لعل السؤال عن كيف يأمر الله نبيه بقتل غلام سورة الكهف ؟، احد تلك الأسرار العجيبة الواردة في سورة الكهف ، والتي تعد وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ويوم الجمعة، فإن كنا جميعًا على علم بقصة غلام سورة الكهف ، فلا يزال هنا أسرار حولها، التي يعبر عنها استفهام كيف يأمر الله نبيه بقتل غلام سورة الكهف ؟.
اقرأ أيضًا:
كيف يأمر الله نبيه بقتل غلام سورة الكهف:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سورة الكهف ليس فيها أن موسى -عليه السلام- قتل غلامًا بل إنه اعترض على قتل الغلام، فيما أن الذي قتل الغلام هو سيدنا الخضر -عليه السلام-.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( كيف يأمر الله نبيه بقتل غلام سورة الكهف ؟ فقد ورد في سورة الكهف أن سيدنا موسى قتل غلام خشية أن يهلك أهله بالفساد فكيف يأمر الله نبيه بقتل بني أدم أخر تعمداً ؟)، أنه كأن السائل لم يقرأ سورة الكهف ، لأن سورة الكهف ليس فيها أن موسى -عليه السلام- قتل غلامًا بل إنه اعترض على قتله.
وأضاف أنه اختلف العلماء هل الخضر من الأنبياء أو أنه كان من الملهمين المحدثين وليس من الأنبياء ؟، وعلى فرض أنه ليس من الأنبياء يزول الإشكال فهذا إلهام ألهمه الله تعالى إياه وأيده بالقرآن الكريم ، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر بالقتل وأمرنا تعالى بالقتل دفاعًا عن النفس وقصاصًا ، وأمرنا بالقتل في مواطن سميت القتل بالحق وليس بالباطل.
وتابع: فالذي يأمر الله فيه بالقتل وهو الذي أحيا وهو الذي يميت ، إذن فهذا قتل بسلطان حق، أما الذي نهانا عنه وهو القتل في عمومه من قبل استثناء هذا القتل الذي هو بالحق الذي أمرنا به فإنه يكون قتلاً باطلاً وذنبًا كبيرًا يؤذن بخلود صاحبه في النار، وفيما أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قتل إنسانًا فقد هدم بنيان الرب).
وأكد أن هذا كلام اتفقت عليه الأديان وكذلك الأنبياء، أن القتل جريمة وكبيرة من الكبائر ، ولكن الله تعالى قال: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، فهذا شأن إلهي ، كما أحيا يميت وكما أمر بالحفاظ على الحياة البشرية هو قادر تعالى أن يأمر وأمره يصل إلى الوجوب كما في حالة الخضر الذي ألهمه الله أو أوحى إليه إذا كان نبيًا بهذا ، قال : ( وما فعلته عن أمري).
وأشار إلى أن هناك بعض الناس لا ينتهي ويستحق أن يقتل ، وقد يكون هذا الإنسان الذي يأمر بالقتل نبيًا أو قاضيًا أو قائدًا للجيوش، أو فيما كان قبل نبينا -صلى الله عليه وسلم- محدثًا أو ملهمًا كما في حالة الخضر ، وعلى كل حال سيدنا موسى لم يقتل، فلا يقاس عليه، ولا يأتي أحدهم فيقول أني رأيت في المنام أني أذبح ولدي كما سيدنا إبراهيم .
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
تترتّب على قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة العديد من الفضائل، ومنها:
- سورة الكهف نورٌ لمن يقرؤها وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي سعيد الخُدريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ).
- تُستحبّ قراءة سورة الكهف كلّ يوم جُمعة، فقد كان الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمر يقرؤها؛ لِما لها من الثواب والأجر الكبير، إلّا أنّ أغلب الأحاديث التي وردت في بيان فَضْل قراءتها ضعيفة الإسناد، ولكن يُؤخذ بها في فضائل الأعمال، كما أنّها تدعم بعضها الآخر، ولذلك فإنّ قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة سنّةٌ.
- سورة الكهف نورٌ يضيء طريق الهداية لمن يقرؤها فهي تكفّ المسلم عن المعاصي والآثام، وتُرشده إلى طريق الخير والصواب، وقد تكون نوراً حقيقياً حسيّاً، كما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ن قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ ، وغُفر له ما بين الجمعتين).
- سورة الكهف تحمي وتحفظ قارئها من فتنة المسيح الدجال وذلك بحفظه لأوّل عشر آياتٍ منها، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكّد ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).
وأخرج الإمام مُسلم في صحيحه بحديثٍ طويلٍ يتعلّق بالدجّال: (فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ)، وقيل إنّها آخر عشر آياتٍ من سورة الكهف، كما ورد في الرواية التي أخرجها ابن حبّان: (مَن قرَأ عَشْرَ آياتٍ مِن آخِرِ الكهفِ عُصِم مِن الدَّجَّالِ).
- سورة الكهف من السور المستحبّ قراءتها يوم الجمعة إذ يستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، وقد أخرج السيوطيّ في الجامع الصغير: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه وبين البيتِ العتيقِ)، وسورة الكهف نورٌ بين الجُمعتين، كما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بينَ الجمعتينِ).
وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
ورد أن قراءة سورة الكهف لم تحدّد بزمنٍ، إنّما تكون في أي وقتٍ من يوم الجمعة، سواءً أوّل اليوم، أو آخره، أو أوسطه، دون تحديد أي مكانٍ، فتصحّ في المسجد، أو في الطريق إليه، وغير ذلك من المواضع.
ويُعرف اليوم في الاصطلاح الشرعيّ ويُقدّر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلّا أنّ وقت استحباب قراءة سورة الكهف يبدأ من ليلة الجُمعة، أيّ مساء يوم الخميس.

