أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن ما يحدث من خروقات إسرائيلية عقب توقيع اتفاقية شرم الشيخ الخاصة بمستقبل غزة الجديدة كان أمرًا متوقعًا.
وأضاف في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بكل السبل لإفشال أي اتفاق يمكن أن يحدّ من تحركاته السياسية والعسكرية.
وتابع، أنّ ما يقوم به نتنياهو يتسق تمامًا مع طبيعة سياساته القائمة على المراوغة والمماطلة لتحقيق أهداف اليمين المتطرف الذي يرى في هذه المرحلة فرصة تاريخية لتنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى" الممتد من النيل إلى الفرات.
وأشار حسين إلى أن أحد المتغيرات المفاجئة في المشهد هو الموقف الأمريكي وهو جيد نسبيًا حتى الآن، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هذا الموقف قابل للتغير في أي لحظة.
وأكد، أنه يشعر بقلق بالغ من إمكانية تراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها الحالية، خصوصًا في ظل تناقض التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السيطرة على غزة ورفض ضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وأوضح رئيس تحرير الشروق أن استمرار الاتفاقية يتطلب ثبات الموقف العربي والتزام الأطراف الفلسطينية بوحدة الرؤية في مواجهة محاولات نتنياهو لاستنساخ النموذج اللبناني، الذي يتيح لإسرائيل حرية الحركة العسكرية في غزة حتى في ظل وجود اتفاقات وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين التي تبرر الاعتداءات الإسرائيلية تحت ذريعة "الدفاع الوقائي" تمنح نتنياهو مساحة للتحرك بحرية دون محاسبة، ما يُعد تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.
وفي تعليقه على الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار والتحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده في نوفمبر المقبل، أكد عماد الدين حسين أن النوايا المصرية صادقة وواضحة، مشيرًا إلى أن مصر خاضت خلال العامين الماضيين صراعًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا لإحباط محاولات التهجير والإبادة التي كانت تخطط لها إسرائيل.
وذكر، أن القاهرة تعمل في سباق مع الزمن بالتنسيق مع قطر والأردن وعدد من الدول العربية من أجل ضمان نجاح المؤتمر المقبل، رغم التحديات التي تفرضها السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى عرقلة أي جهود لإعادة الإعمار أو التنمية داخل القطاع.



