الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواجهة الغرب أم وقف الحرب.. 4 مشاهد من زيارة الرئيس الصيني لروسيا

 زيارة الرئيس الصيني
زيارة الرئيس الصيني لروسيا

وصلت العلاقات بين الصين وروسيا والزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين إلى أعلى المستويات في عهد الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي وصل إلى روسيا قبل قليل، في زيارة تستمر لمدة 3 أيام؛ لتعزيز التعاون الاستراتيجي بيكين وموسكو، في ظل الحرب في أوكرانيا.

الرئيس الروسي والصيني 

الرئيس شي في موسكو

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج في مقال نشر بالصحف الروسية قبل ساعات من وصوله إلى موسكو، إلى تبني "نهج عقلاني" للخروج من الأزمة، مشيرا إلى أنه بالإمكان تحقيق ذلك إذا استرشد الجميع بمفهوم الأمن الجماعي والشامل والاستمرار في الحوار والمشاورات بنوع من المساواة والحكمة والبراجماتية.

وتحدث عن المبادرة الصينية لتسوية الصراع الأوكراني، مشيرا إلى أن "المقترح الذي نشرته بكين الشهر الماضي في 12 نقطة يمثل أكبر قدر ممكن من وحدة وجهات نظر المجتمع الدولي".

ورأى الرئيس الصيني، أن "الوثيقة بمثابة عامل بناء لتجنب عواقب الأزمة ودعم التسوية السياسية فالمشاكل المعقدة ليست لها حلول بسيطة".

وأكد شي، أن زياراته إلى روسيا "دائما ما تجلب نتائج كبيرة"، مشيرا إلى أن هدف زيارته تعزيز الصداقة بين البلدين و"شراكة شاملة وتفاعل استراتيجي" في عالم تهدده أفعال التسلط والاستبداد والتنمر.

وأضاف الرئيس الصيني: "لا يوجد نموذج عالمي للحكومة ولا يوجد نظام عالمي تكون فيه الكلمة الفصل لدولة واحدة".

ورأى شي، أن روسيا والصين تنشئان نموذجا جديدا للعلاقات بين القوى العظمى، مؤكدا أن "علاقاتهما مبنية على مبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة وليست موجهة ضد طرف ثالث".

الرئيس الصيني شي جين بينغ

عصر جديد من العلاقات 

وفي وقت سابق، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقال نشر بصحيفة الشعب الصينية باستعداد بكين للقيام بدور "بناء" في حل الأزمة الأوكرانية.

ورأى بوتين، أن الصداقة المتينة مع الصين تزداد عمقا، وأن علاقاتهما مستمرة في النمو، ومتفوقة على التحالفات العسكرية والسياسية للحرب الباردة، مشيرا إلى أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين شامل ودخل عصرا جديدا، وفق تعبيره.

وأكد الرئيس الروسي، أنه يبني آمالا كبيرة على زيارة نظيره الصيني تلك، متوقعا أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 200 مليار دولار هذا العام.

وتعد هذه أول زيارة من نوعها لزعيم عالمي منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، يوم الجمعة الماضي، مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب.

وفي أحدث التعليقات الروسية على هذه المذكرة، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم، إن قرار المحكمة ستكون له "عواقب وخيمة على القانون الدولي".

الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين

الهيمنة والنفوذ الأمريكي

وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى روسيا تأتي في سياق التقارب والتحالف الروسي الصيني في مواجهه الهيمنة والنفوذ الأمريكي خاصة بعد التقارب الكبير بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري.

وأوضح سيد ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الزيارة تأتي بعد أيام من المناورة العسكرية الكبرى بين الصين وروسيا في بحر العرب والمحيط الهندي وقبلها مناورات عديدة، بجانب اللقاءات التي جمعت بينهما في السابق، وسعي البلدين في تطوير العلاقة الاستراتيجية وتطوير حجم التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من 400 مليار دولار، وهذا يعكس أن هناك رغبة وإرادة سياسية لدى الجانبين في تعزيز الوضع الاقتصادي والعسكري والأمني في النظام الدولي.

وتابع: يأتي هذا في إطار التحالف بين البلدين فيما يتعلق بإنهاء هيمنة القطب الواحد التي تسيطر بها واشنطن على النظام الدولي منذ ثلاثة عقود، والتحول نحو التعزيزات القطبية التي تضم أيضا الصين وروسيا، وكذلك سعي بكين وموسكو لتطوير القدرات الشاملة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والعمل على بناء تحالفات وشراكات استراتيجية بينهما لمواجهه النفوذ الأمريكي سواء في أوكرانيا أو في تايوان.

ولفت إلى أن الصين تتعاطف مع الموقف الروسي في حرب أوكرانيا للدفاع عن أمنها القومي والتصدي للاستفزازات الأمريكية وكذلك حلف الناتو، خاصة فيما يتعلق بتوسعات حلف الناتو شرقا ليكون على حدود روسيا.

الرئيس الصيني والروسي 

تغير النظام الدولي 

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن "الصين ترفض السياسات الأمريكية فيما يتعلق بالتدخل في مجال أمنها الحيوي عبر دعم تايوان ودعم استقلال الجزيرة وتعتبر ذلك "خط أحمر"، وبالتالي التقارب الروسي الصيني يأتي في سياق إعادة هيكلة التحالفات الدولية".

وأضاف: "الزيارة هي رسالة قوية اليوم غلى أمريكا والدول الغربية بأن النظام الدولي تغير وأن هذه الدول لن تصمت أو تقف مكتوفة أمام الهيمنة الأمريكية، فالزيارة ستساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي السياسي بين البلدين فيما يتعلق بزيادة حجم التبادل التجاري خاصة استيراد الصين النفط والغاز الروسي بعد العقوبات الغربية والأمريكية ضد موسكو".

واختتم: الصين بهذه الزيارة لا تعني رسميا الانضمام غلى روسيا للتحالف ضد الغرب، لأن بكين حريصة على الوقوف على للحياد حتى الآن، ولكنها في أي حال من الأحوال ترفض السياسات الغربية والأمريكية، وتقف بجانب روسيا ضد العقوبات عليها.

العلاقات الصينية الروسية وصلت إلى أفضل مراحلها في التاريخ تجارياً، وأصبحت الصين أكبر شريك لروسيا منذ سنوات، وسجلت التجارة الثنائية، في عام 2021، مستوى قياسياً جديداً بلغ 147 مليار دولار.

وعسكرياً وقع البلدان خريطة طريق لتوثيق العلاقات العسكرية في العام الماضي مع تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة، ومع تصاعد الأزمة الروسية -الأوكرانية، وتهديدات واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية كاسحة على موسكو، تقدمت بكين مساعدات اقتصادية لروسيا.

وكان تعميق الشراكة الصينية الروسية يشير إلى عزم الدولتين على مواجهة الولايات المتحدة باعتبارها تحدياً جدياً لهيمنتها على مقاليد الشئون الدولية وهذا ما يرفضه الدولتين العظمتين.

الدكتور أحمد سيد أحمد