تستعد مصر لحدث طال انتظاره من كل مصري، إذ يشهد العالم غدًا السبت 1 نوفمبر، افتتاح المتحف المصري الكبير، في مشهد تاريخي يوصف بأنه الأضخم في القرن الحادي والعشرين.
ويمثل هذا الافتتاح رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تؤكد من خلالها أنها ما زالت حارسة التراث الإنساني، وصاحبة التاريخ الذي لا يزول.
وفي هذا السياق، وصف عالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس، الحدث، بأنه «لحظة فخر لكل مصري»، مؤكدًا أن المتحف الجديد يمثل علامة فارقة في مسيرة صون التراث الإنساني وتعزيز مكانة مصر السياحية عالميًا.
زاهي حواس.. المتحف رسالة حضارية من مصر للعالم
أكد الدكتور زاهي حواس أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى معماريا ضخما، بل هو «رسالة من مصر الحديثة إلى العالم»، تبرز من خلالها قدرتها على الجمع بين عراقة الماضي وروح الحاضر.
وقال إن الافتتاح المرتقب يبعث برسائل عديدة، أهمها أن مصر تصون آثارها، وتعتز بمجد أجدادها العظام.
وأشار حواس إلى أن أكثر من 500 محطة تلفزيونية عالمية ستغطي فعاليات الافتتاح، في ما وصفه بأكبر حملة ترويجية مجانية لمصر في تاريخها الحديث، لافتًا إلى أن تلك التغطية الواسعة تمثل مكسبًا إعلاميًا وسياحيًا وسياسيًا كبيرًا.
قاعة الملك الذهبي.. أيقونة المتحف
وأما عن أبرز ما يترقبه العالم، بحسب “حواس”، فهو افتتاح قاعة الملك توت عنخ آمون، التي ستعرض المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي المكونة من 5 آلاف قطعة أثرية، على مساحة تبلغ 7,500 متر مربع.
وأوضح أن هذا العرض الفريد من نوعه، سيجسد عظمة الحضارة المصرية وخلودها عبر العصور؛ ليمنح الزائر تجربة استثنائية تجمع بين الدهشة والمعرفة.
وأضاف أن هذه القاعة ستكون وجهة عالمية لكل من يهتم بالتاريخ والآثار، مؤكداً أن حضور أكثر من 600 شخصية دولية بارزة للحدث؛ سيعزز من مكانة مصر كعاصمة للثقافة والسياحة التاريخية في العالم.
نهضة سياحية واقتصادية غير مسبوقة
تحدث حواس عن المكاسب الاقتصادية الهائلة التي ستجنيها مصر عقب الافتتاح، مؤكدًا أن المتحف سيسهم في إطلاق نهضة سياحية غير مسبوقة.
وقال إن «مصر بعد 4 نوفمبر لن تجد غرفة فندقية شاغرة»، في إشارة إلى الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار من مختلف دول العالم.
وأضاف أن السياحة تمثل أحد أهم مصادر الدخل القومي، وأن المتحف سيجذب استثمارات ضخمة وفرص عمل جديدة، فضلًا عن العوائد غير المباشرة التي ستنعكس على المجتمع المصري بأكمله.
مصر.. بلد السلام والحضارة
وشدد “حواس” على أن العالم كله سيرى في هذا الافتتاح، أن مصر هي بلد السلام، وصاحبة الحضارة التي قدمت للعالم أسمى قيم المجد والتقدم.
وأضاف: “المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري؛ بل هو وعي جديد يتشكل داخل كل مصري، فاليوم كل الناس تتحدث عن المتحف وتفخر بتاريخها، وهذا في حد ذاته أعظم مكاسب الافتتاح”.