قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد 96 يومًا .. تأثير الحظر وتوقف النشاط على سوق انتقالات اللاعبين


ألقى فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19"، بظلاله على جميع أنشطة الحياة.. الحياة توقفت بالكامل في مختلف المجالات على مدار الثلاثة أشهر الماضية، وطال الأمر معشوقتنا الأولى كرة القدم.

توقفت أنشطة الحياة في شهر مارس، وها نحن في نهاية يونيو بدأت الأمور تعود لمجاريها من جديد سواء في مصر أو بلاد العالم المختلفة، والأمر ينطبق على كرة القدم، فالدوري الألماني متبقى على انتهائه جولة بالفعل بالإضافة لنهائي الكأس، وكذلك الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي عادوا للنشاط وتم استئناف المباريات، بالإضافة لدوري أبطال أوروبا والذي ستستكمل مبارياته مرة أخرى في شهر أغسطس القادم.

وفي مصر، فالحال ليس مختلفًا، فالأندية خضعت لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا وبدأت في التدريبات، على أمل عودة الدوري العام نهاية شهر يوليو القادم.

فيروس كورونا كما أثر على أجندة لعبة كرة القدم للعام القادم، فهو أثر بشكل كبير في الناحية المادية للأندية، وهو ما انعكس وسيظل منعكسًا على سوق الانتقالات لمدة لن تقل عن عامين.

نيمار وصلاح محسن
صفقة انتقال البرازيلي نيمار لصفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي صيف عام 2017 قادمًا من نادي برشلونة الإسباني، بعد دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده، والمقدر بـ 222 مليون يورو سببت قفزة مهولة في أسعار صفقات انتقالات اللاعبين، ورأينا للمرة الأولى صفقات قيمتها تتجاوز الـ 100 مليون يورو بأريحية.. إجمالًا جن جنون الميركاتو صيفيًا كان أو في الشتاء.

رأينا مبابي ينتقل لباريس سان جيرمان مقابل 150 مليون يورو وهو بعمر 19 عامًا فقط، برشلونة تعاقد مع كوتينيو من ليفربول في شتاء عام 2018 مقابل 145 مليون يورو في الصفقة الأغلى في سوق الانتقالات الشتوي وهو يعلم أنه لن يستطيع إشراكه في دوري أبطال أوروبا، رأينا أيضًا أتليتكو مدريد يتعاقد مع لاعب برتغالي يبلغ من العمر 19 عامًا، يلعب لصفوف بنفيكا، مقابل 126 مليون يورو.. 7 صفقات تخطت قيمتها حاجز الـ 100 مليون يورو وجميعها وُضع عليها علامات استفهام كثيرة، باستثناء صفقة مبابي والذي أثبت جدارته سواء مع فرنسا أو باريس سان جيرمان.

نفس الأمر في مصر، منذ صفقة انتقال صلاح محسن للنادي الأهلي قادمًا من نادي إنبي مقابل 40 مليون جنيه، ارتفعت أسعار الانتقالات بشكل مهول، لكن فيروس كورونا جاء ليعيد الأسعار كما كان عليها، بتأثيره الكبير على "الميركاتو".

أثار أزمة فيروس كورونا
بشكل طبيعي لكل لاعب راتب شهري مع فريقه، وفي الفترة الماضية واجهت الأندية مشاكل كبيرة بخصوص ذلك الأمر مع توقف النشاط، فلا يمكنهم حجب رواتب لاعبيهم، وفي ذلك الوقت مع توقف الإعلانات وقيم عقود الرعايا وتذاكر المباريات، لن يستطيعوا توفير تلك الرواتب بشكل منتظم، لذا فأغلب الأندية اتفقت مع لاعبيها على تخفيض رواتبهم، حتى وجدنا نادي برشلونة يخفض رواتب لاعبيه الشهرية بنسبة 70%، ومع ذلك، فأن نادي برشلونة يعاني بشكل كبير ماديًا بسبب فيروس كورونا.

وفي إنجلترا، أقرت الحكومة قرارًا بتكفلها برواتب فئات من الموظفين، لتستغل بعض الأندية ذلك الأمر وتقرر إحالة أمر أجور موظفيها للحكومة، حتى وصل الأمر لأكبر الفرق وأعرقها كـ ليفربول، لكن مع توجيه الانتقادات للنادي على ذلك القرار، تم التراجع عنه وتكفلوا برواتب موظفيهم.

أما في مصر، فتوصلت عدد من الفرق لاتفاق مع لاعبيها بشكل ودي لتخفيض رواتبهم ولم نسمع عن مشاكل كبرى بخصوص هذا الأمر في بلادنا، لكن ماذا عن سوق الانتقالات؟

في أوروبا، تأثرت الفرق بشكل كبير لاقتطاع جزء كبير من مواردهم المالية الخاصة بتذاكر حضور المباريات، عقود الرعايا والإعلانات، عوائد البث التليفزيوني لمدة 3 أشهر، وسنسرد تباعًا تأثير ذلك على الأندية وقيم اللاعبين.

على سبيل المثال، نجمنا المصري محمد صلاح وصلت قيمته التسويقية بحسب موقع Transfer Market، لمبلغ 150 مليون يورو قبل انطلاق أزمة فيروس كورونا لكنها هبطت بمقدار 30 مليون يورو مرة واحدة أي تراجعت بنسبة 20%، لتصبح 120 مليون يورو بفعل الوباء المتفشي، برغم تتويج اللاعب بالدوري الإنجليزي مع ليفربول مؤخرًا، لكن صلاح لم يكن المتأثر الأكبر.

البلجيكي إيدين هازارد جناح نادي ريال مدريد الإسباني، انتقل له الصيف الماضي مقابل 100 مليون يورو، وكانت قيمته التسويقية 150 مليون يورو قبل فيروس كورونا، لكن بعد تلك الأزمة، خسر هازارد مبلغ 70 مليون يورو دفعة واحدة من قيمته التسويقية بنسبة 46.7%، لتصبح 80 مليون يورو فقط.

نيمار انخفضت قيمته التسويقية 52 مليون يورو، من 180 مليون يورو حتى وصلت لـ 128 مليون يورو، كذلك ليونيل ميسي وصلت قيمته التسويقية لـ 112 مليون يورو أي انخفضت قيمته بمقدار 38 مليون يورو، وكريستانو رونالدو مهاجم يوفنتوس انخفضت قيمته التسويقية بمقدار 30 مليون يورو، لتصل لـ 60 مليون يورو فقط للاعب الحاصل على جائزة الأفضل في العالم 5 مرات.

أما عن لاعبي الدوري المصري، فكان الخاسر الأكبر رمضان صبحي، الذي انخفضت قيمته التسويقية بمبلغ قيمته 1.80 مليون يورو، لتصل قيمته التسويقية لـ 3.20 مليون يورو فقط، كذلك كهربا خسر مليون يورو من قيمته التسويقية، وأحمد الشناوي 700 ألف يورو، وعبدالله السعيد 400 ألف يورو، وطارق حامد 300 ألف يورو.

أما بالنسبة للاعبين المحترفين في مصر، فانخفضت قيمة فرجاني ساسي التسويقية بمبلغ قيمته 500 ألف يورو، وخسر فخر الدين بن يوسف 375 ألف يورو من قيمته التسويقية، وعلي معلول 100 ألف يورو فقط.

بالنسبة لسوق الانتقالات، فظهرت التأثيرات واضحة في الأيام الماضية، أراد ليفربول على سبيل المثال ضم تيمو فيرنر مهاجم لايبزيج الألماني بشدة، لكنه لم يستطع دفع مبلغ 53 مليون يورو فقط، كما أنه من الممكن ألا يبرم أي صفقات في الميركاتو الصيفي المقبل وهو بطلًا للدوري الإنجليزي.

وفي إسبانيا، فخرجت تقارير صحفية تشير أن نادي برشلونة العريق اقترب من الإفلاس، كما أن النادي بالفعل بدأ في عمليات بيع للاعبي الفريق واستبدالهم بعناصر أكبر سنًا وبمبلغ مالي أقل، مثلما يحدث مع البرازيلي الشاب أرثر ميلو واستبداله بصاحب الثلاثين عامًا.

الأمر لم يقتصر على برشلونة، لكن كذلك ريال مدريد، فأشارت التقارير الصحفية على غرار صحيفة الماركا أن النادي الملكي لن يبرم أي صفقات في الميركاتو الصيفي المقبل، وأن موارده المادية تأثرت بفيروس كورونا وسيتم تخفيض ميزانية الموسم المقبل للفريق.

أما في مصر، فالوضع يبدو مغايرًا عن أوروبا، فعقود الرعاية الضخمة لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك لن تؤثر بشكل كبير على قدرتهما الشرائية الموسم المقبل، لكن الوضع سيكون مغايرًا بالنسبة لباقي الفرق، وهو ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.