الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آلام في حياة الساحر.. كيف احتفظ محمود عبد العزيز بالأداء العبقري رغم مرضه؟

صدى البلد

الساحر.. رأفت الهجان.. الذي نجح خلال 42 عاما في السيطرة على قلوب وعقول عشاق السينما والتليفزيون.. أداء سلس عبقرية في التمثيل تدفع المشاهد للتصفيق الحار في كل مشهد أداه الراحل محمود عبد العزيز.

مازال "الشيخ حسني" عالقا في أذهان الجمهور، كما أن الجيل الحالي يتداول بكثرة أفيهات "مزجانجي" من مجرد مشاهدة الفيلم مرة واحدة.. رغم تلك السنوات المليئة بعظمة الأداء والفن الراقي؛ إلا أن الحياة الشخصية للفنان محمود عبد العزيز كانت مليئة بالأحزان والآلام، خاصة أنه كان من أصحاب الأمراض النادرة التي ابتلى بها في حياته، ورافقته سنوات طويلة حتى أنهت مسيرة رائعة.

أمراض نادرة


كشف الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، في لقاء تلفزيوني قديم له، عن أنه كان دوما صاحب أمراض نادرة ابتلى بها فى الحياة، تخلص من بعضها بإجراء عمليات جراحية، ومنها مرض ظل معه حتى نهاية عمره، ومن الأمراض النادرة التى مرض بها وتخلص منها بفضل إحدى العمليات الجراحية إصابته بكيس دهني على البنكرياس، وهو الذي أصابه في الخمسينات من عمره، وعلى أثره قام بإجراء عملية جراحية في إحدى الدول الأوروبية.

أما المرض النادر الثاني، الذى لازمه حتى نهاية عمره هو حمى البحر الأبيض المتوسط، الذى ظل مريضا به حتى نهاية عمره، وهو مرض يصيب فعليا فردا من بين مليون إنسان يعيشون فى منطقة البحر المتوسط ويعانون منه بآلام شديدة فى البطن.

سر النظارة الشمس والسرطان

كما أن محمود عبدالعزيز أصيب قبل وفاته بسنوات بمرض فى عينيه، جعله غير قادر على الرؤية بدون ارتداء نظارة شمس، حيث إن الضوء كان يتسبب فى ألم شديد فى عينيه.

أما قبل الوفاة، فقد أصيب محمود عبدالعزيز بالسرطان، الذى اكتشفه فى البداية مع ألم شديد فى الأسنان، واعتقد فى بداية الأمر أنه تسوس ولكن مع مرور الايام السرطان انتقل إلى خمسة أماكن رئيسية، منها الكبد والرئة والعمود الفقري والمخ، ما جعل الأطباء في المستشفى يبلغون ولديه محمد وكريم بأن الحالة ميؤوس منها، وأن الأمر مسألة وقت.

صدفة غيرت حياته

وفقًا للناقد الفني طارق الشناوي، فكر عبدالعزيز في الهجرة لأمريكا بعدما رفض المخرج محمد فاضل مساعدته في احتراف التمثيل، حين كان عبدالعزيز وفاضل مساعدين للمخرج نور الدمرداش، وحصل فاضل على فرصته كمخرج وطلب منه عبدالعزيز أن يستعين به كممثل، لكن فاضل رفض، فسافر إلى النمسا وعمل في بيع الصحف في الشارع، وبعدها عاد وبدأ عمله الفني من خلال مسلسل "الدوامة" إنتاج عام 1973، ثم عمل كمساعد مخرج للراحل نور الدمرداش في مسلسل "تحفة ومشقاص في كفر البلاص" وهو مسلسل سعودي إنتاج عام 1974.

لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في حياة محمود عبدالعزيز، بعد أن تخرج في كلية الزراعة، ففي عام 1975 بدأ المنتج رمسيس نجيب إنتاج فيلم "حتى آخر العمر" لعرضه بالتزامن مع انتصارات حرب أكتوبر، وتم اختيار الفنان حسين فهمي لبطولة الفيلم، على أن تشاركه البطولة ملكة جمال الكون لعام 1971، اللبنانية جورجينا رزق.
وبحسب المنتج محسن علم الدين الذي كان يعمل آنذاك مع نجيب، اعتذر فهمي عن بطولة الفيلم، مرجعًا السبب لصغر حجم الدور، فبدأوا البحث عن فنان آخر، حتى وقع اختيارهم على الوجه الجديد آنذاك الفنان محمود عبدالعزيز، والذي سبق له الاشتراك في مسلسل "الدوامة" وفيلم "الحفيد"، ليصبح "حتى آخر العمر" انطلاقته الأولى في عالم البطولة.

فشل واحباط

لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، ففي الغالب يمر الفنان بمرحلة من الخفوت لعدة أسباب، بعضها يخص الجمهور، وبعضها قد يكون سوء اختيار الفنان، ومر الساحر بهذه المرحلة، ووفقًا للمخرج علي عبدالخالق فشلت بعض تجارب الفنان محمود عبدالعزيز السينمائية في تحقيق النجاح الجماهيري الذي تمناه، الأمر الذي جعله يعاني من حالة نفسية سيئة.

عبدالعزيز وضع آمالًا على فيلم "الجنتل"، واعتبره المنقذ له فنيًا، واتخذ قرارًا بأنه في حال عدم نجاح "الجنتل" سيعتبر أن الأمر رسالة أن أسهمه لدى الجمهور هبطت، ووقتها سيبتعد عن التمثيل.

في أول أيام عرض الفيلم جاءت إيراداته ضعيفة، فشعر محمود أن الدائرة تزداد ضيقًا، حتى حدثت الانفراجة المنتظرة في الإيرادات، ففجأة تصدر الفيلم قائمة الأفلام المعروضة المتنافسة معه في الموسم نفسه، وبدأت تزداد يومًا بعد يوم، ووصلت حفلاته الأربعة يوميًا إلى كاملة العدد لمدة 3 أسابيع.

نعي المخابرات للساحر

الفنان محمود عبدالعزيز رحل عن دنيانا فى 12 نوفمبر من عام 2016، بعد أن قدم لشاشة السينما، وكذلك التليفزيون مئات الأعمال الدرامية المهمة التى خلدته فى تاريخ الدراما، وكان من الفنانين القلائل الذين نعاهم جهاز المخابرات المصري عبر صفحات الجرائد.

ونعى جهاز المخابرات العامة، في 14 نوفمبر 2016 الفنان محمود عبدالعزيز، تقديرًا لأدواره الفنية التي خدم بها قضية بلاده.