الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأسطى آية.. حكاية طفلة تحدت العادات الصعيدية لتصبح سائقة «لودر» وتحلم بالهندسة

صدى البلد

تحدت عادات وتقاليد الصعيد، وتعلمت قيادة اللودر، من أجل مساعدة والدها المريض، الذى لم يُرزق بولد؛ فأصبحت هى السند له فى مواجهة أعباء الحياة، على الرغم من كونها أصغر بناته، وتبلغ 15 عاما فقط، حيث اعتادت العمل يوميًا بعد عودتها من المدرسة.

مرض والدها أجبرها على مساعدته 

ذاع صيتها بين قرى مركز ملوي، كنموذج مشرف لبنت مكافحة ومناضلة تحملت مسؤولية أسرة كاملة، بعد إصابة والدها بسرطان الدم وجلطات في القلب، في الوقت الذي تجتهد في دراستها لتحقيق حلمها بالالتحاق بكلية الهندسة.

أجبرها مرض والدها على قيادة «لودر» لتعمل عليه بدلاً منه، في مهنة شاقة قد يفر منها الرجال، لسداد ديون تلتف حول عنق الأب بسبب مصاريف العلاج الباهظة، لتعلن أنها الفتاة الصعيدية الأبية التي تتحدى كل الصعاب، وتجتاز كل المحن بعزم وإصرار وإرادة.

دموع عم أشرف ومرض السرطان

«أشرف فتحي محمد سعيد»، 43 عاماً، يسكن في منزل صغير بقرية العرين البحري التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، كان يعمل سائقا لجرار زراعي، داهمه السرطان قبل سنوات، ولديه 4 فتيات، أصغرهن آية صاحبة الـ15 عاماً.

منذ سنوات وعند عودة «آية» من المدرسة الإبتدائية، رأت دموع والدها الذي اشتد عليه المرض وأصبح لا يقوى على العمل، لتقرر تعلم قيادة الجرار، وتحل محله بعد أن قضى سنوات طويلة في مهنته كسائق جرار زراعي.

أصيب الرجل الأربعيني بجلطات متتالية، بعد أيام من شرائه «لودر» بالتقسيط ليواجه به ظروفه الحياة، هنا قررت الابنة الصغيرة أن تتسلم مهمة العمل خوفاً من المجهول.

طفلة تقود «لودر» لتمسح دموع والدها

عقب مرض الأب، لم تجد الطفلة الصغيرة، سوى أن تقتحم المهنة الصعبة بديلاً لوالدها الذي لم ينجب سوى 4 بنات، هي أصغرهن، لمواجهة ظروف مرض والدها وسداد الديون التي تراكمت عليه بسبب مصاريف علاجه.

وتستيقظ أية فجر كل يوم، لتستقل الـ«لودر» وتقوده مسافة طويلة حتى تتوقف أمام شاحنات النقل التي تنتظرها كل يوم، وتعود مساءً من عملها المحفوف بالمخاطر والغبار يغطي وجهها، وظلت طوال 5 سنوات لم تتوقف عن العمل لسداد الأقساط، حيث تعمل 15 ساعة يوميا.

الناس بتناديني بالأسطى

تواجه «آية» أياماً صعبة مع تزايد الظروف المادية صعوبة، لذا فإنها تواصل الليل بالنهار أمام مركبات النقل الثقيل المتراصة أمامها، موضحة ذلك بأنها تبدأ عملها الساعة 4 فجرا، وتعود في التاسعة ليلا، لتنام بضع ساعات قبل الاستيقاظ مبكرا للحاق بعمل اليوم التالي.

وتؤكد اية أن سنوات التعب والشقى التي تعيشها تمر سريعاً إذ وجدت فجأة أنها لُقبت بـ«الأسطى آية»، وقالت: «مش مصدقة إن الناس بتناديني بالأسطى، أنا بشتغل في مهنة صعبة، ورغم كده الشغل مش جايب همه، والأقساط والديون لسه مخلصتش، بس اديني بحاول على قد ما أقدر عشان أسددها».

لا التفت للنظرات التشاؤمية وعبارات التنمر

لم تستسلم «آية»، للنظرات التشاؤمية التي تراها على وجوه من حولها، وعبارات التنمر عليها، مشيرة الى أن الناس في البداية كانت مستغربة من فكرة قيادة فتاة لـ"لودر"، ومنهم من تنمر عليها.

وأضافت: «حتى وأنا بواجه التنمر، أرحم من اننا منلاقيش ناكل، احنا محدش بيسال علينا من عيلتنا، كأننا مش موجودين لا عم ولا خال بيسأل».