الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وادى المساخيط بالفيوم كنز تراثى.. عثر بداخله على هياكل حيتان تعود لـ 40 مليون عام

وادى الحيتان في الفيوم
وادى الحيتان في الفيوم

يقع وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان الطبيعية والتي تغطي مساحة 1759 كيلومترا بمحافظة الفيوم على بعد 150 كيلومترا من القاهرة بمصر. 
 
اقرأ أيضا:


وقد عثر في وادي الحيتان على 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، حيث كانت جزءا من محيط كبير يضم شمال أفريقيا، وفي عام 2005م تم تصنيف منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي واختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.

ويقول سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، إن وادى الحيتان يشتهر بوجود حفريات حيتان كاملة كانت تعج بها المنطقة قبل 40 مليون سنة عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم (بحر تيث)، بالإضافة إلى حفريات بحرية عديدة يمكن رؤيتها في المتحف المفتوح الذي يتيح للزائرين إمكانية رؤية الحيتان وعدم المساس بها لحمايتها.

وأضاف أنه تم اكتشاف حفريات وادى الحيتان في عام 1903 بواسطة العالم بيد تل من خلال مسح جيولوجى في مصر، وعثر على حفريات للحوت المعروف باسم الباسيلوسورس إيزيس، والتي يصل طولها إلى 18 مترًا وحوت الدوريودون اثروكس، وهو أقل حجما، وصنفت كأنواع جديدة للحيتان في متحف التاريخ الطبيعي بلندن عام 1902م.

وأوضح أنه في عام 1989م اكتشف فريق العمل المكون من علماء حفريات مصريين وأمريكييين أول عينات مائية لهيكل الحوت الباسيلوسورس والدوريودون أثروكس بأرجلها وأقدامها الصغيرة، وفي عام 1996 تم اكتشاف أحفورة حوت آخر قديم يبلغ طوله 5 أمتار هو حوت اتشيرنوس سيمونس.

وأشار إلى أنه في عام 2006م تم اكتشاف أول حفرية من الثدييات البحرية وهي من أجداد الفيل وتعرف باسم بيراثيرم، وفي عام 2007 تم تسمية الحوت الذي يبلغ طوله 10 أمتار باسم "ماسوا سيتسي ماركجريف"، وقد قام فريق البعثة برسم خرائط لمواقع أكثر من 400 حوت وعجل البحر في الوادي.

من جانبه، قال أحمد عبد العال، مدير عام آثار الفيوم السابق، إن منطقة وادى الحيتان تتميز بنظام بيئى فريد من حيث وجود الأراضى الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة كما تتواجد مجموعة كبيرة من هياكل الحيتان يصل عددها الى 406 هياكل منها ‏205‏ هياكل عظمية كاملة ترجع الى 40 مليون عام بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخري مثل ‏:‏ القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل.

وأضاف أن هذه المنطقة تعد من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملى ذات الأشكال المتنوعة التى أعطت للمنطقة هذه الأهمية العالمية.

وتابع: "ويمثل وادى الحيتان متحفًا جيوليوجيًا مفتوحًا فريدًا من نوعه ويمثل "جبل جهنم" جيولوجية منطقة وادى الحيتان، وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذى كان يذخر بثروات طبيعية في تلك الحقبة، كما يوجد بها احدى المناطق اليابسة التى ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم، إضافة إلى وجود العديد من غابات المانجروف".

واستطرد: "ربما جعلت هذه الاكتشافات وادى الحيتان بمثابة صندوق للعجائب وطرحت أسئلة كثيرة عن كيفية وصول هذه الكائنات البحرية على جوف الصحراء أو جهنم كما يطلق البعض هذا الاسم على الوادى".

وأوضح أن التفسيرات التى وضعت لوجود تلك الكائنات بهذا الوادى الصحراوى تنوعت ما بين آراء علمية لجيولوجيين، وأخرى طريفة استندت إلى الموروثات الشعبية وهي بالطبع لا تستند لأي أساس علمى لها.

وأكد أن علماء الجيولوجيا أكدوا أن هذه المنطقة جزءا من البحر المتوسط قبل أن ينحسر عنها إلى حدوده الحالية، وأنه كان هناك نهرا يصب فيها وأن رواسبه صنعت دلتا عاشت عليها الأفيال القديمة وبعض الفقاريات الأخرى عند شاطئ البحر المتوسط القديم، والذى كان عند شمال الفيوم، وذكروا أيضا أن البحر الأحمر لم يكن قد نشأ بعد وأكدوا أن جبل المقطم كان أحد ترسيبات البحر المتوسط القديم وأن القاهرة نفسها كانت تحت مياهه.

وأشار إلى أن هناك تفسيرات توضح أن هذه الكائنات هى بقايا لمجتمعات وأقوام متجبرة سخطها الله وخسف بهم الأرض وترك سبحانه وتعالى هذه الشواهد لتدل عليهم، ويؤكد هذه التفسيرات الأساطير والخرافات الشعبية التى يتداولها البسطاء والعامة من الناس لدرجة أن هناك من يطلق على هذا الوادى "وادى المساخيط"، واصفا وادى الحيتان أو جهنم أو المساخيط بأنه صندوق العجائب الذى ربما تكشف الأيام الكثير من كنوزه وخباياه.

وترجع أهمية وادى الحيتان لانه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها، ومن النباتات البرية مثل الأتل والرطريط الأبيض والعاقول والسمار والغاب و البوص والغردق والحلفا وغيرها.

وأثبتت الحفريات التى أجريت أن الحيتان كانت في المرحلة الأخيرة من التطور، أي قبل أن تتبدل أطرافها لتتمكن من العيش في المحيطات، وقالت اليونسكو إن المنظقة تحتوى على أعداد حفريات كبيرة من الحيتان، كما أنها فريدة في درجة جودتها.