الاعتذار العملى للمغرب الشقيق

رغم سيل الاعتذارات الهاتفية المتوالية من وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ، ومن فضائية اون تى فى ومذيعتها التى خاضت فى حق أشقائنا المغاربة ،الا اننى أراها غير كافية ، فربما كنت اكثر تحيزا للمغرب من المغاربة أنفسهم ..
فقد عشت فى هذا البلد الجميل وتنقلت بين الدار البيضاء والرباط ومراكش والداخلة والعيون .. فما أروعها بلد .. وما أكرمه شعب.. وليس هذا هو الرابط الوحيد بينى وبين المغاربة .. بل ان هناك عددا من الوشائج التى تربطنى كمصرية بالمغرب .. رسميا ،فنيا ، ثقافيا،،
رسميا ، فان العلاقات المصرية المغربية صفحة تخلو من المشكلات، بل ان هناك توافقا فى القضايا العربية والإسلامية ذات الاهتمام المشترك وحرص المغرب الشقيق على دعم الإرادة المصرية الشعبية بعد ٣٠ يونيه ٢٠١٣ ، وكان الملك محمد السادس ملك المغرب من أوائل مهنئي الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد تقلده مهام منصبه .
و شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورا كبيرا، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، والتي تهدف إلي التحرير الجمركي بين البلدين وكان آخرها اتفاقية "إعلان أغادير" التي تربط المغرب بمجموعة من الدول العربية من بينها مصر..
وان تحدثنا عن الفن المغربى.. فلا ننسى سميرة سعيد بصوتها العذب والرقيقة جنات والراحلة رجاء بلمليح ، والعودة بعقارب الساعة تذكرنا بعلاقة الصداقة القوية بين العندليب عبد الحليم حافظ والملك الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، حيث كان محبا للموسيقي، وغنى العندليب أغاني وطنية مغربية عديدة من بينها أغنية "الماء والخضرة في عيد ميلادك يا الحسن" .
وإذا تحدثنا عن العلاقات المصرية المغربية لن نتوقف عن الكلام .. عن عبق وعمق العلاقات الثنائية وأهميتها ، وسوف تنساب الحروف جداول ..
ان مصر مطالبة باتخاذ اجراء حازم وحاسم تجاه أمثال ( امانى الخياط ) من جهلة مقدمى البرامج الذين يشكلون خطرا على الامن القومى المصرى ويتسببون فى فرط عقد العلاقات البينية سواء العربية أو الافريقية أو الاسلامية ..
والاعتذار ليس هو الحل ..
بل ان الخطوات الإيجابية التى من أهمها محاسبة ( الخياط) على ما اقترفته فى حق المغاربة ، و اعداد اعمال درامية وبرامج هادفة للتعريف بالمغرب وأشقائنا والسماح بدخول المغاربة لمصر دون تأشيرات وتفعيل الاتفاقات الثنائية وتبادل الوفود الاعلامية والفنية والثقافية .. وأظن ان هذا سيكون اعتذارا عمليا ..
اما نحن الاعلاميين فعلينا الاضطلاع بدورنا فى تقريب وجهات النظر والتعريف بالأشقاء..
وسأبدأ بنفسى .. الأسبوع القادم - ان كان فى عمرى بقية- فى إلقاء الضوء على المغرب الشقيق .