الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل انتهت العزلة.. 4 زعماء عرب يجتمعون مع الأسد خلال قمة السعودية

الأسد يتلقى دعوة
الأسد يتلقى دعوة من السعودية لحضور اجتماع القمة العربية

بعد غياب سنوات طويلة عادت سوريا إلى الحضن العربي، وذلك في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، وأعلنت جامعة الدول العربية في بيان رسمي، الأحد الماضي، أنها اتخذت قراراً باستعادة سوريا عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة.

جامعة الدول العربية

دعوة للرئيس السوري للمشاركة 

وقام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإرسال دعوة للرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في الرياض يوم 19 مايو الجاري.

وسلم الدعوة سفير السعودية لدى الأردن نايف بن بندر السديري، خلال لقائه الأسد في دمشق.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية واس: "نقل السفير السديري تحيات الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للرئيس السوري، وتمنياتهما لحكومة وشعب سوريا الشقيق الأمن والاستقرار، فيما حمّله الرئيس السوري تحياته وتقديره لهما، ولحكومة وشعب السعودية المزيد من التقدم ودوام الرقي والنماء".

وكانت الرئاسة السورية أعلنت النبأ في وقت سابق من الأربعاء، علما أن الدعوة هي الأولى التي تتلقاها دمشق منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

والأحد الماضي، اتخذت جامعة الدول العربية قرارا باستعادة سوريا لمقعدها، بعد تعليق عضويتها نحو 12 عاما.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "عودة سوريا لشغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف، بمعنى أن مسار التسوية للأزمة السورية ستأخذ مرحلة من الإجراءات".

وأضاف: "الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في قمة الجامعة إذا رغب في ذلك".

وفي الآونة الأخيرة عادت بعض الدول العربية، ومن بينها السعودية ومصر والإمارات إلى التعامل مع سوريا عبر الزيارات والاجتماعات رفيعة المستوى.

عودة سوريا مكسب للعمل العربي

وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، إن عودة سوريا الي مقعدها في الجامعة العربية مكسب للعمل العربي خاصة قبل انطلاق قمة العربية خلال هذا الشهر.

وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن عودة سوريا الي مقعدها في الجامعة العربية فهي خطوة جديدة نحو تصفية الاختلافات العربية واحداث تقارب في وجهات النظر بين مختلف العواصم العربية بما يخدم مختلف القضايا التي تهدد استقرار المنطقة بشكل عام.

وتابع: وبالتأكيد تقديم دعوة من المملكة العربية السعودية الي الجانب السوري لحضور القمة العربية المقبلة التي تستضيفها المملكة سيمنح كافة الأطراف فرصة جديدة للتشاور والحديث وصناعة مساحات مشتركة بما ينطبع على إعادة سوريا بشكل فاعل ومؤثر داخل منظومة العمل العربي المشترك.

ولفت: اما على صعيد الأزمة السورية فمن المؤكد ان عودة دمشق مجددا الي مجالها العربي سيؤثر إيجابيا على إيجاد مسارات لتسوية السياسية للأزمة في ظل اتفاق عربي علي أولوية العمل لدعم استقرار سوريا.

واختتم قائلا: وبالفعل قد شهد العمل العربي حراكا إيجابيا ساهمت فيه كل من مصر والسعودية والأردن والعراق والإمارات وغيرهم من دول عربية ما أسفر عن إعادة الأزمة السورية الي المشهد العربي والعمل بشكل جاد نحو إيجاد حلحلة سياسية للأزمة، ولا شك أن القمة العربية المقبلة فرصة هامة لمواصلة تلك الجهود والبناء على ما تم والمضي نحو دعم سيادة واستقرار الدولة السورية.

جمال رائف، الكاتب الصحفي والباحث السياسي

قرار عودة سوريا يعكس أهميتها

ومن جانبه، كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، تفاصيل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، موضحًا أن كل خطوة تجاوب من الجانب السوري يقابلها تجاوب عربي.

وأوضح فهمي ـ خلال تصريحات له على قناة "صدى البلد"، أن قرار عودة سوريا للجامعة العربية يعكس أهميتها في المنطقة، مؤكدًا أن هناك ترحيبا عربيا بالرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية المقبلة.

وشدد الدكتور طارق فهمي على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مضيفا أن مصر تعمل دائما على سلامة الأراضي السورية والحفاظ عليها.

وأوضح أن مصر رسمت بوصلة السياسة الإقليمية بتحركها في كل الاتجاهات خلال الأزمة الأوكرانية، مضيفا أن أمريكا سيكون لها تحفظات بشأن عودة سوريا للجامعة العربية.

والجدير بالذكر، أن بعد أكثر من 11 عاما من التجميد تعود سوريا إلى الحضن العربي من القاهرة بقرار تاريخي بامتياز للعرب في ظل ضغوط وتحديات كبرى ليس في المنطقة فحسب، إنما في العالم كله الذي يشهد ولادة نظام عالمي جديد، لذا فإن قرار العودة له دلالات ومؤشرات عدة، فعندما يكون قرارا بالإجماع ويأتي دون تحفظ من أي دولة يعكس قطعا وحدة القرار وسلامة التوجه وقوة الإرادة.

فقرار العودة يدخل سوريا مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون البناء، وبمثابة مقدمة لانتهاء معاناة السوريين جراء العقوبات، وحرمانهم من الاستفادة من مقدراتهم وثرواتهم، وإنهاء النزاع والانشقاق والخلاف، لتعود سوريا إلى الحضن العربي فاعلة وليس طرف فقط بل عودة لمسار العمل العربي الجماعي.

وهذا القرار قطعا يساعد على وحدة أراضيها في ظل وجود نظام مركزي حريص على مبدأ سيادة الدولة ويسهل حل مشاكل دمشق الداخلية؛ خاصة في ظل تواجد أجنبي على أراضيها، وعدم قدرتها على مواجهة هذا الأمر بمفردها.

ومن المتوقع أن يجري الرئيس السوري بشار الأسد، عدة لقاءات على هامش القمة في المملكة العربية السعودية، وأبرز هذه اللقاءات ستكون مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والأمير محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق.

 الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية