تسلّم الجيش الروسي دفعة جديدة من مركبات الدعم القتالي المدرعة BMPT "تيرميناتور"، في خطوة تعكس تركيز موسكو المتزايد على تعزيز القدرات البرية والعمليات التكتيكية المشتركة بين الدبابات ووحدات المشاة في جبهات القتال الأوكرانية.
وقال ألكسندر بوتابوف، المدير العام لمصنع الدبابات الروسي "أورال فاجون زافود" (Uralvagonzavod)، إن المصنع "ينفّذ حالياً طلباً واسع النطاق لإنتاج مركبات BMPT، نظراً للطلب الكبير على هذا النوع من العربات القتالية"، مضيفاً: “لطالما كانت الدبابة القوة الضاربة الرئيسية للقوات البرية، ويمكن القول اليوم إن مركبات تيرميناتور أصبحت شريكاً مباشراً لها في الميدان.”
جاءت تصريحاته وفقاً لما أورده موقع Army Recognition المتخصص في الشؤون الدفاعية.
تصميم يعتمد على هيكل الدبابات الروسية
تستند مركبة BMPT إلى هيكل دبابات T-72 وT-90، ما يسهل صيانتها ويضمن توافقها اللوجيستي مع المعدات الموجودة في الخدمة.
وتُزوّد المركبة بمدافع مزدوجة عيار 30 ملم، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات من طراز "أتاكا"، بالإضافة إلى رشاشات متعددة الاستخدامات، مما يمنحها قدرة عالية على الاشتباك مع الأهداف المدرعة والمحصّنة وحتى الطائرات بدون طيار منخفضة الارتفاع.
دور تكتيكي متصاعد في الحرب الأوكرانية
تُستخدم مركبات "تيرميناتور" على نحو متزايد في العمليات الجارية داخل أوكرانيا، حيث تؤدي دوراً محورياً في مرافقة دبابات القتال الرئيسية وحمايتها من الكمائن والصواريخ المحمولة على الكتف.
وتُظهر مقاطع مصوّرة نشرتها وزارة الدفاع الروسية المركبة وهي تعمل ضمن تشكيلات هجومية مختلطة، ما يعكس تطور العقيدة القتالية الروسية نحو دمج الدعم الناري المباشر في الخطوط الأمامية.
خطوة لتعويض خسائر الدروع التقليدية
يرى محللون عسكريون أن إدخال المزيد من مركبات BMPT إلى الخدمة قد يُسهم في تقليص الخسائر التي تعرّضت لها الدبابات الروسية خلال المعارك الحضرية، خاصة في المناطق التي يصعب فيها استخدام الدبابات الثقيلة بكفاءة. ويُعد هذا النوع من المركبات استجابة عملية لتحديات الحرب الحديثة، التي تتطلب سرعة في المناورة ودقة في الدعم الناري على مستوى الكتائب.
مؤشرات على إعادة هيكلة الصناعة الدفاعية
إضافة إلى البُعد الميداني، يُشير تسليم الدفعات الجديدة إلى عودة النشاط الإنتاجي القوي في مصانع "أورال فاجون زافود"، أحد أبرز أركان الصناعة العسكرية الروسية، والذي يعمل حالياً على خطوط إنتاج متعددة تشمل تحديث دبابات T-90M وT-80، إلى جانب تطوير نظم تسليح موجهة. هذه الخطوة تُظهر قدرة المجمع الصناعي العسكري الروسي على التكيّف مع متطلبات الحرب الطويلة وتوسيع الإنتاج لتلبية الاحتياجات العملياتية المتزايدة.
دلالات استراتيجية أوسع
يرى مراقبون أن نشر مزيد من مركبات "تيرميناتور" يعكس توجهاً روسياً نحو بناء منظومة برية متكاملة قادرة على العمل في بيئات قتال عالية الكثافة، حيث تفرض الطائرات المسيّرة والصواريخ المحمولة تهديدات متنامية.
ويعتبر هذا التوجه جزءاً من محاولة إعادة التوازن بين القدرات الهجومية والدفاعية في ساحة الحرب، تمهيداً لمعارك أكثر تعقيداً خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين.