EN 
رشيد عساف لـ “صدى البلد” :
أرهقني تجسيد شخصية المطران في السينما والتليفزيون
صورنا الفيلم والمسلسل فى نفس التوقيت وتمت الاستعانة ببعض المشاهد في السينما
مشاهد تعذيبي فى السجن هي الأصعب
رفضت حسن البنا وصدام حسين بسبب جهات غير معلومة
يعد الفنان رشيد عساف أحد النجوم السوريين الذين يمتلكون قدرات فنية كبيرة وتقدم العديد من الأدوار المتنوعة فى السينما والدراما السورية ولعل آخرها فيلم “المطران” مع المخرج باسل الخطيب والذى عرض فى مهرجان الإسكندرية السينمائى بدورته الأخيرة وأثار العمل حالة من الجدل الواسع خاصة أنه قدم أيضا على الشاشة الصغيرة فى شكل مسلسل درامى يرصد فيه قصة نضال المطران كبوجى الملقب بـ “حارس القدس”.
"صدى البلد" التقى الفنان السورى رشيد عساف والذى كشف بدوره العديد من التفاصيل الخاصة بالفيلم الذى يحمل اسم “المطران” كما تحدث عن سر رفضه لتقديم شخصية حسن البنا وصدام حسين.
كيف ترى عرض فيلم “المطران” فى مصر من خلال مهرجان الإسكندرية ؟
سعيد بخروج فيلم "المطران" الى النور من خلال مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، فهو من الأعمال الصعبة، وشخصية المطران "كبوجى" أرهقتني كثيرا نظرا لأننا كنا نقدمه أيضا على شاشة التليفزيون، حيث تم تقديم الشخصية فى عمل تليفزيونى وسينمائى، وتم تصوير العملين بشكل متوازٍ، وإن كان فكرة العمل كانت فى البداية للدراما التليفزيونية، وأثناء تصوير العمل قرر المخرج باسل الخطيب أن يصوره أيضا للسينما حيث كان يصور المشهد تارة للتليفزيون ونفسه بطريقة السينما.
كيف كان تحضيرك للشخصية ؟
كان هناك كثير من التحديات حتى أجسد هذه الشخصية بالشكل الذى يليق بتاريخها ونضالها، كانت أولى هذه التحديات أن هذه الشخصية حتى وقت قريب كانت على قيد الحياة، فضلا عن أنها تعيش بوجدان كل عربى لما قدمته من كفاح ونضال تجاه القضية الفلسطينية، ولذلك فضلا تقديمه فى السينما والتليفزيون، ولكن فى السينما ركزنا على جانب واحد، وهو التعذيب الذى تلقه على يد المحتل، وكيف كان يتم التعامل معه عندما اعتقل، وتجسيدى للشخصية كان يرتكز على ثلاثة عوامل رئيسية الأولى قراءة السيناريو الذى كتبه المؤلف حسن يوسف، كما شاهدت له العديد من الفيديوهات والتى ركزت فيها على طريقة كلامه وإيماءاته وحركاته المختلفة، وأخيراً لجأت إلى بعض المقربين إليه، والذين ساعدونى كثيرًا لفهم الشخصية والتعبير عنها بشكل أكثر دقة.
ماذا عن مشاهد التعذيب التى رصدها الفيلم داخل السجن ؟
هذه المشاهد كان لها تحضير خاص، وخاصة مشهد إطعامي بالإجبار وذلك بعد أن أعلن المطران كبوجى عن الإضراب عن الطعام اعتراضا منه عن اعتقاله وحبسه كرجل دين له حصانته، وكان هذا المشهد تحديدا من أصعب المشاهد التى مررت بها فى العمل، وبكيت عند مشاهدته على الشاشة، حيث كانت الشخصية تعانى من ضعف عام فى الجسم نتيجة الإضراب عن الطعام وبرغم من ذلك كان مصرا على الاستمرار فيه من أجل الإفراج عنه، وأجبره على الطعام من خلال شرب اللبن، حيث قاموا بربطه وبدأوا يسقوه اللبن بالإجبار، وهو الأمر الذى تسبب فى دخوله بالعين، وكان هذا قد يصيبنى بأزمة فى العين.
كيف ترى تصريحات الفنان الراحل فاروق الفيشاوى بتمنيه تقديم شخصية "المطران كبوجى" قبل رحيله وأوصى نجله بتقديمها ؟
هذا الأمر يعكس أهمية هذه الشخصية، ومدى تأثر الوطن العربى به، وأنا أهدى هذا العمل الى روح الفنان الراحل فاروق الفيشاوى، وإن كان تم تسجيل هذه الشخصية باسمى وأصبحت عالقة فى أذهان المشاهد العربى، وليس هناك ما يمنع ان تقدم على الشاشة بممثل آخر، وما أعرفه أن كان هناك 4 نجوم مصريين كانوا على وشك تقديم هذه الشخصية، ويتمنون تجسيدها على الشاشة، وهم الفنان الراحل رشدى أباظة، والذى قام بالفعل بعقد بروفات عمل وتحضيرات إلا أنها لم تتم فى النهاية، كما أعلن الفنان الراحل عمر الشريف نفس الأمر ونور الشريف وأخيرا فاروق الفيشاوى، والذى رحل قبل أن يحقق حلمه بتجسيد هذه الشخصية.
ماذا عن رفضك تجسيد شخصية حسن البنا ؟
رفضت تقديم شخصية "حسن البنا" لانى شعرت بنوع من التوجيه من جانب الشركة المنتجة للعمل، وكانت وقتها فى فترة حكم الإخوان المسلمين الإرهابية مصر، وعرض على العمل شركة إنتاج تابعه الى سياستهم، وبرغم من حضورى الى القاهرة وقمنا بعقد مؤتمر صحفى كبير وقتا إلا أن بمجرد قراءتى للسيناريو وجد أن هناك أيادى خفية وراء هذا العمل وأن القصة ليست بهدف تقديم عمل فنى وأنما هدفها أمور سياسية، وشعرت بان وراء تمويل هذا العمل أمريكا وقطر، وهو ما دفعنى للرفض، خاصة أننى لا أحب أن اقدم شخصيات من منظور واحد أو برؤية سياسية واحدة، وإذا قدمت شخصية حسن البنا كنت أرغب فى التركيز على الجانب الوسطى فى شخصيته ومدى علاقته مكرم عبيد القبطى.
هل تابعت الجزأين الأول والثانى من مسلسل "الجماعة" للكاتب الراحل وحيد حامد ؟
لم أستطع متابعة أجزاء مسلسل "الجماعة" للمؤلف الكبير وحيد حامد، ولكن ما يمكن أن أقوله هذه النوعية من الأعمال لابد من تقديمها بشكل مطابق للتاريخ، وأتصور أن كل شخصية لها مميزاتها وعيوبها وليس هناك فى التاريخ شخصية طوال الوقت إيجابية.
ماذا عن رفضك أيضًا لتقديم شخصية صدام حسين ؟
صدام حسين كان شخصية مهمة، وكان أحد الزعماء العرب الذين لديهم كاريزما وهيبة بجانب الفكر، مثل شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووافقت فى بداية الأمر على تقديم الشخصية، ولكن بعد قراءتى للمعالجة الخاصة بالعمل شعرت بوجود كيانات خلف العمل الفنى ترغب فى التشويه، أنا كنت أرى أن صدام حسين كان عنواناً لوحدة العراق.
