل أبي بكر. 

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر عليًا أن يتخلف بعده في مكة ليؤدي الودائع التي كانت عنده للناس، إذ لم يكن هناك أحد في مكة يضع الناس عنده أماناتهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، لما عرف عنه من صدق وأمانة.