يمنح قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم حضور قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا للصين فرصة لتوسيع نفوذها الدولي، خصوصًا في القارة الأفريقية، وتقديم نفسها كطرف أكثر استقرارًا مقارنة بواشنطن، في ظل ما ينظر إليه على أنه توجه أمريكي متزايد نحو الأحادية.
وقالت واشنطن إنها لن تشارك في القمة التي تنطلق السبت، مستندة إلى مزاعم – وصفت على نطاق واسع بأنها غير دقيقة – بشأن "سوء معاملة البيض" في جنوب أفريقيا. ورد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مؤكداً أن "سياسة المقاطعة لا تنجح"، وأن الولايات المتحدة "تتنازل عن دورها كأكبر اقتصاد في العالم".
وبالتزامن، قرر الرئيس الصيني شي جين بينغ إرسال رئيس الوزراء لي تشيانغ لتمثيله في القمة، وذلك في وقت تراجع فيه شي عن كثافة زياراته الخارجية.
ويرى محللون أن غياب الولايات المتحدة يضع الصين والاتحاد الأوروبي في مركز الاهتمام داخل القمة، ويمنح بكين فرصة لتعزيز صورتها كشريك "مستقر وموثوق" في إدارة القضايا العالمية.
ومع ذلك، لا يعني الأمر – وفق الخبراء – نهاية للنظام الدولي الذي تقوده واشنطن، بل إفساح المجال أمام الصين لإظهار حضور أكبر.
نفوذ متزايد في أفريقيا
وتنعقد قمة العشرين هذا العام برئاسة أفريقية للمرة الأولى، مع مشاركة كاملة للاتحاد الأفريقي كعضو دائم. ومن المتوقع أن تركز جنوب أفريقيا على قضايا أساسية للقارة، أبرزها: تخفيف الديون، دعم النمو الاقتصادي، مواجهة تغير المناخ، والانتقال للطاقة النظيفة.
وتعد هذه الملفات "متوافقة بشكل طبيعي" مع أولويات الصين، أكبر شريك تجاري لأفريقيا، والمهتمة بتعزيز مشاريع الطاقة الخضراء والتعاون الاقتصادي.
وتزامناً مع القمة، قام رئيس الوزراء الصيني بزيارة إلى زامبيا، في أول زيارة من نوعها منذ 28 عاماً، حيث تعد الصين أكبر دائن رسمي للبلاد بنحو 5.7 مليارات دولار. كما تسعى بكين إلى توسيع حضورها في شرق أفريقيا عبر تحديث مشاريع استراتيجية مثل خط سكة حديد "تازارا" بقيمة 1.4 مليار دولار.

