قال السفير معتز أحمدين، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، إن القاهرة ما زالت تتعامل بتحفّظ مع خطة ترامب المقترحة بشأن غزة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري واضح من خلال بيانات وزارة الخارجية المصرية، وكذلك البيان الثماني المشترك الصادر بالتنسيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية.
وفي مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح السفير أن مصر لا يمكنها الترحيب علنًا بالخطة كما طُرحت حاليًا، لافتًا إلى وجود نقاط غامضة تحتاج إلى توضيح، وأخرى مثيرة للقلق.
أوضح السفير أحمدين أن أولى النقاط المقلقة هي أن الخطة لا تتضمن وقفًا حقيقيًا للحرب، بل تشير فقط إلى تجميد مؤقت للوضع وانسحاب جزئي محدود للقوات، إلى حين الإفراج عن الرهائن، دون وجود ضمانات واضحة لاستمرار وقف العمليات العسكرية.
وأضاف أن الخطة -رغم اقتباسها لأفكار عربية إيجابية مثل إعادة الإعمار، وتشكيل لجنة مجتمعية، وحتى فكرة نشر قوات عربية بتفويض من الأمم المتحدة- إلا أنها تُفرّغ هذه المبادرات من مضمونها.
وقال السفير معتز إن الجانب الأخطر في الخطة يتمثل في أنها تنقل القرار الفعلي إلى أطراف أجنبية، موضحًا أن المبادرات العربية تُعاد صياغتها بحيث يُضاف فوقها طبقات بيروقراطية تجعل القرار النهائي في يد شخصيات مثل دونالد ترامب وتوني بلير، من خلال ما يسمى بـ"مجلس السلام"، الذي يُمول بأموال عربية، في حين أن قوة "الاستقرار" المقترحة تشمل مشاركة أفراد من دول عربية وإسلامية.
وتابع: "تم أخذ محتوى المبادرات العربية الجيدة، ثم تفريغها من مضمونها، وجعلها رهينة لإرادة ترامب – والتي لا شك أنها انعكاس واضح لإرادة نتنياهو، كما ظهر جليًا من تصريحات ترامب الأخيرة".