قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

البابا لاون الرابع عشر يوجه كلمة إلى رؤساء وممثلي الأديان حول العالم

البابا لاون
البابا لاون

بمناسبة مرور ستين عامًا على صدور الإعلان المجمعي التاريخي "في عصرنا" (Nostra Aetate)، وجه قداسة البابا لاون الرابع عشر، كلمة إلى رؤساء، وممثلي الأديان حول العالم، خلال احتفال خاص حمل عنوان "نسير معًا في الرجاء"، أكد فيها أن الحوار بين الأديان ليس أداة دبلوماسية، بل أسلوب حياة ومسيرة قلب نحو الله، والآخرين.

واستهل البابا لاون، كلمته بتعبير عن امتنانه العميق لحضور ممثلي الديانات المختلفة، مشيرًا إلى أن وثيقة "في عصرنا" كانت بذرة رجاء زُرعت قبل ستة عقود، وقد نمت لتصبح اليوم شجرة عظيمة تمتد أغصانها بالسلام، والصداقة، والتفاهم المتبادل.

وأوضح الحبر الأعظم، أن هذا الإعلان المجمعي شكل تحولًا جوهريًا في نظرة الكنيسة إلى الأديان الأخرى، إذ لم يعد هناك مكان للرفض، أو الإقصاء، بل للبحث عن الحق والخير والجمال في كل تقليد ديني، قائلًا: الكنيسة لا ترفض ما هو حق ومقدس في أي دين، بل تنظر إلى أتباعه باحترام، وتشجع الحوار، والتعاون في كل ما هو نبيل وأخلاقي.

وتوقف بابا الكنيسة الكاثوليكية عند الجذور التاريخية للإعلان، مذكرًا بمبادرة البابا يوحنا الثالث والعشرين التي انطلقت لتجديد العلاقة مع الشعب اليهودي، مشيرًا إلى أن الفصل الرابع من الوثيقة، المخصص لليهودية، يعد "القلب النابض للإعلان"، إذ أبرز الجذور اليهودية للمسيحية، ووجه إدانة صريحة لكل أشكال معاداة السامية، والتمييز الديني.

وشدد عظيم الأحبار ، على أن الحوار ليس تنازلاً عن الإيمان، بل تعميق له، لأنه يقوم على القناعة الراسخة بأن الله يعمل في قلوب جميع البشر، وأن اللقاء الصادق يفتح الأبواب أمام المحبة والرجاء، قائلًا: الحوار لا يهدف إلى الإقناع، بل إلى الفهم؛ لا إلى الانتصار، بل إلى اللقاء.

وفي إشارة إلى التحديات الراهنة التي يعيشها العالم، عبر قداسة البابا بأسى عن الواقع الذي ترتفع فيه الجدران مجددًا بين الشعوب والأديان، وتتزايد فيه جراح الحروب، والفقر، وصراخ الأرض، داعيًا القادة الدينيين إلى أن يكونوا "أنبياء زمنهم"، يعملون على كسر قيود الكراهية، والجشع، والأنانية، وأن يقودوا شعوبهم في مسيرة المصالحة والسلام.

وفي سياق سنة الرجاء اليوبيلية التي تحتفل بها الكنيسة الكاثوليكية، اعتبر الأب الأقدس أن الرجاء، والحج هما مسيرتان مشتركتان بين جميع التقاليد الدينية، مشددًا على أهمية السير معًا في دروب الحوار، والمحبة، قائلًا: حين نسير معًا، تنفتح القلوب، وتبنى الجسور، وتظهر طرق جديدة لم تكن ممكنة من قبل.

واختتم قداسة البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بدعوة مؤثرة إلى الصلاة الصامتة من أجل السلام، مستعيدًا كلمات القديس يوحنا بولس الثاني في أسيزي عام 1986: إذا أراد العالم أن يستمر، فلا غنى له عن الصلاة.