في خضم المشهد الإنساني والسياسي المعقد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، تبرز مصر كقوة استقرار ووسيط فاعل يجمع بين الحكمة والمسؤولية التاريخية.
فالدور المصري لم يعد مقتصرا على الجوانب السياسية فحسب، بل أصبح شاملا لكل أبعاد الحياة الفلسطينية، ما جعل الشكر والتقدير الصادر عن الفصائل الفلسطينية يتجاوز الأطر الرسمية ليعكس مشاعر الامتنان الصادقة لدى الشعب بأكمله.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن التقدير الذي عبرت عنه الفصائل الفلسطينية تجاه مصر لا يعد مجرد موقف سياسي أو دبلوماسي من قادة الفصائل، بل هو انعكاس صادق لمشاعر الامتنان العميقة لدى مختلف فئات الشعب الفلسطيني، الذي يعتبر مصر الدرع والسند والوسيط الأهم في الشرق الأوسط.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لقد تجاوز الدور المصري حدود السياسة إلى مجالات العمل الإنساني والدبلوماسي والإغاثي والطبي، فكانت القاهرة حاضرة في كل الميادين، تمد يد العون وتؤكد التزامها الدائم تجاه معاناة الفلسطينيين في غزة.
وأشار أبو لحية، إلى أن وقد ساهم هذا الحضور المستمر في ترسيخ مكانة مصر في الوعي الجمعي الفلسطيني بوصفها رمزا للأخوة والمساندة الحقيقية.
وتابع: "تجسدت هذه المشاعر على أرض الواقع، حيث امتلأت شوارع قطاع غزة بأعلام مصر وعبارات الشكر والتقدير للدور المصري الكبير، كما ثمن المواطنون والفصائل على حد سواء جهود اللجنة المصرية العاملة في القطاع، والتي تتابع إنشاء مخيمات الإيواء وتقديم المساعدات الإغاثية والطبية للمحتاجين".
واختتم: "القاهرة تدرك بدقة تعقيدات الحالة الفلسطينية، وتتعامل معها ضمن مسؤوليتها التاريخية في دعم وحدة الصف الفلسطيني وتوحيد مواقفه، مؤكدا أن هذا الالتزام المصري القوي الثابت هو ما جعلها الوسيط الأكثر موثوقية وتأثيرا في مسار القضية الفلسطينية".



