أكد مالك الروقي، الكاتب الصحفي السعودي، أن الزيارة الحالية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تحمل أبعادًا استراتيجية ستنعكس بشكل مباشر على ملفات إقليمية عدة، وفي مقدمتها الأزمة السودانية، موضحًا أن هناك توافقًا سعوديًا–أمريكيًا واضحًا بشأن ضرورة الحفاظ على خطوط رئيسية في التعامل مع الوضع في السودان، ودعم مؤسسات الدولة.
وشدد مالك الروقي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، على أن واشنطن باتت تُبدي رغبة جدية في التدخل لوقف الحرب وتهيئة ظروف الاستقرار، مؤكدًا أن زيارة ولي العهد للولايات المتحدة ستُسهم في تغيير الاستراتيجية الأمريكية تجاه ملف السودان، خاصة في ظل الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الأمير محمد بن سلمان، سواء عبر الاستقبال الرسمي أو خروج الرئيس الأمريكي لاستقباله شخصيًا، وهو ما يعكس مكانة خاصة وزاوية استراتيجية متعددة الأبعاد لهذه الزيارة.
وأضاف مالك الروقي، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المزايا التي ستُمنح للسعودية بشأن صفقة الطائرات "أف 35" كبيرة تُعد مؤشرًا مهمًا على قوة الشراكة بين البلدين، موضحًا أن موافقة الولايات المتحدة على منح المملكة طائرات F-35 تؤكد متانة التحالف وقدرة السعودية على تعزيز تفوقها العسكري.
وأشار مالك الروقي، إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى السعودية باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي وشريكًا مهمًا في عدد من الملفات الدولية، مضيفًا أنه أصبح واضحًا أن "من يجلس على كرسي البيت الأبيض يرى أن مصلحته في الشرق الأوسط تكمن في العمل مع المملكة".
ونوه مالك الروقي، بأن السعودية أعلنت وصول نسبة توطين الصناعة العسكرية إلى أكثر من 27%، مع مستهدف للوصول إلى 50% خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن المملكة لا تقدم هبات أو هدايا للولايات المتحدة، بل تدخل في شراكات مبنية على عوائد اقتصادية واضحة تخدم الدولة والقطاع الخاص والاقتصاد الوطني.



