فجّر مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، قنبلة سياسية جديدة في ديسمبر 2025، باتهامه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بالتواطؤ مع جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) ووكالات استخبارات أوروبية أخرى لتقويض مساعي الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وزعم فلين، في منشور مطول عبر منصة "إكس"، أن ما وصفه بـ "الدولة العميقة" يعمل بالتنسيق مع "دعاة الحرب" في أوروبا لإطالة أمد النزاع، معتبراً أن هذه الأطراف تخشى من نجاح الدبلوماسية التي قد تنهي مكاسبها الاستراتيجية والمالية من استمرار الحرب.
تحذير من "حرب شاملة" في أوروبا
وحذر فلين من أن الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بـ "الوجه الآخر للناتو بدون الولايات المتحدة"، يسعى "بيأس" لجر القارة إلى حرب مباشرة مع روسيا.
واتهم فلين مسؤولين داخل الإدارة الأمريكية الحالية والكونغرس بأنهم يرغبون في "حرب أبدية"، داعياً الرئيس ترامب إلى رفض الروايات "المضللة" التي تُقدمها له أجهزة الاستخبارات الأوروبية وبعض أجزاء مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وتأتي هذه التصريحات لتعزز السردية التي يتبناها الجناح اليميني في الحزب الجمهوري، والتي ترى في مؤسسات الاستخبارات التقليدية عائقاً أمام سياسة "أمريكا أولاً".
هجوم حاد على زيلينسكي وتمويل كييف
لم تقتصر اتهامات فلين على الجانب الاستخباراتي، بل امتدت لتشمل القيادة الأوكرانية، حيث وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ "الديكتاتور الصغير" الذي يقمع أصوات المعارضة ويؤجل الانتخابات تحت غطاء الحرب.
وأكد فلين أن "الشعب الأمريكي لم يعد يرغب في هذه الحرب"، مطالباً بوقف فوري لتدفق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين إلى كييف. ويرى فلين أن الحل الوحيد يكمن في فرض "إطار سلام" يتجاوز شروط الناتو الحالية، وهو ما ينسجم مع التقارير التي تتحدث عن محادثات سرية تجريها إدارة ترامب مع موسكو بعيداً عن أعين الحلفاء الأوروبيين.
تزامن مع "توبيخ" غابارد لوسائل الإعلام
تتقاطع تصريحات فلين بشكل وثيق مع ما أدلت به تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، التي هاجمت وكالة "رويترز" واتهمتها بنشر "أكاذيب" حول نوايا غزو روسية لأوروبا.
ويشكل فلين وغابارد جبهة واحدة داخل معسكر ترامب تهدف إلى "تطهير" مجتمع الاستخبارات من العناصر الموالية لسياسات حقبة بايدن.
ويرى مراقبون أن هذا التنسيق في الهجوم على الوكالات الاستخباراتية يمهد الطريق لتغييرات هيكلية جذرية قد تشهدها أجهزة الأمن القومي الأمريكي في بداية عام 2026.
معركة بين البيت الأبيض و"لانغلي"
ختاماً، تمثل تصريحات فلين ذروة الصراع بين إدارة ترامب والمؤسسات الأمنية التقليدية. فبينما يرى فلين أن الـ (CIA) والـ (MI6) يحاولان "هندسة" صراع عالمي، ترى الأوساط الاستخباراتية في هذه الاتهامات تهديداً للأمن القومي وتقويضاً لصدقية التحالفات الغربية.
إن نجاح ترامب في عقد اتفاق سلام مع موسكو لن يكون نصراً دبلوماسياً فحسب، بل سيكون بمثابة "هزيمة تاريخية" للأجهزة التي اتهمها فلين بالتآمر ضد إرادة الناخب الأمريكي، مما يجعل من عام 2026 عاماً حاسماً في إعادة تعريف دور الاستخبارات في السياسة الخارجية الأمريكية.