روسيا تهدد بتعليق التعاون مع واشنطن بشأن قضيتي إيران وسوريا
حذرت روسيا بأنها ربما تعلق تعاونها مع الولايات المتحدة بشأن قضيتي إيران وسوريا ردا على استمرار فرض عقوبات أمريكية ضدها.
وأشارت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني إلى قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش عقب يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أحدث قائمة عقوبات ضد روسيا- إن هذه العقوبات "تثير شكوكا بشأن احتمالات التعاون الثنائي مع واشنطن في مجال حل الأزمة النووية الإيرانية والأزمة السورية وغيرهما من الأزمات الدولية" .. وأضاف لوكاشيفيتش "إنه مثلما رأت واشنطن من قبل، فنحن لا نترك مثل هذه الأفعال غير الودية دون رد".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت قبل يومين فرض عقوبات ضد أربعة مسئولين روس وفقا لما يسمى بقانون ماجنيتسكي بزعم ارتكابهم انتهاكات ضد حقوق الإنسان، حيث فرضت واشنطن حظراً على التأشيرات وتجميد أصول اثنين من المسئولين الروس بزعم اشتراكهما في التستر على ملابسات وفاة سيرجي ماجنيتسكي وهو محام ناشط كشف قضايا فساد عديدة داخل الحكومة الروسية، كما تم فرض نفس العقوبات ضد مسئولين آخرين بزعم تورطهما في اختطاف وتعذيب الناشط في مجال حقوق الإنسان في الشيشان رسلان كوتاييف.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع في 18 ديسمبر الجاري، على تشريع يرمي إلى معاقبة قطاعات الصناعة المصرفية وصناعات الطاقة والدفاع في روسيا ردا على قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في الربيع الماضي، بجانب دعم الجيش الروسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما يقضي التشريع بمنح الحكومة الأوكرانية 350 مليون دولار للحصول على السلاح اللازم لصد تحركات الانفصاليين.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم الكشف قوله إن موسكو يحتمل أن ترد على هذه العقوبات.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا تعاونت مع الولايات المتحدة بشأن حل القضية النووية الإيرانية ولديها أسباب كثيرة لمواصلة هذا التعاون واهمها أنها ترغب في دور في هذه المحادثات البارزة وترغب كذلك في توسيع علاقتها النووية المدنية المربحة مع إيران، لكن إيران تملك أيضا القوة لإحباط الأهداف الأمريكية في هذه المحادثات بين إيران والقوى السداسية الدولية حيث تعد مسألة التوصل إلى اتفاق نهائي يحجم الطموحات النووية الإيرانية أكثر أهمية لإدارة أوباما مقارنة مع الكرملين، ولذلك فإن العقوبات الأخيرة ضد روسيا جاءت في لحظة حاسمة من مسار العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو.