الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان وظهر البعير.. هل يطلق انفجار مرفأ بيروت رصاصة الرحمة على ما تبقى من الدولة؟

بيروت
بيروت

لبنان بلد صغير يئن تحت وطأة كوارث متتالية، كما وصفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فمن مجاعة إبان الحرب العالمية الأولى إلى الحرب الأهلية إلى تدفق اللاجئين السوريين إلى الاختلال الاقتصادي الذي أوقع الكثيرين من أبناء الطبقة الوسطى بين براثن الفقر خلال العام الماضي وحده، لا يكاد يمر جيل على لبنان دون كارثة كبرى.

وما أن انقشع دخان انفجار مرفأ بيروت حتى علت سحابة من اليأس والسخط أمطرت مواقع التواصل الاجتماعي بصيحات الغضب من اللبنانيين نافدي الصبر، وعبر المدير مالي لأحد مشافي بيروت نبيل علام عما يعتمل في صدور اللبنانيين بالقول "ماذا يمكننا أن نتحمل أكثر؟ لدينا أزمة اقتصادية ولدينا أزمة سياسية ولدينا أزمة صحية، والآن هذا الانفجار". وشبه علام مشاهد الانفجار في مرفأ بيروت بمشهد انفجار القنبلة النووية في هيروشيما.


وتعهد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بألا تمر فاجعة مرفأ بيروت دون محاسبة، لكن القليلين فقط لا يزالون يحتفظون بثقتهم في مؤسسات الدولة اللبنانية وقدرتها على احتواء تداعيات الحدث، فضلًا عن كشف وملاحقة وعقاب المتسببين به.

وتابعت الصحيفة أن النخبة السياسية اللبنانية من مختلف الطوائف موصومة بتهمة جر البلاد إلى مستنقع فشل اقتصادي ومؤسسي، يترجم نفسه في أكثر من مشهد، لعل أكثرها وضوحًا تآكل مدخرات اللبنانيين وغرق البلاد في الظلام لساعات طويلة يوميًا بسبب انقطاعات الكهرباء، وتعالي أكوام القمامة في بلد كان بين أكثر بقاع العالم جمالًا، وأخيرًا وليس آخرًا امتلاء الشوارع وساحات المدن بالمحتجين يجأرون بالشكوى من مصاعب المعيشة وفساد النخبة الحاكمة والسياسية وانعزالها في أبراج عاجية.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب اللبناني الأسترالي أنطون عيسى قوله "إن الإهمال في ترك 2700 طن من نترات الأمونيوم مكشوفة بجوار البنية التحتية الحيوية في قلب بيروت هو نفس الإهمال الذي أبقى لبنان بدون خدمات أساسية مثل الكهرباء وجمع القمامة. إنه ببساطة جزء من العفن الناجم عن فساد ينخر كل جانب من جوانب البلد".

وقال أستاذ العلاقات الدولية اللبناني الأمريكي بكلية لندن للاقتصاد فواز جرجس "لبنان لم يعد على حافة الانهيار بعد، لبنان انهار اقتصاديًا بالفعل. النموذج اللبناني الذي تأسس منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 فشل. لقد كان بيتًا من زجاج، وقد تحطم إلى درجة أبعد من أي أمل في العودة".

وكتب الرسام والكاتب اللبناني ربيع علم الدين "ليسوا أفرادًا أو مجموعة بعينها. ليست تفاحة واحدة فاسدة. إنه البستان كله، بل البساتين كلها. إنه فشل نظامي للحكم. لسنوات ألقى كل فصيل في البلاد باللوم على الآخر في أي كارثة. لقد خضنا حربًا أهلية لم تضع أوزارها سوى بعدما أيقن الجميع أن بوسعهم سرقة أموال أكثر بكثير إن هم تعاونوا".