الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرواح شريرة.. الأمم المتحدة تكافح وباء الشائعات والأخبار الكاذبة بشأن كورونا.. والمنظمة تتدخل في واقعة طبيبة الدقهلية

علم منظمة الأمم المتحدة
علم منظمة الأمم المتحدة

المنظمة الدولية:
* تشكيل فريق للاستجابة السريعة للمساعدة في نشر الحقائق والعلم للتغلب على الطفرة في المعلومات المغلوطة
* غياب المعلومات الدقيقة دفع بعض السكان في شمال أوغندا إلى الاعتقاد بوجود أرواح شريرة وراء الفيروس
* الصحفيون يعملون في الخطوط الأمامية في مواجهة وباء المعلومات المضللة حول العالم 


أطلقت الأمم المتحدة مطلع الأسبوع الجاري، مبادرة تواصل جديدة لنشر المعلومات الدقيقة والرسائل التي تشيع الأمل والتضامن وتساعد في التصدي لفيروس كورونا"كوفيد-19" وحشد القوى وراء هذه الجهود، وتستند هذه المبادرة -بحسب المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة-  إلى العلم والحلول والتضامن من أجل محاربة المعلومات المغلوطة ومن خلال دحض الشائعات والأخبار الكاذبة والرسائل التي تبث الكراهية والانقسام.

وقال بيان لـــــ المكتب الإعلامي إن المعلومات غير الموثوقة تضر بالجهود العالمية لدحر جائحة كوفيد-19، ومن بين هذه المعلومات المغلوطة ما جاء حول استخدام مستلزمات منع العدوى لمكافحة فيروس كورونا، والمزاعم الكاذبة بأن الفيروس يمكن أن ينتشر عبر موجات الراديو وشبكات الهواتف المحمولة.


الشائعات تضعف الجهود الوطنية

وقالت ميليسا فليمينج وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي والتي تقود هذه الحملة إن "الخوف وعدم اليقين وانتشار الأخبار الكاذبة يمكن أن تُضعف الجهود الوطنية والعالمية لمكافحة الفيروس، وأن تعزز الخطاب القوموي وتمنح الفرص لمن يسعون إلى استغلال هذه الظروف لتعميق الانقسامات الاجتماعية. كل ذلك يهدد بتقويض التعاون الدولي الذي تمس الحاجة إليه لمواجهة تبعات هذه الأزمة".

وتابعت فليمينج إنه يجري حاليا تشكيل فريق للاستجابة السريعة من أجل المساعدة في نشر الحقائق والعلم، وذلك بهدف التغلب على الطفرة الحاصلة في المعلومات المغلوطة.

وسرد البيان بعض الأمثلة على الكيفية التي تواجه بها الأمم المتحدة انتشار المعلومات المغلوطة، ومنها إصدار الحقائق والمعلومات الدقيقة ونشرها، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية، التي تتصدر المعركة ضد الجائحة، تنشر المعلومات المعتمدة المستندة إلى العلم، وتسعى أيضا إلى دحض الخرافات.

اقرأ ايضا:

ونتيجة لزيادة الطلب على معلومات موثوقة عن كوفيد-19 في التوقيت المناسب، أنشأت منظمة الصحة العالمية شبكة معلومات الجوائح  EPI-WIN التي توحد الأفرقة التقنية وأفرقة التواصل الاجتماعي التي تعمل عن كثب لرصد المعلومات المغلوطة والخرافات والشائعات وتتصدي لها وتقدم المعلومات، والأدلة المناسبة لاتخاذ الإجراءات بشأنها.

وقامت الأمم المتحدة في مصر، من خلال منظمة الصحة العالمية واليونسكو ومركز الأمم المتحدة للإعلام، وبالتعاون مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة والسكان، بتقديم مساهمة فعالة في نشر الحقائق والمعلومات الموثوقة لمواجهة المعلومات المضللة حول كوفيد-19.


وعملت الأمم المتحدة في مصر من خلال حملة متواصلة على منصات التواصل الاجتماعي على التصدي للمفاهيم المغلوطة والتي دفعت ببعض السكان المحليين الخائفين من انتشار العدوى إلى الاحتجاج على دفن طبيبة توفت نتيجة إصابتها بالمرض. كما أطلق صحفيون مبادرة لرفض الوصم والتنمر ضد المصابين بمرض فيروس كورونا، وهي المبادرة التي انضمت إليها المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في فيينا والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الدكتورة غادة والي.

لا توجد أرواح شريرة

وحين تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد-19 في أوغندا، اعتقدت بعض المجتمعات المحلية في شمال البلاد أن أرواحا شريرة هي التي تقف وراء الفيروس وقامت بممارسة طقوس من أجل "دفع الأرواح للعودة إلى الغرب". وبدأ خطاب الكراهية الموجه ضد الأجانب يتصاعد داخل تلك المجتمعات. غير أن الحكومة الأوغندية قامت بدور أكثر فعالية في التصدي للفيروس ونشر المعلومات الموثوقة الواردة من منظمة الصحة العالمية. وتمت ترجمة الكثير من التدابير الاحترازية الموصى بها من المنظمة والحكومة إلى اللغات المحلية لزيادة الوعي بين العديد من هذه المجتمعات، وخاصة التي تقطن مناطق نائية يصعب الوصول إليها والحصول فيها على المعلومات الرقمية.

وتستخدم أفرقة الأمم المتحدة القطرية وبعثاتها في الميدان، جميع القنوات المتاحة، مثل محطات الإذاعة ومنصات التواصل الاجتماعي، في نفي الشائعات وتفنيد المعلومات المغلوطة، بينما تقوم أيضا مراكز إعلام الأمم المتحدة البالغ عددها 59 مركزا بقيادة الجهود المبذولة للتصدي للمعلومات المغلوطة باللغات المحلية.

الشراكة مع المؤسسات التجارية

وأطلقت منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع واتساب وفيسبوك خدمات رسائل مخصصة بعدة لغات، من بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والهندية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية، لنشر التوجيهات الحاسمة حول كوفيد-19. ويمكن لخدمة الرسائل سهلة الاستخدام هذه أن تصل إلى قرابة بليوني شخص وأن تتيح لمنظمة الصحة العالمية إيصال الحقائق مباشرة إلى أيدي الناس.

كذلك عقدت منظمة الصحة العالمية شراكة مع "راكوتين فايبر" لإطلاق منصة دردشة تفاعلية جديدة تهدف إلى إيصال المعلومات الدقيقة حول كوفيد-19 إلى الناس بلغات متعددة. وتتيح هذه الشراكة لمنظمة الصحة العالمية إمكانية الوصول المباشر إلى قرابة بليون شخص بلغاتهم المحلية من خلال هواتفهم المحمولة.

ودعت منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي للاتصالات، بدعم من اليونيسف، جميع شركات الاتصالات حول العالم للانضمام إلى مبادرتها للمساعدة في تسخير قدرات تكنولوجيا الاتصالات لإنقاذ الأرواح من كوفيد-19 من خلال الرسائل النصية. ولا يزال هناك ما يقدر بحوالي 3.6 بليون شخص خارج الإنترنت، يعيش معظمهم في بلدان منخفضة الدخل، حيث يوجد اثنان فقط من بين كل عشرة أشخاص في المتوسط على اتصال بالإنترنت. وستصل هذه الرسائل النصية إلى بلايين الأشخاص ممن لا يقدرون على الاتصال بالإنترنت للحصول على المعلومات.

وسائل الإعلام والصحفيين

ونشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) موجزين للسياسات لتقييم المعلومات المضللة والملفقة والمغلوطة عن الوباء. وصدر الموجزان بدعم من المركز الدولي للصحفيين، والذي يساعد الصحفيين العاملين في الخطوط الأمامية لوباء المعلومات المضللة حول العالم من أجل ضمان وصول المعلومات الدقيقة والموثوقة والمعتمدة حول الصحة العامة إلى المجتمعات المحلية في كل مكان.

وقد أقر مكتب البرنامج الدولي لتنمية التواصل التابع لمنظمة اليونسكو العديد من المبادرات في أفريقيا والهند ومنطقة البحر الكاريبي. وفي هذا الشان قال مساعد المدير العام لليونسكو للتواصل والمعلومات معز شكشوك إنه "في البلدان النامية تفضي أزمة فيروس كورونا إلى مفاقمة بيئة صعبة أصلًا لوسائل الإعلام، وخاصة وسائل الإعلام المجتمعية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى القدرات والموارد، ولكنها تخدم المجتمعات الأكثر ضعفًا".

وتسعى هذه المبادرات إلى الربط بين مجموعة مكونة من 200 صحفي في شرق أفريقيا من خلال مركز اتصال عبر الإنترنت، يوفر مواد للتدريب على كيفية تغطية أنباء الجائحة، وكذلك مساعدة شبكة مكونة من 25 محطة إذاعية مجتمعية في شرق وجنوب أفريقيا تخدم 250 ألف مواطن يعيشون في مجتمعات ريفية ومهمشة على تغطية التحديات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 بصورة أفضل في تلك المناطق النائية.

وتدعم المبادرات 25 من وسائل الإعلام المجتمعية لكي تعمل بشكل وثيق مع سلطات إدارة الكوارث للوصول إلى جمهور عام على نطاق واسع وتمكين 50 من الصحفيين المحترفين في تسعة بلدان في شرق منطقة البحر الكاريبي من تقصي الحقائق وتفنيد المعلومات المغلوطة ومواد الإثارة حول فيروس كورونا بشكل فعال.

استنفار المجتمع المدني

وتعمل الأمم المتحدة من كثب مع الآلاف من منظمات المجتمع المدني حول العالم المرتبطة بإدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي والمنتسبة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

وتوفر إدارة التواصل العالمي للمنظمات غير الحكومية مصادر للمعلومات حول فرص الوصول إلى عمليات وفعاليات رفيعة المستوى في الأمم المتحدة والمشاركة والمساهمة فيها، بما في ذلك الإحاطات الإعلامية أثناء فترة الإغلاق هذه غير المسبوقة. وتصل رسالتها الإخبارية الأسبوعية إلى حوالي 1900 منظمة حول العالم. وقد أصدرت الإدارة نداء يطالب المنظمات غير الحكومية في أنحاء العالم بعرض قصصها التي تسلط الضوء على الكيفية التي تساهم بها في الجهود العالمية للتصدي لكوفيد-19، وكيفية استرشادها في أنشطتها بالمبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. كما تشجع إدارة التواصل العالمي جميع المنظمات غير الحكومية على العمل الذي يستند إلى العلم ونشر الحلول وبث روح التضامن.


وأجرت إدارة التواصل العالمي، بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية، مسحا عالميا للمجتمع المدني حول كوفيد-19 لمعرفة نوعية المعلومات المغلوطة والوصم والخرافات المتداولة حول العالم والتي تهدد جهود التصدي العالمية.


ومن جانبه قال جيفري بريز، رئيس وحدة المجتمع المدني والدعوة في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي، إنه "يتعين على الأمم المتحدة أن تواصل الاستفادة من خبرة  وتجربة المجتمع المدني في أنحاء العالم والشراكة معه، بما في ذلك الشباب. 


وأضاف بريز أن منظمة الصحة العالمية لديها بالفعل شبكات ممتازة ونأمل لهذه المعلومات الإضافية أن تتيح لعموم منظومة الأمم المتحدة بأن تتواصل بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وأن توقف صعود المنحنى وتنقذ الأرواح وسبل العيش".

وتابع بريز أن هذا المسح يتيح أيضا للمنظمات غير الحكومية فرصة لأداء دور نشط في نشر المعلومات الدقيقة والتي يمكن أن تجدها في موقع منظمة الصحة العالمية ومنصة الأمم المتحدة المخصصة لكوفيد-19