تقع المدرسة الناصرية بشارع المعز لدين الله في موقع ما بين قبة الملك المنصور قلاوون ومسجد برقوق .
وقد بدأ بإنشائها الملك العادل كتبغا المنصورى سنة 695 هجرية / 1295م أي منذ 725 سنة ، عندما تولى ملك مصر بعد خلع الناصر محمد بن قلاوون سنة 694 هجرية / 1294م ، حيث شرع في البناء حتى وصل إلى مستوى الكتابات الظاهرة على واجهته.
و قبل أن يتمم البناء تم خلع الملك العادل و تم تولية الناصر محمد بن قلاوون مرة ثانية سنة 1299 ، والذي أمر بإتمام البناء في سنة 1304 ، و نسب إليه تشييده على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد.
كان مبنى هذه المدرسة عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات لم يبق منها الآن غير اثنين إيوان القبلة و الإيوان المقابل له أما الإيوانان الآخران فقد خربوا و حل محلهما بعض أبنية مستحدثة
ومع مرور الزمن ، لم يبق من إيوان القبلة سوى المحراب بعموديه الرخاميين الرائعين و طاقيته ذات الزخارف البارزة و مفرغة ، تشهد بما يعلوها من زخارف جصية أخرى و ما يقابلها بصدر الإيوان الغربي ، لما وصلت إليه هذه الصناعة من رقى و فن في العصر المملوكي .
وكان يوجد على يمين الداخل من المجاز الموصل للصحن باب يؤدى إلى القبة ، و التي لم يبق منها سوى رقبتها و مقرنصات أركانها
وقد تميزت واجهة المدرسة بـ باب الرخامى يعتبر بطرازه القوطي غريبا عن العمارة الإسلامية ، فقد كان لأحد كنائس عكا فلما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون سنة 1291 نقله إلى القاهرة ، و وضع في هذه المدرسة في عهد الملك العادل كتبغا عندما شرع في إنشائها
و يوجد بأعلى المدخل منارة مكونة من ثلاث طبقات الأولى مربعة زينت واجهاتها بزخارف وكتابات جصية جميلة و انتهت بمقرنصات تكونت منها الطبقة الأولى و الطبقة الثانية مثمنة انتهت بمقرنصات أخرى كونت الدورة الثانية أما الطبقة الثالثة و هي العلوية فحديثة