الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكبر فيضان منذ قرن.. ماذا يحدث في السودان؟

فيضان السودان
فيضان السودان

يعيش السودان هذه الأيام كارثة إنسانية غير معهودة  منذ مائة عام، وذلك بسبب ارتفاع منسوب الفيضان السنوي لنهر النيل منذ نهاية شهر يوليو، مما أدى إلى تكبد خسائر فادحة في الأرواح وكذلك الممتلكات، مما أجبر السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في جميع أنحاء البلاد.

يعاني أهالي جزيرة "توتي" السودانية، حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض، من تداعيات فيضان لم تشهده المنطقة منذ قرن تقريبًا، حيث ألحقت مياه الفيضانات أضرارًا كبيرة بالمنازل والممتلكات، وذلك على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها السكان لمنع استمرار تدفق المياه إلى بيوتهم.

يملأ الناس على أرض توتي الأكياس بالرمال والحجارة الصغيرة بين مدينتي العاصمة، الخرطوم وأم درمان، وذلك في محاولة غير مجدية تمامًا لمنع سيل المياه إلى داخل منازلهم، فعلى الرغم من أن النيل يمنح الحياة، إلا أنه قد يجلب أيضًا البؤس للعديد .

وفي السياق ذاته صرح مسؤولي الدفاع المدني، إن الفيضانات الموسمية تسببت بمقتل 94 شخصًا وإصابة 46 آخرين وتدمير أكثر من 60 ألف منزل في كل أنحاء السودان خلال الموسم الحالي.

كما ذكرت وزارة المياه والري هذا الأسبوع أن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.57 متر (57 قدمًا)، ووصفته بأنه مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في عام 1902، لكن يخاف الكثير من  أن الأسوأ لم يأت بعد، حيث من المتوقع أن تستمر هطول الأمطار الغزيرة خلال شهر سبتمبر في السودان وفي إثيوبيا كذلك.

أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، في وقت سابق، أن بلاده تتكبّد خسائر مفجعة بسبب فيضان النيل هذا العام، وحتى الآن، لقي 101 مواطنًا حتفهم، بينهم 3 مسنين كانت أعمارهم تتجاوز الـ70 عامًا، وأُصيب 46 آخرين، فيما تشرد مئات الآلاف من السودانيين.

كما تضرر أكثر من نصف مليون نسمة، وسط انهيار أكثر من 64 ألف منزل كليًا وجزئيًا، ونفوق أكثر من 5 آلاف ماشية، وذلك وفقًا لما أقر به المجلس القومي لوزارة الدفاع المدني السودانية.

أما فيما يخص التحذيرات الدولية التي تم بثها من قبل، أرجعت عدد من الدراسات المتخصصة بشأن التغير المناخي، أن ارتفاع منسوب المياه في بعض الأنهار وحدوث فيضانات متكررة وجفاف بعضها الآخر يعود إلى ظاهرة "الاحتباس الحراري"، وما يصاحبها ايضا من ظواهر التغير المناخي التي لن يقتصر تأثيرها فقط في مكان واحد بعينه، بل ستشكل خطرا كذلك على العالم أجمع.

جدير بالذكر انه قبل شهرين، انهار سد "بوط" في ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تدمير 600 منزل، وهو ما نتج عنه عمليات نزوح كبيرة للمواطنين من منازلهم وتعرض العديد منهم إلى التشرد .

ووفقًا للبيان الذي أصدره المجلس القومي للدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية السودانية، فقد طالت فيضانات وسيول السودان أربع ولايات رئيسية هي: "الخرطوم، القضارف، شمال كردفان، والجزيرة".

كما أدت إلى انهيار 24 ألف و582 منزلا بشكل كلي، و40 ألفا و415 بشكل جزئي، بينما تضرر 179 مرفقا عاما بالبلاد، و354 من المتاجر والمخازن.