قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جسم مجهول يسقط من الفضاء ويثير الذعر في أستراليا.. ما القصة؟

سقوط جسم مجهول
سقوط جسم مجهول

مؤخرا، أثار عثور مجموعة من العمال في صحراء غرب أستراليا على جسم غريب، مخاوف خبراء الفضاء، خاصة وأن الجسم الذي تم العثور عليه، محترقا جزئيا، ما يعكس مشكلة متزايدة تتعلق بالنفايات الفضائية التي تدور حول الأرض.

وبحسب "ديلي ساينس"، اكتشف عمال المناجم هذا الجسم الأسود الذي يبلغ قطره نحو 1.5 متر ووزنه حوالي 300 كيلوجرام، على بعد نحو 30 كيلومترا من بلدة نيومان. 

وكانت هناك تقارير تفيد بأن الجسم كان لا يزال دافئا ويتصاعد منه الدخان، مما خلق حالة من الدهشة والخوف.

ما مصدر الجسم المجهول؟

عندما عثر على الجسم المجهول، سارعت الشرطة المحلية إلى استبعاد فرضية تحطم طائرة، حيث لم يكن الجسم مطابقا لأي شيء معروف على الأرض. وقد أشار خبراء الفضاء إلى أن نسيج الجسم يتكون من مزيج من السبائك المحترقة وألياف الكربون، مما يشير إلى أنه ذو أصل سماوي. 

على الرغم من أن البعض افترض أن الجسم قد يكون جزءًا من نيزك، إلا أن الخبراء أرجحوا في النهاية أن يكون من بقايا أحد الصواريخ المستخدمة في إطلاق الأقمار الصناعية.

من خلال التحليل، توصل المتخصصون، مثل ماركو لانغبروك الخبير في هندسة الفضاء وجوناثان ماكدويل عالم الفلك، إلى فرضية مشتركة بأن هذا الجسم هو جزء من الطابق العلوي لصاروخ جيلونج 3 الصيني. هذا الصاروخ أطلق في سبتمبر الماضي وأرسل 12 قمرا صناعيا إلى المدار، وبعد أن خرج من مداره، سقط عشوائيا في صحراء أستراليا.

تسلط هذه الحادثة الضوء على قلق متزايد بشأن النفايات الفضائية، حيث يوضّح الخبراء أن الفضاء المحيط بكوكب الأرض أصبح بمثابة مقبرة غير مرئية للنفايات. فبالإضافة إلى آلاف الأقمار الصناعية النشطة، هناك أكثر من 40 ألف قطعة من الحطام، تتراوح أحجامها بين 10 سنتيمترات وما فوق، تتسبب في تلوث الفضاء.

حوادث سقوط الأجسام الفضائية 

تقدر وكالة ناسا عدد الجسيمات الصغيرة التي تتراوح بين 1 و10 سنتيمترات بنحو 500 ألف، وتتجاوز المواد المحيطة بالأرض الألف طن. جميع هذه الأشياء تتحرك بسرعات قد تتجاوز 25 ألف كيلومتر في الساعة، مما يجعل مدار الأرض أشبه بحقل ألغام.

تظهر الحوادث المتكررة، مثل تحطم حلقة معدنية في كينيا، أو سقوط شظية بطارية من محطة الفضاء الدولية في فلوريدا، أن الخطورة في تزايد. حتى اليوم، لم تسجل أي إصابات، لكن الإحصاءات تشير إلى احتمال مضاعفتها.

نتيجةً لذلك، فإن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بما في ذلك أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، هو أكثر عرضة لخطر سقوط هذه القطع بسبب مواقع دخولها إلى الغلاف الجوي.

بالنسبة للمسؤولية القانونية، ينص قانون الفضاء لعام 1966 على أن الدولة التي قامت بإطلاق الجسم الفضائي هي المسؤولة عن تداعياته. وبالتالي، في هذه الحالة، تحمل الصين مسؤولية سقوط هذا الجسم.

ومع ذلك، يتساءل الباحثون عما إذا كانت هذه اللوائح كافية في ظل زيادة إطلاق الأقمار الصناعية. اليوم، هناك أكثر من 10 آلاف قمر صناعي نشط، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 70 ألفا بحلول عام 2030.

في سياق متصل، تعتبر إدارة الحطام الفضائي مكونا أساسيا للحفاظ على الأمن في الفضاء. إذ لا توجد حاليا تقنيات فعالة لإزالة الحطام الموجود بالفعل. على الرغم من وجود جهود لبعض الوكالات لإيجاد حلول مثل استخدام الأشرعة أو الليزر لتفكيك الحطام، إلا أن هذه الخطوات لا تزال غير كافية في مواجهة المشكلة المتنامية.

وبحسب الخبراء، هناك حاجة ملحة لتنظيم قضايا الحطام الفضائي وتحفيز الدول والشركات على تطوير تقنيات تساهم في تقليل النفايات في الفضاء لضمان مستقبل آمن داخل الفضاء المحيط بكوكب الأرض.