قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

217 إعصار حول العالم تقتل بصمت بعد مرورها.. ناقوس الخطر الصحي يدق| ما القصة ؟

أعاصير
أعاصير

أظهرت دراسة عالمية حديثة أن تأثير الأعاصير المدارية لا يتوقف عند حدود الدمار المادي الذي تخلفه، بل يمتد ليحصد أرواح الآلاف في الأسابيع التالية لمرورها، بسبب مضاعفات صحية متعددة ناجمة عن تعطل الخدمات الطبية والضغوط البيئية.

الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أعدها فريق بحثي من جامعة موناش الأسترالية بقيادة يومينغ قوه والدكتور وينزونغ هوانغ والبروفيسورة شاندي (شانشان) لي، وحللت بيانات 14.8 مليون حالة وفاة في 1356 مجتمعا شهدت 217 إعصار استوائيا بين عامي 2000 و2019.

الأعاصير تشتد مع تغير المناخ

تؤثر الأعاصير المدارية سنويا على أكثر من 20 مليون شخص حول العالم، وتتسبب بخسائر مادية تتجاوز 51.5 مليار دولار أميركي وتشير الدراسات إلى أن هذه الظواهر أصبحت أكثر شدة وطولًا مع ارتفاع درجات حرارة الأرض.

أعاصير مدمرة

الباحثون أرادوا في هذه الدراسة فهم الآثار الصحية الأوسع نطاق للأعاصير، وكيف تختلف بين المناطق الجغرافية من أستراليا التي تشهد أعاصير محدودة، إلى مناطق شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة حيث تكثر العواصف.

ارتفاع كبير في الوفيات بعد الإعصار

خلصت النتائج إلى أن مخاطر الوفاة ترتفع بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين التاليين للإعصار، لتبلغ ذروتها في الأيام الأولى ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا.

وخلال الأسبوع الأول بعد الإعصار، ارتفعت الوفيات الناتجة عن:

أمراض الكلى بنسبة 92%،

الإصابات بنسبة 21%،

السكري بنسبة 15%،

الاضطرابات العصبية والنفسية بنسبة 12%،

الأمراض المعدية بنسبة 11%،

أمراض الجهاز الهضمي بنسبة 6%،

أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 4%،

أمراض القلب والسرطان بنسبة 2% لكل منهما.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى تعطل الرعاية الصحية الأساسية، وانقطاع الكهرباء الذي يؤثر على جلسات غسيل الكلى، وصعوبة الوصول إلى الأدوية، إلى جانب الضغوط النفسية والجسدية التي يمر بها السكان بعد الكارثة.

المطر أكثر فتكا من الرياح

من النتائج اللافتة أن الأمطار الغزيرة المصاحبة للأعاصير كانت أكثر تسبب في الوفيات من الرياح العاتية، خصوصا فيما يتعلق بأمراض القلب والجهاز التنفسي والأمراض المعدية.

ويرى الباحثون أن الفيضانات وتلوث المياه الناتجة عن الأمطار تشكل تهديدا طويل الأمد يفوق الخطر المباشر للرياح لذا، شددوا على ضرورة أن تركز أنظمة الإنذار المبكر ليس فقط على سرعة الرياح، بل أيضًا على كميات الهطول المطري وتأثيراته اللاحقة.

الفقر يزيد من احتمالات الموت

كشفت الدراسة أن المجتمعات الفقيرة أكثر عرضة للوفاة بعد الأعاصير مقارنة بالمناطق الثرية، حيث برزت الفجوات الصحية بشكل واضح في أمراض الكلى، والسكري، والأمراض المعدية.

كما تبين أن المناطق التي نادرا ما تتعرض للأعاصير سابقا – مثل أجزاء من أستراليا والمناطق المرتفعة خطوط العرض – سجلت معدلات وفاة أعلى عند تعرضها للعواصف، بسبب غياب أنظمة الاستجابة الفعالة وقصور البنية التحتية الصحية.

دروس للمستقبل الصحة في قلب التخطيط للكوارث

يحذر الباحثون من أن التغير المناخي يعيد رسم خريطة الأعاصير حول العالم، ما يجعل مناطق جديدة عرضة للخطر ومن ثم، يجب على السلطات الصحية وأجهزة الطوارئ أن تتجاوز التركيز التقليدي على الإصابات المباشرة لتشمل الأمراض المزمنة والمعدية التي تتفاقم بعد مرور الكارثة.

ويؤكد التقرير ضرورة دمج البيانات الصحية في أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب الاستثمار في البنية الصحية للمناطق الفقيرة، باعتبارها الحلقة الأضعف في مواجهة الكوارث المناخية.