الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية السهرة| العندليب وعبد الوهاب.. لماذا راهن عبد الحليم حافظ موسيقار الأجيال بسبب فاتت جنبنا؟

صدى البلد

«فاتت جنبنا أنا وهو، وضحكت لنا أنا وهو، رديت وكمان رديت، وفضلت أرد لحد ما فاتت، ونسيت روحي وصحيت، أتاريها خدت الشمس وغابت».. مقدمة واحدة من روائع الأغنيات التي شدا بها عبد الحليم حافظ، وهي الأغنية العاطفية الأولى التي غناها من ألحان محمد عبدالوهاب بعد أغنية «يا خلي القلب» في فيلم «أبي فوق الشجرة» عام 1969.


عبدالوهاب: أغنية من 3 فصول

فى أحد اللقاءات النادرة، حكى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، قصة أغنيته الشهيرة "فاتت جنبنا" كلمات حسين السيد، وغناء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، قائلا: "طلبت من صديقى الشاعر حسين السيد غنوة على غرار ساكن قصادي، وكانت أغنية فاتت جنبنا، واعتبر الأغنيتين فريدتين"، رغم اعتراضي عليها في البداية والتحدي بيني وبين حليم.
وأضاف موسيقار الأجيال: "وضعنا الخطوط العريضة للأغنية من 3 فصول، الأول، شخصان يقفان وتمر بجوارهما فتاة جميلة تلفت نظرهما، والثانى، يقع أحدهما فى حبها، والثالث، عندما يرسل لها خطابًا يشرح لها فيه عاطفته تجاهها"، موضحا أنه تعرض للنقد من قبل أحد الصحفيين الكبار وقتها، وعقب مرور عام على الأغنية أثنى عليه.

 

موسيقار الأجيال: العندليب غامر بصحته

وقال موسيقار الأجيال عن العندليب: عبد الحليم كان رجلاً مغامرا، حتى بصحته، وأذكر أنه في «فاتت جنبنا» وكانت من القطع الروائية ذات السيناريو الذي استغرق مني تفكيراً كثيراً، أذكر أننا في أثناء عمل البروفات لها أصيب حليم بجلطة في سمانة القدم، ومع ذلك أصر على العمل، وأن نحضر له كرسيا يتم فرده تحت ساقه، وأجرينا البروفات في منزله ليخرج من حالة المرض، لأنه كان يحب فنه ويقدره تقديراً كبيراً.


لقاء الشوق بين العندليب وحسين السيد

كان لقاء حليم مع الشاعر حسين السيد في «فاتت جنبنا» هو الأول منذ لقائهما في أغنيتي «حاجة غريبة»، و«جبار» في فيلم «معبودة الجماهير» عام 1967، كما أنهما لم يلتقيا بعدها في أي عمل، رغم أنهما التقيا كثيراً قبلها، حيث كتب حسين السيد كلمات أغنيات فيلمي «دليلة»، و«بنات اليوم». 


وتتحدث قصة «فاتت جنبنا» التي غناها حليم في 30 يونيو 1974 في اليوم نفسه الذي غنّى فيه أغنية «أي دمعة حزن لا»، عن شخصين، أحدهما يمثل دوره حليم، وهو الذي يقوم برواية القصة غناءً، وكلا الشخصين يعجبان بفتاة، وتختار الفتاة في النهاية أحد الشخصين، ويتضح في النهاية أنه الشخص الذي يمثله حليم.


عبدالوهاب تدخل في تغيير النهاية

الدكتورة حامدة حسين السيد، ابنة الشاعر، قالت في أحد اللقاءات التلفزيونية: إن قصة الأغنية في الأصل كانت تنتهي بإعجاب الفتاة بالشخصية الأخرى، أي ليست شخصية حليم، لكن عبدالوهاب أقنع حسين السيد بتغيير النهاية، وجعل شخصية حليم هي المنتصرة في النهاية.

وأضافت: الأغنية عبارة عن قصة قصيرة جميلة تبدأ بمرور فتاة على حليم وصديقه الحميم، فانشغل بها حليم وأنسته نفسه إلى أن استفاق: أنا بفكر ليه، وبشغل روحي ليه، وتفطن إلى أنها ربما تبسمت لصديقه وليس له هو، وكثرت وساوسه، وقال كيف اعرف أنها تقصدني أنا ولماذا أنا وليس هو؟، وبدأ قلبه يغني لحن حب، وسمع كلمات لم تقل منها ولا كلمة، والتفت إلى زميله الذي نسيه وتساءل في السر: هل أحس بما أحسست، وانشغل مثلما انشغلت، وواصل حليم السير في الطريق المظلم، فراح يغلبه الضحك، مهموم يكفكف الدمع، ولم يستطع مغالبة دموعه، ولم يجد من يبث له شكواه فأعلنها صراحة: أنا حبيتها أيوه أنا حبيتها، وانتظر إلى أن جاء جوابها: أنا من الأول بضحك لك يا أسمراني.


حليم يتحدى موسيقار الأجيال

كان الشاعر حسين السيد، قد عرض أغنية فاتت جنبنا على العندليب، فيما يشبه حكاوي الأفلام، وهو اللون الذي لم يعتد الجمهور عليه من عبد الحليم حافظ، ولكنه تحمس لها كثيرًا.


طلب عبد الحليم حافظ من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، أن يلحن له الأغنية، لكن عبد الوهاب قلق من أن تفشل هذه التجربة الجديدة على حليم، مما جعل العندليب يتحدى عبدالوهاب ويُخبره بأن الأغنية ستنجح وأن هذا الأمر سيكون على مسؤوليته بشكل كامل وراهنه على هذا.


موسيقار الأجيال يترقب نتيجة الرهان

قدم العندليب أغنية فاتت جنبنا في حفلته، ووقف عبد الوهاب في الكواليس منتظرًا ملل الجمهور من الأغنية، لكنه فوجئ بتفاعل الجمهور مع عبد الحليم حافظ بشكل كبير قبل أن ينتهي من الأغنية.

وعندما غنى حليم مقطع "وجاني الرد جاني ولقيتها بتستناني وتقوللي أنا من الأول بضحك لك يا أسمراني"، وقف كل الحضور بالمسرح وصفقوا له؛ لينظر العندليب إلى موسيقار الأجيال وضحك له ضحكة انتصار بأنه كسب الرهان.