قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبد الحميد مدكور: العربية قضية أمة وهويتها ولغة الوعي القومي العربي

 الأمين العام لمجمع اللغة العربية الدكتور عبد الحميد مدكور
الأمين العام لمجمع اللغة العربية الدكتور عبد الحميد مدكور

يحتفي العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية تأكيدا على المكانة التي تحظى بها بين لغات العالم كإحدى أقدم اللغات الحية، التي أسهمت في تشكيل ملامح الحضارة الإنسانية وصياغة الفكر الإنساني عبر العصور، ليس بوصفها وسيلة للتعبير فحسب، ولكن باعتبارها أداة للمعرفة ووعاء للفكر ومرآة للحضارة والثقافة.


وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في مثل هذا اليوم عام 1973، اللغة العربية لغة رسمية من لغات العمل في المنظمة، اعترافا بمكانتها العالمية ودورها الحضاري فهي إحدى أكثر اللغات انتشارا واستخداما في العالم، ومنذ ذلك التاريخ، تحرص الأمم المتحدة والجهات التابعة لها خاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، على إحياء تلك المناسبة سنويا عبر فعاليات ثقافية وفكرية تهدف إلى تعزيز التعدد اللغوي والتنوع الثقافي، ودعم حضور اللغة العربية عالميا، بما يرسخ قيم الحوار والتفاهم بين الثقافات.


وعن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، أكد الأمين العام لمجمع اللغة العربية الدكتور عبد الحميد مدكور، أن الاحتفاء بيوم واحد للغة العربية أقل كثيرا مما ينبغي أن يكون لتلك اللغة الشريفة التي هي لغة أمة بأكملها على مدار قرون، وقد بلغت من التاريخ مبلغا عظيما من القدم والأصالة التي تجعلها لغة عظيمة لأمة عظيمة.


وقال الأمين العام لمجمع اللغة العربية في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إن الاحتفال بيوم اللغة العربية الذي جاء عن طريق منظمة الأمم المتحدة والتي خصصت يوم 18 ديسمبر من كل عام، هو للتذكير والتنبيه، ولكن اللغة العربية تحتاج للاحتفاء بها كل يوم لأنها لغة ثقافة وأمة وهوية ودين وحضارة وثقافة عريقة، ويجب أن يكون الاحتفال بها مستمرا"، مؤكدا أننا نقبل هدية الأمم المتحدة إلى العرب حتى يخصصوا وقتهم وجهدهم ما يجعلهم يحتفون ويحتفلون بتلك اللفة الشريفة.


وشدد مدكور على أهمية أن تبدأ التوعية بأهمية استخدام اللغة العربية وإحياء وجودها في الحياة العامة من خلال تعزيز وجودها في التعليم والإعلام والمؤسسات التي تتعامل مع الجمهور بحيث يكون الخطاب باللغة العربية، وأن نسعى إلى تحقيق وجود ملائم لها في حياتنا، ويستطيع كل فرد أن يبذل جهدا في هذا الصدد، لأن اللغة العربية قضية أمة بأكملها، فهي تتعلق بالهوية وبالوعي القومي والعربي وبالتراث المجيد الذي خاضته هذه اللغة منذ عشرات القرون، ويستطيع كل بدوره سواء المواطن في بيته والمدارس والإعلام بالاهتمام بها لإحيائها في ضمائر الناس وعلى ألسنتهم، وهذا أمر واجب نحو لغتنا وأن نفعل كما تفعل كل الشعوب فيما يتعلق بلغاتها.


وحول دعم المحتوى العربي في الفضاء الرقمي في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، أكد أمين مجمع اللغة العربية، أن هذا الأمر يجب أن يكون الشغل الشاغل للباحثين والجامعات ومراكز البحث العلمي، فاللغة العربية ليست أقل من اللغات الأخرى، فوجود اللغة الإنجليزية ليس عائقا للدول الأخرى أن تصنع تراثها وعلومها بلغاتها المختلفة، فلابد أن يكون لدينا الاهتمام باللغة لكي لا تكون أقل من غيرها من اللغات، فهناك دول قليلة العدد وحديثة النشأة والوجود ولكنها حريصة على استعمال لغتها، وهو أمر يجب أن يكون حاضرا للغة العربية التي هي أقدم من أكثر اللغات في العالم وممتدة في التاريخ بشكل عميق.


وأشار مدكور إلى أن اللغة العربية قد جاء عليها وقت كانت هي اللغة الأولى في العالم كله مدة تزيد على 5 قرون عندما كان العلم ينطق بالعربية، لذا فعلينا أن نؤكد حضورنا في العلم لنؤكد حضور اللغة فيه، وعندما نتقدم خطوات نحو البحث العلمي وتطبيق التقدم والتطور العلمي، فستنهض اللغة كما ينهض العلم في بلادنا وهو أمر واجب في كل الأحوال وعلى جميع المستويات.