EN 
الحج .. فريضة ينتظرها المسلمون بشغف من العام الي العام.. ولكن حج هذا العام غير كل الأعوام السابقة نظرا لانتشار فاجعة فيروس كورونا المستجد الأمر الذي دعا السلطات السعودية الى تعليق رحلات العمرة بشكل مؤقت لحين إتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة لمنع تفشي الفيروس في كل بقاع المملكة وكذا للحفاظ علي صحة حجاج وزائري بيت الله الحرام.
اتخاذ المملكة العربية السعودية قرارا بتعليق رحلات العمرة بشكل مؤقت.. يلوح سؤال منطقي في الآفاق وهو هل بات موسم الحج في خطر ؟ ولكن الإجابة ستكون واضحة خلال الفترة القادمة والتي تُعد مرهونة باكتشاف مصل للفيروس من عدمه.
وفي ذات السياق أبدي الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، تأييده لقرار السلطات السعودية بالتعليق المؤقت لتأشيرات العمرة حفاظا على الأرواح مؤكدا ان هذا الأمر جائز .
إقرأ ايضا :
وقال عثمان، في تصريحات لــ "صدي البلد" أن قرار المملكة العربية السعودية بالتعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف لمواجهة انتشار فيروس كورونا يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة المعتمرين وضيوف الرحمن خوفا على الأرواح استنادا للقاعدة الفقهية " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ".
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء - ردا على سؤال "ما حكم تعليق السعودية تأشيرات العمرة الفترة المقبلة بسبب فيروس كورونا؟" - قائلا: "الأمر يتعلق بالسلطات في المملكة العربية السعودية، فهم أعلم وأدرى بالوضع داخل المملكة، خاصة الأماكن المقدسة، فلهم كل الحق في اتخاذ التدابير الوقائية ويجب الانصياع لأوامرهم لأنهم أدرى بالواقع.
وهو الأمر الذي اتفق معه الدكتور أيمن أبوعمر وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة ومدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بالأوقاف، قائلا : إنّه يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام إذا ما اقتضت الضرورة بسبب فيروس كورونا.
وبيًن أبوعمر في فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على فيس بوك قائلا : أنّ حكم الشرع نابع من الرأي الطبي، فإذا أهل الذكر وهم- الأطباء- هنا، اقروا بإلغاء موسم العمرة بسبب هذا المرض، فحكم الشرعي ينبع من رأي الطب بإلغائها، إذا قال أهل الطب إنّ التجمع بهذه الصورة به احتمال هلاك للناس، فلا بد من الاستجابة، فالله قال: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، ومعروف في الشريعة أنّ درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والخوف على الحياة، فالإسلام يعطي لحياة الإنسان قيمة كبيرة جدًا، ويحافظ عليه قدر المستطاع.
وبدوره اكد المتحدث الرسمي لمنظمة العدل والتنمية (منظمة غير حكومية) زيدان القنائي ان على السلطات السعودية ضرورة إنشاء مراكز خاصة لاستقبال المعتمرين والحجاج خلال الحج والعمرة تحسبًا لتفشي وباء الكورونا داخل السعودية وبين الحجاج والمعتمرين، لا سيما القادمين من دول آسيوية.
ودعا فقط لمن لا يحمل المرض بالخروج من المراكز وأداء فريضة العمرة أو الحج بمكة. وحذّر من تفشي وباء الكورونا بالسعودية بين الحجاج والمعتمرين، لأن المرض لن يظهر إلا بعد 15 يومًا من الإصابة مما يصعب عملية اكتشافه في وقت مبكر.
وطالب السعودية بإنشاء مراكز خاصة باستقبال الحجاج قبل بدء الموسم بـ 15 يومًا على أن يسمح فقط لمن لا تظهر عليه أعراض الفيروس بدخول مكة لأداء الفريضة.
ولفت الى أن ظهور أي حالات إصابة بفيروس الكورونا خلال موسم العمرة الجاري في السعودية ينذر بتفشي وباء الكورونا بين الحجاج والمعتمرين، وقد يتسبب ذلك بوقف غالبية رحلات الحج والعمرة هذا العام للرياض.
وتبذل الحكومة السعودية جهودا جبارة كل عام لتيسير أداء المناسك على حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون على الأراضي المقدسة من كل بقاع الأرض.
