قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خطر الإدمان الرقمي لدى الأطفال.. كيف تحمي ابنك؟

خطر الإدمان الرقمي لدى الأطفال.. كيف تحمي ابنك؟
خطر الإدمان الرقمي لدى الأطفال.. كيف تحمي ابنك؟

لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد ترفيه عابر للصغار، بل أصبحت لدى بعضهم مدخلًا إلى عزلة رقمية تسحبهم تدريجيًا بعيدًا عن عالمهم الواقعي، مؤثرة في نموهم النفسي والعقلي والاجتماعي، ومع ازدياد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات بدأت تظهر مؤشرات تستدعي القلق مثل اضطراب النوم وضعف التحصيل الدراسي وظهور نوبات التوتر والعدوانيّة بصورة مفاجئة، وذلك وفقًا لما نشره موقع Raising Children Networkوهو الموقع المتخصص في إرشاد الأسر حول سلوكيات الأطفال والمراهقين.

كيف يبدأ الانجذاب ثم يتحوّل إلى إدمان

يبدأ الأمر غالبًا بفضول بسيط أو رغبة في المتعة، غير أنّ تصميم الألعاب الحديثة يعتمد على آليات تعزيز ذهني تقوم على التحفيز الفوري الذي يدفع الدماغ لإفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالشعور بالمتعة، ومع تكرار اللعب يعتاد الدماغ هذا المستوى من التحفيز فيحتاج الطفل إلى وقت أطول للحصول على الشعور نفسه فيدخل تدريجيًا في دائرة الإدمان دون أن يدرك خطورتها.

تراجع التفاعل الاجتماعي

مع تراكم الساعات التي يقضيها أمام اللعبة تتراجع رغبة الطفل في التفاعل الاجتماعي الحقيقي، فينسحب من محيطه العائلي ويميل إلى العوالم الافتراضية، مما يقلل من قدرته على تكوين صداقات واقعية أو المشاركة في أنشطة اجتماعية متنوعة.

مؤشرات تحذيرية تستدعي الانتباه

تظهر العلامات الأولى مبكرًا مثل اضطراب النوم، وتراجع الأداء الدراسي، والقلق أو العصبيّة عند محاولة منعه من اللعب، إلى جانب الكذب بشأن الوقت الذي يقضيه أمام الأجهزة، وقد يلاحظ الأهل أنّ طفلهم أصبح أكثر انعزالًا وأقل رغبة في التفاعل مع الأسرة أو ممارسة أي نشاط بديل.

كما يشير مختصون إلى انتشار ما يُعرف بـ «غضب اللاعب» وهو نمط عدواني يظهر عند الخسارة أو أثناء اللعب، ويتخذ صورًا متعددة مثل الصراخ أو استخدام ألفاظ جارحة أو تحطيم بعض الأدوات القريبة منه.

دور الأسرة في كسر دائرة الإدمان

تبدأ المواجهة من الحوار الهادئ، فالطفل يحتاج إلى الشعور بالأمان والإنصات أكثر من حاجته إلى اللوم، ويستحسن أن يتحدث الوالدان معه حول الألعاب التي يفضلها وأسباب انجذابه إليها، ومن ثم فهم الدوافع الخفية مثل الشعور بالملل أو الحاجة إلى التقدير أو محاولة الهروب من ضغوط نفسية معيّنة.

بعد ذلك يأتي وضع حدود واضحة لوقت الشاشة عبر تحديد ساعات محددة للعب أسبوعيًا أو الفصل بين فترات اللعب والدراسة والنوم، ويعتبر الثبات في تطبيق القواعد عاملًا أساسيًا في نجاحها بعيدًا عن العقاب القاسي أو المنع المفاجئ الذي قد يزيد التوتر.

استبدال العادات بعادات أكثر صحة

لا يمكن تقليل تعلق الطفل بالألعاب دون توفير بدائل جذابة تشغله بالطاقة نفسها، لذا يُنصح بتشجيعه على المشاركة في أنشطة رياضيّة أو فنية مثل الرسم والموسيقى أو الانضمام إلى أنشطة جماعية تمنحه شعورًا بالإنجاز الحقيقي، كما أنّ تنظيم أنشطة عائلية منتظمة مثل قضاء يوم بلا شاشات أو ممارسة ألعاب واقعية يسهم في إعادة بناء الروابط الاجتماعية.

متى يصبح التدخل المتخصص ضرورة

عندما تظهر تأثيرات واضحة على الدراسة أو المزاج أو النوم، أو ينسحب الطفل تدريجيًا من حياته اليومية، يكون من الضروري استشارة مختص في الطب النفسي للأطفال أو العلاج السلوكي، إذ يستطيع الأخصائي تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من إدمان فعلي ووضع خطة علاجية تشمل إدارة الوقت والتعامل مع الدوافع النفسية وإعادة تدريب الدماغ على التحكم في الرغبة الملحّة باللعب.