بعد عشرة أشهر من مغادرته دمشق، نشرت صحيفة دي تسايت الألمانية تقريرًا يكشف ملامح الحياة الجديدة للرئيس السوري السابق بشار الأسد في موسكو، حيث يقيم مع عائلته في برج فاخر تمتلك فيه الأسرة نحو عشرين شقة موزعة على ثلاث طبقات.
ووفقًا للتقرير، يعيش الأسد في حرية نسبية داخل العاصمة الروسية، إذ يُشاهد أحيانًا في أحد المراكز التجارية، ويقضي ساعات طويلة في ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، بينما يخضع في المقابل لـ"رحمة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحتكر المعلومات حول ماضيه السياسي ودوره في سوريا، ويفرض عليه التزام الصمت التام مقابل حمايته.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كان من المقربين من الأسد قبل أن يغادر سوريا عام 2012 بعد محاولة اغتيال فاشلة، قوله إن الرئيس السابق يعيش الآن في ثلاث شقق مترابطة داخل برج يضم مركزًا تجاريًا في طابقه السفلي، وتُشرف على حراسته شركة أمنية خاصة ممولة من موسكو.
وأضاف المصدر أن أسماء الأسد تعاني من تدهور صحي خطير بعد عودة مرض السرطان إليها في ربيع 2024، رغم شفائها منه سابقًا، فيما يقيم شقيق الرئيس ماهر الأسد في فندق "فور سيزونز" بموسكو، ويقضي وقته بين الشراب وتدخين الشيشة.
وذكر فريق الصحيفة أنه تمكن من دخول البرج الذي يقيم فيه الأسد، بمساعدة وسيطة عقارات روسية استخدمت اسمًا مستعارًا وأرشدتهم إلى شقة مشابهة لشقته في الطابق الـ67. ووصف الصحفيون المكان بأنه غاية في الفخامة: ثريات كريستالية، أثاث ذهبي، أرضيات رخامية، ونوافذ بانورامية تطل على أفق موسكو.
أما المطبخ فمجهز بأحدث الأجهزة الألمانية، والغرف تضم شاشات ضخمة وأنظمة صوت متطورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحمّام يُعد جوهرة الشقة، إذ صُمم بالكامل من رخام الكارارا الإيطالي، وتطل حوض الاستحمام المدفأ على المدينة من ارتفاع شاهق يجعل الطائرات تمر على مستوى النظر.
وفي فبراير الماضي، ظهر نجل بشار الأسد في مقطع فيديو نادر من موسكو تحدث فيه عن الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام، كاشفًا أنه كان هناك لإنجاز أطروحته للدكتوراه عندما بدأت الأحداث، بينما كانت والدته في المدينة للعلاج بعد عملية زرع نخاع عظمي.
وأوضح أنه عاد إلى دمشق مطلع ديسمبر ليكون إلى جانب والده وشقيقه، فيما بقيت والدته وشقيقته في موسكو لاستكمال العلاج.
وبحسب روايته، لم يكن قرار الهروب مخططًا له؛ إذ وصل مسؤول روسي رفيع إلى منزل العائلة في دمشق طالبًا نقل الرئيس إلى اللاذقية، حيث القاعدة الروسية في حميميم، ومن هناك أقلعت طائرة عسكرية روسية بالعائلة إلى موسكو، في الساعات الأولى من أحد أيام ديسمبر 2024، معلنةً نهاية حكمٍ استمر أكثر من عقدين.