الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصف العالم بدون طعام.. لماذا تنذر الحرب الروسية بمجاعة عالمية ؟

طفلة لاجئة بسبب الحرب
طفلة لاجئة بسبب الحرب

كارثة غذائية ضخمة تنذر بالحدوث للملايين حول العالم، كأحد توابع الحرب الروسية الأوكرانية، وبحسب الخبراء فإن من أبرز تبعيات الحرب نقص كميات هائلة من الطعام بشكل عالمي ليصبح التأثير الأضخم للهجوم الروسي بعدما تأثرت إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، سيشمل تأثير نقص الغذاء أكثر من 60 دولة اعتادت شراء الحبوب والمواد الغذائية الخام من روسيا، خاصة بعد ارتفاع الأسعار الفعلي بسبب حملات مقاطعة الاقتصاد الروسي، وارتفاع أسعار البترول أيضا.

ارتفاع أسعار الأسمدة

وقال رئيس إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم إن الحرب في أوكرانيا ستحدث صدمة للإمدادات العالمية وتكلفة الغذاء، إذ تشتري أكثر من 60 دولة كميات كبيرة من المواد الخام الأساسية من روسيا، خاصة أن أسعار الأسمدة كانت مرتفعة بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الغاز إجمالا.

كشفت مديرة أخد الفنادق أنه تم تحذيرها لتخزين كميات أكبر من الطعام، لأن الوضع غير مضمون وقد يتغير بين ليلة وضحاها، أو على الأقل في غضون ساعة، وقالت: "نحن بالفعل في موقف صعب قبل الحرب، والآن بالإضافة إلى ضعف استيراد المواد الغذائية نحن على وشك الاقتراب من أهم جزء في القضية، هو المساس بطعام الملايين من الأشخاص حول العالم".

أوكرانيا وروسيا بلاد الحرب حاليا يعدان من أكبر مصدري المنتجات الزراعية والمواد الغذائية للعالم، بالإضافة إلى المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة كمبيد، إذ تعد روسيا من أكبر مصدر كيميائيات الزراعة مثل البطاس والفوسفات، والتي تساعد المحاصيل النباتية على النمو.

نقص الأسمدة الزراعية

نصف المحاصيل الزراعية في العالم تعتمد على هذه المواد الكيمياوية لنمو النباتات بشكل كامل، وفي حالة عدم استخدامها لغلاء أسعارها أو توقف البلاد عن استيرادها فإن نصف هذه المحاصيل مهددة بالدمار والموت.

تأثرت العديد من الشركات بالفعل إثر هذا الصراع، بعد أن أصاب صاروخ عدة مكاتب في كييف، لم تتأثر الشركة التي تتخذ من النرويج مقراً لها بالعقوبات المفروضة على روسيا بشكل مباشر ، ولكنها مضطرة للتعامل مع التداعيات. إذ أصبحت محاولة تأمين عمليات التسليم أكثر صعوبة بسبب الاضطراب في صناعة الشحن.

إذ حثت الحكومة الروسية منتجيها على وقف صادرات الأسمدة، بعدما "سفين توري هولسيثير" الرئيس التنفيذي لشركة "يارا انترناشيونال" إلى أن حوالي ربع العناصر الغذائية الرئيسية المستخدمة في إنتاج الغذاء الأوروبي تأتي من روسيا.

 

الغاز الروسي

وقال قبل ظهور الأخبار: "في الوقت نفسه ، نفعل كل ما بوسعنا فعله في الوقت الحالي للعثور أيضًا على مصادر إضافية. لكن مع مثل هذه الجداول الزمنية القصيرة ، فإن الأمر محدود"، كما حذر المحللون من أن هذه الخطوة ستعني ارتفاع التكاليف على المزارعين وانخفاض إجمالي المحاصيل. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الغذاء.

الغذاء ليست العامل الوحيد الذي يجب مراعاته أيضًا، هناك حاجة لكميات هائلة من الغاز الطبيعي لإنتاج الأمونيا ، المكون الرئيسي في سماد النيتروجين. تعتمد شركة يارا العالمية على كميات هائلة من الغاز الروسي في مصانعها الأوروبية.

في العام الماضي ، اضطرت إلى تعليق مؤقت لإنتاج حوالي 40٪ من طاقتها في أوروبا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز بالجملة. كما قطع منتجون آخرون الإمدادات، وإلى جانب ارتفاع أسعار الشحن ، والعقوبات المفروضة على بيلاروسيا، المورد الرئيسي الآخر للبوتاس،  أدى ذلك إلى قفزة كبيرة في أسعار الأسمدة العام الماضي ، مما زاد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

تقول الشركة إنها تجري تقييمات يومية حول كيفية الحفاظ على الأسعار، وكان تغير المناخ وتزايد عدد السكان سبب آخر يُضاف إلى التحديات التي يواجهها نظام إنتاج الغذاء العالمي.