الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رشقات صاروخية وقصف جوي.. ماذا يحدث بين فلسطين والاحتلال؟

القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية تقتحم بلدة قباطية

تتصاعد حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد اضطرابات لعدة ليالٍ متتالية أثارت القلق في جميع أنحاء العالم ودعوات للتحلي بالهدوء، حيث قتل فلسطينيان وأصيب ثالث بجروح، برصاص القوات الإسرائيلية، في بلدة قباطية، جنوب جنين، اليوم الأربعاء.

 بلدة قباطية

مقتل فلسطينيين برصاص إسرائيلي

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم، إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة قباطية، وداهمت عددا من منازل المواطنين في الحي الغربي وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.

وأضاف شهود العيان أن القوات الإسرائيلية استهدفت مركبة بوابل من الرصاص في أحد شوارع البلدة، ما أدى إلى مقتل شابين، وإصابة ثالث بجروح.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال يوم الثلاثاء، إنه أعطى التعليمات لوزير الدفاع للاستعداد لكل سيناريوهات التصعيد على مختلف الجبهات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف موقع بحري تابع لسرايا القدس غرب المنطقة الوسطى بقطاع غزة.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مجلس الوزراء الإسرائيلي، أنه "قد يكون هناك رد من لبنان ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال ذلك".

وأكدت القناة أن "الحكومة فوضت نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لاتخاذ قرارات بشأن مستويات إضافية للرد".

القوات الإسرائيلية 

اقتحام المدن والبلدان الفلسطينية يوميا 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن حكومة نتنياهو التي تعاني من أزمات داخلية كبيرة داخل الائتلاف وخارجه، ترى أن الحل هو الدم الفلسطيني فتقتحم يوميا المدن والبلدان الفلسطينية بهدف كسر مقاومة الشعب الفلسطيني ومنع انطلاق اي عملية ضد جيش الاحتلال.

وأوضح الرقب، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن اقتحام بلدة قباطية وارتقاء شهيدين دون أن يكون أي اشتباك مسلح في المكان يعطي دلالة على دموية حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أن اقتحام المدن الفلسطينية هو انقلاب على مخرجات اجتماع شرم الشيخ قبل شهر تقريبا، وبنفس الخديعة والخيانة قام الاحتلال أمس باغتيال خمسة عشر فلسطيني نصفهم من النساء والأطفال في قطاع غزة رغم وجود تهدئة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة.

وتابع: “نتنياهو يريد أن يهرب من أزمته بواسطة إراقة الدماء الفلسطينية ورأينا أمس تأييد أعضاء حكومة نتنياهو والمعارضة لجريمته ضد شعبنا في قطاع غزة وهذا يدل على بشاعة ودموية هذا الكيان بكل أطيافه، فمشهد قتل النساء والأطفال من أجل اغتيال أي قيادي لا يحرك إنسانية من يدعوا أنهم دعاة الديموقراطية ويتظاهرون ضد نتنياهو، فالجميع في النازية واحد”.

وأكد أن الاحتلال خلال الساعات الماضية يعيش حالة ارتباك وترقب، فبالعادة بعد جريمته مباشرة يكون الرد خاصة بصواريخ قطاع غزة، ولكن هذه المرة المقاومة لم ترد وكأنها تبحث عن صيد سمين، وصواريخ قطاع غزة في ظل الاحتياطات العسكرية الاسرائيلية ستكون بلا جدوى، معقبا: “لذلك رأينا نصف سكان مدن الاحتلال أما ناموا في الملاجئ أو تركوا مستوطنات غلاف قطاع غزة وانتقلوا لمدن أبعد، ورغم كل ما يمتلكه الاحتلال من أسلحة يرتعب من مقاومة لا تمتلك شيئا مقابل ما يمتلكه الاحتلال من منظومات أمنية وعسكرية”.

وتابع: “الموقف الدولي هزيل ولم نسمع موقفا يدين جريمة الاحتلال، وفقط المواقف التي كانت واضحة وجاده موقف جامعة الدول العربية وبعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، وكان أهمها بيان الخارجية المصرية الذي أدان الجريمة وحمل الاحتلال الإسرائيلي تبعات جريمته التي تجاوزت اتفاق التهدئة التي تم التوصل إليه قبل عدة أيام بوساطة مصرية وقطرية ودولية”.

الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

استعداد الجيش الاسرائيلي لحرب متعددة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن القوات الاسرائيلية قتلت فلسطينيين في الضفة الغربية، الأربعاء.

وقالت الوزارة إن القتيلين هما “أحمد جمال توفيق عساف كميل (19 عاما) من قباطية، وراني وليد أحمد قطنات (24 عاما) من مخيم جنين"، مضيفة أن القوات الإسرائيلية قتلت كلاهما بالرصاص في منطقة قباطية بجنين.

وأثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداد الجيش لـ"حرب متعددة الجبهات"، وسط تصاعد الأزمة في غزة، تساؤلات بشأن سعيه لاستغلال الموقف للتخفيف من التحديات الداخلية التي تواجه حكومته منذ تشكيلها.

وأطلقت إسرائيل، الثلاثاء، عملية "السهم الواقي"، والتي بمقتضاها جرى استهداف 3 من قادة حركة الجهاد في قطاع غزة، وأودت أيضا بحياة 10 آخرين بينهم نساء وأطفال، فيما بدأت جولة توتر جديدة مع الفصائل الفلسطينية.

وعقد نتنياهو اجتماعًا مع المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية المعروف بـ"الكابينت"، حيث طالب بسعى للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة، مع تفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع لاتخاذ قرارات دون عقد مجلس الوزراء.

وتأتي تلك التطورات في أعقاب إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ على جنوبي إسرائيل، الأسبوع الماضي، إثر وفاة الأسير الفلسطيني البارز خضر عدنان في السجون الإسرائيلية بعد إضراب استمر87 يوما.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

استمرار الادانات العربية الواسعة 

وأدانت الخارجية المصرية في بيان لها، أمس الثلاثاء، التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممثلاً فى قيام القوات الإسرائيلية بقصف قطاع غزة، ما أسفر عن 13 ضحية و20 مصاباً حتى الآن، من ضمنهم مدنيون من النساء والأطفال، واقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى تحت حماية القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية وآخرها نابلس.

وأكد البيان رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة بهدف تهيئة المناخ الملائم لإعادة تحريك مسار عملية السلام.

وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من المواطنين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال.

ودعا بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واقتحام مدينة نابلس.

وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا العدوان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.

الخارجية المصرية 

اتخاذ إجراءات للحد من المجازر الإسرائيلية

وشدد المجالي على أن استمرار العدوان والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة، يهدد بدوّامات أوسع من العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة إنّ الأردن يواصل اتصالاته وتحركاته من أجل الوقف الفوري لهذا التصعيد الخطر واستعادة الهدوء والحؤول دون تفجر دوّامات العنف.

في الوقت نفسه، ادان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المجزرة التي نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أعربت الجزائر عن قلقها البالغ من العمليات الهمجية المتتالية والتصعيد الخطر لقوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، في تعد صارخ على جميع القوانين والأعراف الدولية.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن الإدانات لم تعد تكفي، مشيرة إلى أنّ المطلوب الآن هو اتخاذ إجراءات حقيقية لوضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

من جانب آخر، دعت وزارة الخارجية الإسبانية، إلى تجنب المزيد من التصعيد، مذكرة إسرائيل بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي.

ودعت الخارجية الإسبانية الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة إلى المفاوضات لمنع المزيد من التصعيد، مؤكدة أن حل الدولتين هو الوحيد الممكن لتلبية تطلعات الجانبين.

بدورها، دعا رئيس الوزراء الأيرلندي ميشال مارتن، إلى وقف التصعيد والامتناع عن الأعمال الاستفزاز في قطاع غزة.

وأعرب مارتن عن أسفه للخسائر في الأرواح في قطاع غزة المحاصر، مؤكدا أن قتل المدنيين بمن فيهم الأطفال، أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف.

وأدان رئيس الوزراء الأيرلندي، هدم السلطات الإسرائيلية لمدرسة "التحدي 5" الممولة من الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية المحتلة.

وقال إن مثل هذه الأعمال لها تأثير سلبي على التعليم الأساسي للأطفال الفلسطينيين، ودعا إسرائيل إلى عدم تنفيذ عمليات الهدم ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية.

قطاع غزة