تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وفي إطار فعاليات معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة، عُقدت ندوة بعنوان "ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي"، شارك فيها كل من الدكتور عمرو أبو هاني عميد كلية الحاسبات والمعلومات، والدكتور محمود غزلان مدير مركز ريادة الأعمال بجامعة دمنهور، والدكتور أحمد حلمي قنديل مدير مركز خدمة المجتمع بالجامعة.
تناولت الندوة الدور المتنامي للابتكار وريادة الأعمال في بناء اقتصاد المعرفة ودعم التنمية المستدامة، وأكدت أن ريادة الأعمال أصبحت اليوم محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، ومصدرًا مهمًا لتوفير فرص العمل للشباب، خصوصًا في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده مصر والعالم.
وأشار المشاركون إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا تقنيًا، بل أصبح أداة استراتيجية تمكّن رواد الأعمال من تطوير حلول ذكية في مختلف القطاعات، مثل الزراعة والتعليم والصحة والخدمات العامة.
وأوضح الدكتور محمود غزلان أن جامعة دمنهور تسعى من خلال مركز الابتكار وريادة الأعمال إلى احتضان أفكار الشباب المبدعين، وتقديم الدعم الفني والإرشادي لتحويلها إلى مشروعات ناشئة قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا. وأكد أن هذا التوجه يأتي في إطار رؤية الجامعة الهادفة إلى تعزيز ثقافة الابتكار بين طلابها، وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع وسوق العمل، بما يسهم في إعداد جيل من المبدعين القادرين على قيادة المستقبل.
من جانبه، تحدث الدكتور عمرو أبو هاني عن أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز مجالات التطور التكنولوجي في العصر الحديث، موضحًا أنه يقوم على محاكاة قدرات الإنسان الذهنية مثل التفكير والتعلم واتخاذ القرار. وأشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا بارزًا في تحسين جودة الحياة، من خلال تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية والتنبؤ بالأوبئة، إلى جانب دعم ذوي الهمم عبر تطبيقات تترجم لغة الإشارة إلى كلام والعكس، بما يسهم في دمجهم داخل المجتمع. كما لفت إلى استخدام الروبوتات في الصناعة لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء البشرية، مؤكدًا أن مفهوم الحكومة الذكية يمثل المستقبل في تقديم خدمات أكثر سرعة وشفافية وكفاءة للمواطنين.
أما الدكتور أحمد حلمي قنديل، فتحدث عن ريادة الأعمال بوصفها من المحركات الأساسية للاقتصاد الحديث، إذ تقوم على إنشاء مشروعات جديدة تقدم حلولًا مبتكرة لمشكلات قائمة أو تلبي احتياجات السوق بطرق مختلفة. واستعرض نماذج ناجحة مثل شركة "سويفل" المصرية، التي قدمت حلولًا ذكية لمشكلة النقل الجماعي، إلى جانب المشاريع الصغيرة المعتمدة على التجارة الإلكترونية أو المنتجات المحلية.
واختتم قنديل بالتأكيد على أن الدولة تدرك أهمية ريادة الأعمال في تقليل البطالة وزيادة النمو الاقتصادي، لذا تقدم العديد من الحوافز والتسهيلات مثل القروض الميسرة، وحاضنات الأعمال، والإعفاءات الضريبية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يجعل ريادة الأعمال بوابة حقيقية للتنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على الابتكار والإبداع.