قال الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر: “يسعدنا ويشرّفنا أن نجتمع اليوم في هذا الحفل المبارك لتكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم، والتي تُقام برعاية من الأزهر الشريف، منارة العلم والدين، وحصن الوسطية والاعتدال”.
وأضاف مدير الجامع الأزهر، في كلمته باحتفالية توزيع جوائز الفائزين بمسابقة الأزهر بنك فيصل: “إن اجتماعنا اليوم ليس مناسبة للاحتفال فحسب، بل هو رسالة واضحة بأن القرآن الكريم سيظل نبراسًا يضيء دروب الأمة، ومنهجًا يبني شخصيات أبنائها، ومصدرًا للقيم والأخلاق والروح والإيمان”.
وتابع: “لقد حمل الأزهر الشريف عبر قرونٍ طويلة مسئولية حفظ القرآن الكريم وتعليمه ونشر علومه، فخرجت من بين جدرانه أجيال من العلماء والحفاظ والقراء والدعاة، نشروا نور الكتاب العزيز في أركان العالم”.
وأوضح عودة: “كما يواصل الأزهر اليوم دوره الرائد في تحفيظ القرآن الكريم عبر الرواق الأزهري، حيث بلغ عدد فروع الرواق الأزهري 1500 فرع على مستوى الجمهورية، وبلغ عدد الدارسين قرابة الربع مليون دارس ودارسة، ولم يقتصر الأمر على القرآن الكريم فقط، بل عمت ثمار الرواق الأزهري شتى المجالات، فتم افتتاح ما يقرب من 25 فرعًا لتدريس العلوم الشرعية والعربية من خلال مناهج أصيلة تعبر عن وسطية الدين الحنيف وتحارب جميع الأفكار المغلوطة والهدامة”.
وقال: “كما لم تغفل إدارة الجامع الأزهر تهذيب النشء من خلال الملتقيات العلمية والدعوية التي نظمها الجامع الأزهر بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة من خلال رواق النشء، حيث بلغ عدد الفعاليات التي تمت إقامتها بمراكز الشباب والرياضة قرابة ال 3000 لقاء، بالإضافة إلى الملتقيات التي نظمت بمقرات الرواق الأزهري على مستوى الجمهورية”.
واستطرد: “كما عنيت إدارة الجامع الأزهر بالمرأة المصرية التي تشكل حجز الزاوية للأسرة، فأقامت الملتقيات والبرامج الموجهة لها في الموضوعات التي تهم الأسرة المصرية”.
وأضاف: “وفي ضوء اهتمام الدولة المصرية ومؤسساتها بأبنائها بالخارج، أطلق الجامع الأزهر مشروعة الأهم والأحدث؛ المنصة الدولية الرسمية لأروقة الأزهر الشريف، وذلك لربط المصريين بالخارج بالدولة المصرية، وربط الأجيال الجديدة بالقيم الأصيلة للمجتمع المصري، من خلال تعليمهم الدين الإسلامي الوسطي من مصادره الأصلية، وحفظ القرآن الكريم على يد نخبة من أمهر المحفظين والعلماء”.
ولفت إلى أن الرواق الدولي وصل إلى ما يقرب ال 70 دولة حول العالم، وبلغ عدد الدارسين فيه قرابة ال 5000 دارس ودارسة.
وتابع: “ونؤكد بكل فخر واعتزاز أن التعاون المبارك بين الأزهر الشريف وبنك فيصل الإسلامي المصري قد أثمر عن هذه المسابقة التي تُعد نموذجًا راقيًا للتكامل بين المؤسسات الدينية والاقتصادية في خدمة القرآن الكريم، وإننا إذ نثمّن هذا الجهد الطيب من بنك فيصل، نشيد بدوره الفاعل في دعم الأنشطة القرآنية ورعاية النشء والشباب، ليكون القرآن بوصلةً لحياتهم وطريقًا لمستقبلهم”.
ونوه مدير الجامع الأزهر إلى أن “الفائزين اليوم ليسوا فقط حافظين لكتاب الله، بل هم حماة له في صدورهم، يمثلون أمل الأمة ورجاء مستقبلها، وإننا إذ نهنّئهم على هذا الإنجاز العظيم، نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن حجة لهم لا عليهم، ونورًا في قلوبهم وصدورهم، وسببًا لرفعة شأنهم في الدنيا والآخرة”.
وتوجه بالشكر لأُسر الطلاب ومشايخهم ومدرسيهم الذين بذلوا الوقت والجهد في التعليم والمتابعة، فكانوا شُركاء في هذا الخير العظيم، هذا وقد تمت هذه المسابقة وفق منهج يضمن لجميع المتسابقين حقوقهم، حيث تمت برمجة الاختبارات بالصوت والصورة، ومراجعة جميع مراحلها من قبل لجنة رفيعة المستوى من العلماء، وقد بلغ عدد المتقدمين قرابة ال 8000 متسابق، تنافسوا في 4 مستويات في المسابقة العامة على النحو التالي:
المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملا لخريجي الجامعات المصرية من عمر 22 إلى 28 عاما
بلغت مجموع جوائزه مبلغ 500000 جنيه.
المستوى الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملا بحيث لا تتجاوز السن 15 عامًا، وبلغ مجموع جوائزه مبلغ 395000 جنيها.
المستوى الثالث: حفظ ثلثي القرآن الكريم بحيث لا تتجاوز السن 12 عاما، وبلغ مجموع جوائزه مبلغ 265000 جنيه.
المستوى الرابع: حفظ ثلث القرآن الكريم بحيث لا تتجاوز السن 10 أعوام، وبلغ مجموع جوائزه مبلغ (175000) جنيه مصري،
ليصبح إجمالي جوائز المسابقة العامة مليون ونصف المليون جنيه.
كما شهدت المسابقة وللمرة الأولي هذا الموسم فرعا خاصا بذوي الهمم على ثلاثة مستويات.
المستوى الأول:
حفظ القرآن الكريم بحيث لا تتجاوز السن 28 عاما، وبلغ جوائزه مبلغ (200) ألف جنيه.
المستوى الثاني: حفظ ثلثي القرآن الكريم بحيث لا تتجاوز السن 22 عاما، وبلغت جوائزه مبلغ 150 ألف جنيه.
المستوى الثالث: حفظ ثلث القرآن الكريم بحيث لا تتجاوز السن 18 عاما،. وبلغت جوائزه 100 ألف جنيه.
ويبلغ إجمالي جوائز مسابقة ذوي الهمم في حفظ القرآن الكريم قرابة النصف مليون جنيه.
وبلغ مجموع جوائز المسابقتين (العامة - ذوي الهمم) قرابة 2 مليون جنيه.



