الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر.. بعد زلزال تركيا وسوريا هل يضرب تسونامي الإسكندرية مرة أخرى؟

تسونامي الإسكندرية
تسونامي الإسكندرية

زلزال تركيا وسوريا، الذي ضرب مناطق شاسعة داخل البلدين فجر اليوم الإثنين، وما تبعه من هزات أرضية أخرى، وما خلفه من آلاف الضحايا والمصابين، جعل الجميع في حالة من الترقب والخوف خاصة سكان المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والمجاورة للبلدين.

وجاءت حالة التقرب والخوف عقب التصريحات، التي أطلقها عدد من المسؤولين الأتراك ومن بينهم رئيس مرصد الزلازل في تركيا، والذي قال إن "زلزال تركيا ينذر بخطر تسونامي في المحافظات الساحلية، مؤكدا أن تركيا أخطرت 14 دولة بذلك من بينها مصر".

تسونامي الإسكندرية.. كدبة "ديسمبر" - - الوطن
تسونامي الإسكندرية 

ما هي موجات تسونامي؟

وأوضح المسؤول التركي في تصريحات له، أن الزلزال المدمر الذي ضرب اليوم كهرمان مرعش، هو الأعنف والأكبر منذ زلزال بحر مرمرة في عام 1999.

وأعاد الناس استذكار تنبؤات الزلازل، الذي رصدته منظمة اليونسكو الدولية وأعلنته في بيان صحفي في نهاية العام الماضي 2022، والذي تضمن الاستعداد لمخاطر "تسونامي" جديد قد يضرب بعض المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، وذكرت منها مدن إسطنبول ومارسيليا والإسكندرية.

وتوقع بيان منظمة اليونسكو حدوث تسونامي في إسطنبول ومارسيليا والإسكندرية، لافتا إلى أن هناك احتمالا لحدوث موجات تسونامي بشواطئ تلك المدن والتي قد تصل لأكثر من متر خلال الثلاثين عامًا المقبلة.

وتسونامي هي مجموعة من الأمواج العاتية تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه، مثل المحيط وينشأ التسونامي أيضا من الزلازل والتحركات العظيمة سواء على سطح المياه أو تحتها، وبعض الانفجارات البركانية والثورات تحت سطح الماء، والانهيارات الأرضية والزلازل المائية، وارتطام المذنبات وانفجارات الأسلحة النووية في البحار.

ونتيجة لذلك الكم الهائل من المياه والطاقة الناجمة عن التحرك، تكون آثار التسونامي مدمرة، وكان المؤرخ اليوناني توسيدايديس أول من ربط الزلازل تحت الماء بالتسونامي،  ولكن فهم طبيعة تسونامي ظلت محدودة حتى القرن العشرين وهو ما زال محط اهتمام كثير من الأبحاث الجارية.

وكان يشار إلى تسونامي في النصوص القديمة الجيولوجية والجغرافية وعلوم المحيطات بموجات السزيمك البحرية و تشهد بعض العواصف الجوية درجات توتر عالية الأرصاد الجوية تؤدي إلى الزوابع، و الأعاصير التي تولد - عواصف عارمة ترتفع عدة أمتار فوق مستويات المد العادية.

تسونامي الإسكندرية

هل يضرب تسونامي مصر

من جانبه، نفي الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، احتمالية حدوث أمواج تسونامي خاصة وأن زلزال تركيا لم يكن مصدره البحر، مضيفًا أنه بالفعل كان هناك إنذار أولي بإمكانية حدوث أمواج تسونامي ولكن سرعان ما تم التأكيد على أنه من غير المتوقع حدوث أمواج تسونامي لاحقه، وتم إلغاء الإنذار الذي كان قد خرج مع أول وقوع زلزال تركيا.

وأضاف القاضي، أنه بعد زلزال تركيا صدرت تحذيرات من موجات تسونامي تم إلغاؤها بعد تحليل البيانات، مؤكدا بأنه ليس هناك أى موجات تسونامي ممكن تحدث فى شرق البحر المتوسط.

وكشف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، خلال مؤتمر صحفى عبر زوم، يعقده المعهد للتعقيب على تفاصيل الهزة الأرضية القوية التي تعرضت لها تركيا وشعر بها المواطنون في مصر فجر اليوم، أن الزلازل الكبرى ليس لها أي علاقة بالكشف عن البترول أو التنقيب على البترول، قائلا: "عمرها ما هتكون سبب فى زلازل كبيرة بهذا الحجم". 

وتابع أنه لا يوجد أي وسيلة للتنبؤ بالزلزال على مستوى العالم، والمعهد يقوم بمتابعة نشاط الزلزال على مستوى الجمهورية والنطاق الجغرافى المحيط.

وسجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية اليوم الإثنين الموافق 2023/2/6، هزة أرضية على بعد 691 كيلو مترا شمال رفح، كانت بياناتها كالتالي:

تاريخ الحدوث: 2023/2/6.

وقت الحدوث: 03:17:38 صباحا بالتوقيت المحلي.

وكانت الهزة الأرضية، التي سجلتها محطات الشبكة القومية للزلازل التابعة لمعهد الفلك، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، على خط العرض: 37.13  شمالا، وخط الطول : 18.30 شرقا، والعمق: 18.30 كم، حيث ورد للمعهد ما يفيد بالشعور بالهزة، ولم يرد ما يفيد بوقوع أي خسائر في الأرواح والممتلكات.

وتعمل الشبكة القومية للزلازل من خلال 70 محطة تم اختيار أماكنها بدقة في ضوء التاريخ الزلزالي لمصر كلها، وأصبح مستحيلا حدوث أي زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر.

ألوان الوطن | "كأنها تسونامي".. وصف تاريخي لموجتي "الفزع" و"الزلزلة"  بالإسكندرية
تسونامي الإسكندرية

تسونامي يضرب الإسكندرية

والشبكة القومية للزلازل من أحدث الشبكات الموجودة في العالم ومصر من أوائل الدول على مستوى العالم وشمال أفريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال، حيث يعود تاريخها لأكثر من 150 سنة، ولدينا أكبر تاريخ زلزالي على مستوى العالم يعود لأكثر من 5 آلاف سنة، على الرغم من أن رصد الزلازل بدأ مع بداية القرن العشرين ولكن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الزلازل في كتب التاريخ كلها تعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف سنة وهو ما يعطي ثقل وقوة لمصر في رصد والتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية

وحول تصنيف مصر ووضعها عالميا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فمصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصرى حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة.

وسبق أن قال الدكتور صلاح الحديدي، الأستاذ بالشبكة القومية للزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، متحدثاً عن كتاب "إيمانويلا"، إن الكتاب رصد تعرض مصر لتسونامي بداية من القرن الـ11 وحتى القرن الـ15.

وأشار إلى تعرض الإسكندرية للتسونامي عام 1303، وفقا لشهادة أحد الأهالي، الذي تواجد في مخطوطة بالكتاب، فقد وصف أن البحر انفلق نصفين وشاهد قاع البحر.

وأوضح أن حدوث تسونامي يلزمه حدوث زلازل كبيرة، أول الزلازل المسببة لثوران البراكين، موضحا أنه "لا يمكن منع حدوث الزلازل أو التسونامي، لذلك لا بد من التكييف مع حدوثها ووضع خطط للتعامل معها". 

وقال إن التسونامي، هى موجات مد بحري تدميرية، وهي كلمة يابانية الأصل، وذلك لأن اليابان أكثر الدول التي تتعرض للتسونامي. 

وقال إن تسونامي ينتشر سريعا حيث يصل طول موجاته من 100:200 كم، وبسرعة 400 ميل في الساعة، لذلك لا يمكن تفاديها ومنعها من وصول الشواطىء، مشيرا إلى أنه يجب أن نفرق بين ظاهرتي المد والجزر، وبين التسونامي، فالمد والجزر نتيجة ظواهر فلكية متعلقة بحركة القمر والشمس، أما التسونامي نتيجة الزلازل.