الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة مقبلة.. الأعلى للإعلام يحذر من هذا الأمر بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

مع التطور التكنولوجي الذي لا يتوقف أصبح لـ الذكاء الاصطناعي تهديدا حقيقيا للإنسان، حيث حذرت دراسة جديدة من خطر كارثي قد يشكله الذكاء الاصطناعي على البشرية.

الذكاء الاصطناعي 

تهديد للبشرية

وتوقع مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء من بينهم مبتكر برنامج "تشات جي بي تي"، بيانا يحذر من إمكانية إلحاق الذكاء الاصطناعي أضرارا جسيمة بالإنسانية، من خلال قدرته على التلاعب بمستخدميه وتضليلهم عبر نشر أخبار زائفة، وإحداث تغييرات جذرية في سوق العمل.

وفي هذا الإطار، قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كرم جبر، إن الذكاء الإصطناعي يحمل مخاطر تشكل تهديدا كبيرا للبشرية، وخاصة الأطفال والشباب.

وقال جبر خلال اجتماع للجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إن الذكاء الاصطناعي ينتهك الخصوصية، وهو بيئة لتنفيذ العديد من الجرائم الإلكترونية والقيام بهجمات احتيالية يشنها الهاكرز.

تحذير من كارثة جديدة

وأكد أن الذكاء الاصطناعي، له دور في فقدان الكثيرين لوظائفهم، حيث دخلت شركات التكنولوجيا الكبرى في سباق محموم لإنتاج عوالم افتراضية، يمكن من خلالها أن يتعرض الأطفال والشباب لمواد إباحية وعنصرية.

وأضاف بالقول "نحن مقبلون على كارثة جديدة على جناح السعادة المزيفة، في ظل تحول كثير من مواقع الانترنت نحو التعامل مع الميتافيرس واستخدامه، خاصة في ظل غياب قواعد واضحة لتنظيم هذا العالم المسلي والشيق ليصبح ما يمثله من مخاطر أكبر بكثير من منافعه".

وجاء حديث كرم جبر خلال مناقشة للجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، برئاسة درية شرف الدين، وذلك استجابة لطلب إحاطة مقدم من النائبة أميرة العادلي، بشأن الدور التوعوي لمؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية بمخاطر الانترنت والألعاب الإلكترونية.

وتوقع كرم جبر أن تشهد السنوات القليلة القادمة تغيرات سريعة ومتلاحقة في مجال الإعلام، وكيفية التأثير في الرأي العام، مطالبا بالتعامل مع الأمر باعتباره أمنا قوميا لمصر وصيانة للعقل الجمعي.

كرم جبر

المخاطر والتحديات على كافة المستويات

وفي هذا الصدد، قال المهندس كيرلس صبري، عضو هيئة الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمدير التنفيذي لشركة مايكرو لتكنولوجيا المعلومات والتطوير البرمجي، إن تصريح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر، يعكس قلقه من التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي، والميتافيرس على البشرية وخاصة الأطفال والشباب

وأوضح صبري ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه التكنولوجيا تحمل مخاطر تهديد كبيرة، ويطالب تنظيم الاعلام بتوعية المجتمع حول هذه المخاطر واتخاذ إجراءات لحماية الناس، معقبا أن الميتافيرس هو مفهوم يتعلق بالتفاعل مع عوالم افتراضية داخل برامج الكمبيوتر، مما يتيح تجربة شبيهة بالعالم الحقيقي يشمل ذلك الألعاب الافتراضية والأكوان المتعددة، وهو يمثل تطورًا متوقعًا في مجال التكنولوجيا.

وتابع: من المهم أن نفهم أن هذه التحذيرات ليست فقط محلية لمصر، بل تمثل قضية عالمية حيث يثير الذكاء الاصطناعي والميتافيرس قضايا أخلاقية واجتماعية جديدة، بما في ذلك الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وتأثيرها على العقل والثقافة.

وواصل: بالتأكيد، هناك حاجة إلى مزيد من البحث والدراسة حول آثار الذكاء الاصطناعي والميتافيرس على البشرية، ويجب على المجتمعات والحكومات أن تعمل سويًا لتطوير قوانين وسياسات تنظم استخدام هذه التكنولوجيا وتحمي المستخدمين، خاصة الأطفال والشباب الذين قد يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية.

ولفت إلى أنه على المستوى الفردي، ينبغي للأهل والمربين أن يكونوا على دراية بمخاطر هذه التكنولوجيا وأن يقوموا بتوجيه الأطفال والشباب لاستخدامها بشكل صحيح ومسؤول، ويجب أن يتم تعزيز التوعية حول الاستخدام الآمن للإنترنت والألعاب الإلكترونية، وتشجيع المشاركة في نشاطات أخرى غير رقمية لتعزيز التوازن والتنوع في حياة الشباب.

واكد أن تطور التكنولوجيا بشكل عام يأتي بفوائد كبيرة وفرص مذهلة، ولكنه يتطلب أيضًا مراقبة وتنظيم لضمان استخدامه بشكل آمن ومسؤول، ويجب أن نعمل معًا للتوصل إلى توازن بين التقدم التكنولوجي وحماية البشرية.

المهندس كيرلس صبري

السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم 

الذكاء الاصطناعي يواجه العديد من المشاكل والتحديات، ومن بين أبرزها:

1. القضايا الأخلاقية: يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول الأخلاق والقيم والمسؤولية. مثلاً، قد يتعارض استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة ذاتية القرار مع المبادئ الأخلاقية.

2. القضايا القانونية والتنظيمية: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي تشريعات وسياسات تنظمه وتحدد المسؤوليات والحقوق والواجبات المتعلقة به. قد تتطلب هذه التشريعات التوازن بين تعزيز الابتكار وحماية الخصوصية والأمن.

3. التوظيف والتأثير على سوق العمل: يمكن أن يؤدي التطور السريع للذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في سوق العمل وفقدان بعض الوظائف التقليدية. يتطلب ذلك التفكير في تأهيل القوى العاملة لمهارات جديدة وإيجاد سبل لتعزيز التوازن بين التكنولوجيا والعمل البشري.

4. العدالة والتمييز: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مصدرًا للتمييز وعدم المساواة إذا لم يتم تطبيقه بشكل عادل ومتساوٍ، يجب أن يتم توجيه الجهود لضمان تصميم واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحقق المساواة وتحافظ على حقوق الأفراد.

واستطرد: بالنسبة للقانون المنظم للحد من الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن تظهر تشريعات وتنظيمات لضبط استخدامه في بعض البلدان، وتعتمد طبيعة هذه التشريعات على السياق القانوني والثقافي لكل دولة، ويمكن أن تركز على قضايا مثل الخصوصية والأمن والمسؤولية.

وأضاف أن بالنسبة للتأثير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والسياسة وغيرها، فإن التأثير يمكن أن يكون شاملاً وعميقًا على سبيل المثال:

  •  الاقتصاد: يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، ولكنه قد يزيد أيضًا من عدم المساواة الاقتصادية وتفاقم الفجوة بين الطبقات الاقتصادية.
  •  السياسة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات السياسية، مما يؤثر على الحكم والديمقراطية. قد تثار أيضًا قضايا متعلقة بالمراقبة والخصوصية والتأثير على الحريات الفردية.
  • غيرها من المجالات: يمكن أن يتأثر العديد من المجالات الأخرى مثل الصحة والتعليم والنقل والزراعة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي. يمكن أن يكون لهذا التأثير تأثير إيجابي كبير، ولكنه يتطلب أيضًا الاهتمام بالقضايا الأخلاقية والقانونية والاجتماعية المرتبطة بهذه التقنية.

واختتم: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي توازنًا بين الاستفادة من فوائده والتعامل مع التحديات والمخاطر المحتملة، وهو أمر يستدعي تعاونًا عالميًا وجهودًا مشتركة لتطوير إطار قانوني وأخلاقي يحقق الاستدامة والتقدم.

المهندس كيرلس صبري