قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جدار جوي ضد المسيرات.. خطة أوروبية لحماية سماء القارة

الطائرات المسيرة
الطائرات المسيرة

في وقت تتصاعد فيه المخاطر الأمنية على حدود أوروبا الشرقية وتزداد التهديدات المرتبطة بالحرب الهجينة واستخدام المسيرات، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن؛ لبحث مستقبل الدفاع المشترك وصياغة خطوات عملية تضع أمن القارة في أولوية قصوى وسط انتهاكات متكررة للمجال الجوي الأوروبي.

وقدم قادة الاتحاد الأوروبي دعما واسعا لمقترحات المفوضية الأوروبية بشأن تعزيز القدرات الدفاعية، وعلى رأسها بناء "جدار أوروبي للمسيرات"، وتعزيز مراقبة الجناح الشرقي، وإنشاء درع دفاع جوي، إضافة إلى درع فضائي.. هذه المبادرات اعتبرت "مشاريع رائدة" ذات أولوية قصوى، ومن المقرر أن تتجسد في خارطة طريق دفاعية ستصدر خلال أسبوعين، لتعرض لاحقا في قمة رسمية نهاية الشهر.

وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، الحاجة إلى مضاعفة إنتاج المسيرات وتطوير شبكة أوروبية قادرة على كشف وتحييد أي تهديد جوي خارجي، مشيرة إلى أن ما يحدث في أوكرانيا يمثل مصدر إلهام لتطوير حلول أوروبية أكثر فاعلية، مشددة على أن القضية ليست "صراعا بين الشرق والغرب" رغم أن دول الشرق الأقرب إلى روسيا ستكون الأكثر استفادة.

بدورها.. وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، انتهاكات المجال الجوي بأنها جزء من "تكتيكات الحرب الهجينة"، مؤكدة أن الرد يجب أن يكون قويا وسريعا.

وأضافت المسؤولة الأوروبية أن الحفاظ على السلام كان دائما مهمة أساسية للاتحاد الأوروبي، واليوم بات لزاما على دول الاتحاد امتلاك أقوى وسائل الردع لحماية القارة الأوروبية.

ولم تقتصر النقاشات في كوبنهاجن على الدفاع المشترك فقط، بل شملت أيضا الدعم العسكري والمالي لكييف.. فقد شدد القادة على أن دعم أوكرانيا يمثل "استثمارا مباشرا في أمن أوروبا"، إذ أصبحت كييف بحسب وصف بعض القادة الضمانة الفعلية لاستقرار القارة.
وقد كان أحد أبرز المقترحات التي أثارت جدلا هو خطة المفوضية الأوروبية لمنح أوكرانيا قرضا بقيمة 140 مليار يورو، اعتمادا على الأصول الروسية المجمدة في "يوروكلير" ببروكسل.

ورغم حصول الفكرة على تأييد واسع، واجهت اعتراضا من رئيس وزراء بلجيكا بارت دي ويفر، الذي أعرب عن مخاوف قانونية ومخاطر محتملة قد تتحملها بروكسل وحدها. 

ولم يكن اجتماع كوبنهاجن مجرد جلسة تشاورية، بل محطة فاصلة لرسم معالم دفاع أوروبي جديد يقوم على الابتكار في مواجهة التهديدات الجوية، والاستثمار في قوة الردع، وربط أمن القارة مباشرة بصمود أوكرانيا.. ومع اقتراب موعد القمة الرسمية، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو اتخاذ قرارات غير مسبوقة ستحدد شكل منظومة الدفاع الأوروبية لعقود قادمة.