الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير دياب اللوح يفتح قلبه لـ"صدى البلد": مصر شريك أساسي لنا قدم الغالي والنفيس وضحى بالشهداء.. زيارة الرئيس أبو مازن تحمل هموم شعبنا.. وقمة اليوم تؤكد مكانة ودور القاهرة والقيادة السياسية المصرية

السفير الفلسطيني
السفير الفلسطيني دياب اللوح

تعمل مصر وقياداتها السياسية منذ أكثر من 70 عاما على دعم فلسطين والدفاع عن شعبها، ولم تتوقف أو تتأخر يوما عن ذلك تحت أي ظرف، وتمثل رأس الحربة في الحفاظ على حقوق الأشقاء في فلسطين خاصة وحقهم في قيام دولتهم، والتصدي لأي عدوان أو بطش من قبل المحتل الإسرائيلي وأي طمس للقضية وتهويد للأراضي العربية المحتلة.

فمصر لم تدخر جهدا ولم تفوت مناسبة إلا وتحدثت فيها عن معاناة الشعب الفلسطينيي تحت وطأة الاحتلال، وضرورة إقامة دولتهم على حدود 1967، ووقف العنف والقتل الممنهج ضد المدنيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتدخلت مرارا وتكرار لوقف آلة الحرب والهدم بـ قطاع غزة - الخليل - الضفة الغربية - القدس الشرقية والمسجد الأقصى، وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعما لمواقفها المستمرة حيال القضية الفلسطينية تستضيف القاهرة اليوم الثلاثاء، قمة مصرية - فلسطينية تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بشقيقه الرئيس محمود عباس أبو مازن، الذي وصل القاهرة بالأمس في زيارة تستغرق يومين، إجرى خلالها عددا من المباحثات واللقاءات لترتيب المواقف، ودعم الشعب الفلسطيني في كفاحه لإقامة دولته في وقت ينشغل فيه العالم بالصراع الدائر في منطقة شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.

وحول القمة الثنائية التي ستعقد بين الرئيسين السيسي وأبو مازن؛ للتشاور تجاه القضايا المتعددة على المستوى العربي والإقليمي والدولي، خاصة ما تمر به المنطقة من ظروف شديدة الخصوصية، والدور المصري تجاه القضية الفلسطينية والدعم الدائم الذي تقدمه القيادة المصرية للأشقاء داخل المدن والمناطق والبلديات الفلسطينية المحتلة، ومساعي فلسطين في الحصول على عضوية الأمم المتحدة، وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، أجرى "صدى البلد" حواراً موسعاً مع السفير الفلسطيني لدى القاهرة  دياب اللوح، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وإلى نص الحوار:  

هل يمكن أن تطلعنا عن أجندة زيارة الرئيس أبو مازن؟ 

الرئيس أبو مازن جاء القاهرة ولديه أجندة محملة باللقاءات الهامة بدأها بالأمس باستقبل الوزير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق له، والسفير حسام ذكي مساعد الأمين العام للجامعة العربية، والسفير الدكتور سيد أبوعلي رئيس قطاع فلسطين، والمستشار جمال رشدي، كما استقبل السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري، وتم التباحث حول كافة الملفات ذات الصلة بالوضع السياسي والميداني داخل الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى أخر التطورات وما يجري في القدس من تغول إسرائيلي، والتمادي في تنفيذ السياسات المخططة لتهويد المدينة، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من هدم منازل وسرقة منازلهم.

كما أولى الرئيس محمود عباس أبو مازن، اهتماماً بعضوية فلسطين بالأمم المتحدة، وبحث ذلك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري، حيث أن مصر تلعب دوراً محورياً ليس في الشأن العربي فقط، ولا الإفريقي، بل على المستوى الإقليمي والدولي، ونحن نعول  كثيراً على الموقف المصري الداعم والمساند للتحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني الفلسطيني في الحلبة السياسية، ونحن على شراكة قوية مع مصر.

أما فيما يتعلق بالقمة المصرية - الفلسطينية التي تجمع الرئيس أبو مازن والرئيس السيسي اليوم، تبحث استكمال التباحث والتشاور حول كافة القضايا التي ذكرناها سابقا، وبحث أخر التطورات السياسية في القدس وكافة الأراضى الفلسطينية المحتلة، ومحاولات التهويد التي تتم داخل مدينة القدس المحتلة، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك عضوية فلسطين بالأمم المتحدة، ومساعي الشقيقة الكبرى مصر تجاه القضية الفلسطينية.

ماذا عن الدعم  المصري تجاه القضية الفلسطينية؟

الدعم المصري تجاه القضية الفلسطينية هو دعم  لفلسطين والقضية الفلسطينية، وهو دعم مطلق لا حدود له، فمصر ليست مجرد طرف بل شريك كامل للشعب الفلسطيني، شريك تاريخي للشعب الفلسطيني، مصر تحملت مسئولية تاريخية وسياسية، وقدمت كل ما تستطيع أن تقدمه للقضية الفلسطينية، قدمت الغالي والنفيس، قدمت الرجال والشهداء والدماء، فمصر ما زالت تقدم وتقدم وتقف بجوار الشعب الفلسطينب، لذلك الدعم المصري لفلسطين والرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية هو دعم مطلق، ونحن نعتز ونفتخر ونتمسك به، واسمحوا لي باسم الرئيس محمود عباس - القيادة الفلسطينية - الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أن نشكر الرئيس السيسي، على مواقفه التاريخية الثابته وعلى كل ما يقوم به من أجل فلسطين، فالرئيس السيسي لا يفوت فرصة إلا ويتناول ويتحدث فيها عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الثابت في إقامة دولته المستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فنحن ممتنون لمصر الشقيقة الكبرى أيضاً على موقفها لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وموقفها في وقف العدوان الأخير، الذي تعرض له الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وما استطاع رده في القدس من عمليات تهويد وطمس للهوية العربية، فمصر شريك كامل في  كل تحركتنا السياسية والدبلوماسية والقانونية.

ما انعكاس ما يحدث من اضطربات دولية على القضية الفلسطينية؟

المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي تطالب بتطبيق الشرعية الدولية في  أوكرانيا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا على الأمريكيين والأوروبيين وعلى كل الأصدقاء الذين يقفون بجانب أوكرانيا لماذا لم تطبق الشرعية في فلسطين؟، هناك حوالى 800 قرار اتخذت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية، فلماذا لم ينفذ منها قراراً واحد. هذا السؤال مطروح على مجلس الأمن والمجتمع الدولي وعلى الولايات المتحدة وكل الداعمين لأوكرانيا والرافضين للحرب هناك.

نحن نطالب المجتمع الدولي بأن يكيل بمكيال واحدا، وأن يطبق الشرعية في فلسطين وليس فقط ينادي بتطبيق الشرعية في مكان أخر ويتجاهل الشرعية في فلسطين، ويتجاهل بأن هناك احتلال إسرائيلي يرابط على الأرض الفلسطينية منذ 55 عاماً، لا نريد أن نتحدث عن نكبة الشعب الفلسطينيال منذ عام 1948 وضياع حوالى 78% من مجمل أراضى فلسطين التاريخية، نحن نريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة منتشرة جغرافيا قابلة للحياة على نسبة 22% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، هذا ما نريده.، هذا هو مطلب فلسطين وإيجاد حل عادل لحوالي سبعة ملايين ونصف المليون لأجئ ونازح فلسطيني في العالم، هذا ما نطالب به للشعب الفلسطيني، نحن نريد حلا عادلا، نريد مفاوضات ذات شق زمني للمجتمع الدولي تستند لمرجعية دولية وإلى القوانبن الدولية وإلى قرارات دولية وصولا إلى إنهاء هذا الاحتلال، وتمكينا من ممارسة حياتنا الطبيعية والسياسية والإنسانية ودولتنا.

هذا ما يؤكد عليه الرئيس السيسي وما تؤكد عليه مصر في كل المحافل والمناسبات والمنصات، لذلك لقاء القمة اليوم بين الرئيسيين هو لقاء تاريخي، ويأتي في وقت حرج بالنسبة لنا، وفي مرحلة تاريخية مفصلية، فلا يوجد حكومة في إسرائيل، والحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة بـ تل أبيب يمينية، لا تريد السلام، وهي غير قادرة على فرض قرار حل الدولتين، وهذا مطروح على طاولة المفاوضات للبحث والتشاور من أجل الشراكة الكاملة بين الرئيسيين والقيادتين والشعبين، ماذا يمكن أن نفعل؟، فكل من ذكرناه سيكون مطروحا على طاولة البحث والرئيس أبو مازن معني بالتشاور والتنسيق مع اخيه الرئيس السيسي من أجل الصول إلى حل عادل ومخرج سياسي للذي تمر به المنطقة.

ما رأيك فيما قام به المسئولون الألمان خلال لقاء الرئيس أبو مازن؟

للأسف الشديد كانت هناك نظرة أحادية الجانب، نظرة للصورة من جانب واحد، والرئيس أبو مازن أجاب على ذلك قائلا: "أنتم  تتحدثون عن واقع حدث في ميونخ وتتجاهلون خمسين مذبحة حدثت للشعب الفلسطيني منذ العام 1948، وقبل العام 1948"، الرئيس أجاب من واقع معاناة يعيشها الشعب الفلسطيني، وهذا السؤال نحن نستغربه، ونستهجن ردود الفعل من قبل بعض الأطراف الألمانية، وليس كل الأطراف الألمانية، والسؤال وجه للرئيس من صحفي، وقد يكون هذا السؤال متعمد، لكن الرئيس أجاب  بكل وضوح وبكل شفافية.

الرئيس قال: "أنت تتحدث عن حادثة واحدة لكن الشعب الفلسطيني تعرض لأكثر من 50 مذبحة ومجزرة، ـ فالشعب الفلسطيني تعرض خلال شهر أغسطس الماضي، ومايو من العام 2021، وفي أعوام: 2006 - 2008 - 2009 و2014 لضربات واعتداءات دامية ومميتة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فالشعب الفلسطيني يعيش تداعيات هذه الكوارث والنكبات التي تعرض لها على مدار الحروب والعدوانات السابقة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ونابلس وجنين، وكل هذا يخلف كوارث يعيشها الشعب الفلسطيني، أين العالم من ذلك؟، لماذا لا يتحدثون عن كل هذه الكوارث والمذابح والمآسي والقهر اليومي والمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني؟".

لماذا تحرك العالم بشأن أوكرانيا وتجاهل ما يحدث في فلسطين؟

هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي، الذي يحرك السياسات الدولية ويصنع القرارات، وكما قلت لك نحن نطالب بتطبيق الشرعية الدولية في فلسطين، نحن نطالب بإنصاف الشعب الفلسطيني وبتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته الطبيعية والسياسية والإنسانية، وأن يعيش الطفل الفلسطيني مثل بقية أطفال العالم في أمن وسلام في إطار دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بدون قلق أو خوف أو اعتداءات، بدون عدوان متكرر أو مذابح أو كوارث، هذا ما نريده نحن وعلى المجتمع الدولي أن ينصف الشعب الفلسطيني ولا يكيل بمكيالين.

ما هي الحلول التي يمكن أن تطرح لحل القضية الفلسطينية؟

أمام التعنت الإسرائيلي والضعف الأمريكي نحن في حيرة من أمرنا، قلنا ماذا نريد آلاف المرات، لكن ماذا يمكن أن تفعل واشنطن التي بيدها مفتاح الحل؟، ماذا يمكن أن يفعل مجلس الأمن كأعلى سلطة دولية في العالم؟، كل هذا مطروح على الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن، فنحن نريد الحل المتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه ومنها: حقه في تقرير مصيره، وحقه الكامل على سيادة أراضيه، وحقه القانوني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيه، نحن نريد أن نعيش بحرية وبكرامة، فالأمن الفلسطيني ينتهك يوميا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فكما تريد إسرائيل أن تعيش في أمن وسلام نحن أيضاً نريد أن نعيش في أمن وسلام جنبا إلى جنب مع شعوب المنطقة، وهذا ما يؤكد عليه الرئيس أبو مازن مراراً وتكراراً

ما هو الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية؟

الموقف العربي ثابت وراسخ وتم اعتماد حزمة من القرارات ومشاريع القرارات التي تقدمنا بها من أجل القضية في كافة المجالات، وسوف تعرض هذه الحزمة على المجلس الوزاري في الجامعة العربية، ومن ثم سترفع إلى القمة العربية القادمة لإعتمادها،  فالموقف العربي واضح كل الوضوح، يتمسك بحق الشعب الفلسطيني ويتمسك بحل الدولتين وبالمبادرة العربية للسلام، كذلك نتمسك بالعمق العربي وبالموقف العربي من القضية الفلسطينية.

ماذا ينتظر الأشقاء الفلسطينيين من مصر والشعب المصري؟

نحن نعلق أمالا كبيرة على الشعب المصري الشقيق، ولدينا ثقة عالية جدا في القيادة والحكومة المصرية والرئيس السيسي في دعمهم للشعب الفلسطيني حتي يحصل على حقوقه كاملة وإقامة دولته.

نحن أيضا نجدد الشكر والتقدير للرئيس السيسي على تخطيطه السخي وتقديم مصر 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، إضافة لإرسال قوافل الإغاثة للقطاع، وكما  قلت يوجد 3 مدن مصرية في غزة تحت الإنشاء لايواء الناس الذين فقدو منازلهم خلال عدوان مايو 2021 وأغسطس الماضي، وإن شاء الله تستكمل هذه المدن ويستفيد منها المواطنون الفلسطينيون، الذين فقدو منازلهم وأيضاً سيخصص جزءا من هذه المدن لتأهيل الشباب الفلسطيني.