الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجنرال في متاهته.. أسرار رحلة المنفى وأيام سيمون بوليفار الأخيرة

تمثال سيمون بوليفار
تمثال سيمون بوليفار

يصادف اليوم ذكرى ميلاد سيمون بوليفار مؤسس ورئيس كولومبيا الكبرى، وأحد الزعماء الذين شاركوا في حركة الاستقلال السياسي لدول أمريكا الجنوبية في الربع الأول من القرن التاسع عشر، وأُطلق عليه جورج واشنطن أمريكا اللاتينية.

سيمون بوليفار 

وُلد سيمون بوليفار في مدينة كاراكاس عاصمة فنزويلا في 24 يوليو عام 1783، وينتمي كل من والده خوان بيثنتي بوليفار  ووالدته ماريا دي لا كونثيبثيون  إلى الطبقة الأرستقراطية بكاراكاس.

 

في يناير عام 1786، تُوفي والده بمرض السل، وبقيت والدته السيدة “كونثيبثيون” على رأس العائلة، مُوفية بكل طلباتها حتى وفاتها في 6 يوليو عام 1792، عندما كان يبلغ سيمون عامه التاسع،

انتقل الأبناء بعد ذلك إلى معية جدهم لوالدتهم  “فيليثيانو بالاثيوس” ليتولى أمرهم، إلا أنه مرض كثيرًا بعد ذلك، وبدأ في إعداد وصيته لتسليم وصاية أحفاده إلى أخوالهم، وترك لهم حرية الاختيار.

 وثّق سيمون بخاله  “إستبين بالاثيوس” إيه بلانكو، المتواجد بإسبانيا، إلا أنه كان يتوجب عليه الانتقال لمعية خاله “كارلوس بالاثيوس”، والذي كان فظًا في كثير من الأحيان، وعلاقته بسيمون غير جيدة وكانت عقليته منغلقة، وكان يتوجب عليه الابتعاد بشكل مستمر عن كاراكاس لرعاية مصالحه ومتابعة أملاكه، وبدوره كان يترك ابن أخته في رعاية الخدم، وكان سيمون يدرس على حسابه في مدرسة كاراكاس العامة.

 

مراسلات بوليفار 

ووفقًا للمصادر والمعلومات التي تركها بوليفار في مراسلاته، فإنها من المفترض أن تكون طفولة سعيدة وآمنة ومليئة بالمناسبات العطرة والذكريات العائلية البارزة، مع تأثره ببيئته الأرستقراطية، وبوجه عام، تواجده داخل بيئة تتسم بالتوازن العاطفي والمؤثر.

قصص شائعة عن طفولته 

هناك بعض القصص التي شاعت في فنزويلا، والتي كانت تقدم بوليفار على أنه طفلًا غامضًا ومزعجًا، وذلك نتيجة لبعض الكتاب الرومانسيين الذين اعتبروا أنه من غير المعقول نسب طفولة غير معبرة عنه، معتقدين، وتوافقًا مع موضة العصر، أنه من غير الجائز نبوغ رجل غير عادي من طفل عادي؛ ولكنهم بالوقت نفسه، برهنوا على أنه قد تم اختراع هذه القصص، وربما تم إقحامها في قصص التاريخ عبر المؤرخ والصحفي أريستيديس روخاس، معتبرين إياه بمثابة قاصًا ممتازًا، إلا أنه في الوقت نفسه، اعتاد على استخدام مخيلته في كثير من الأحيان لملأ الفراغات الوثائقية غير الموثقة بقصصه. 

 

رئيسًا لفنزويلا

أثبت سيمون بوليفار أنه خبير استراتيجي حربي، وفي العام 1819 تم انتخابه رئيسًا لفنزويلا. وقد حارب لتحرير غرناطة الجديدة والتي تعرف حاليًا بكولومبيا وبنما، وكذلك بيرو وإكوادور وبوليفيا، والتي سُميت باسمه.

 

الجنرال في متاهته 

 

غلاف الرواية 

هى رواية ذات طابع تاريخي توثق الأيام الأخيرة من حياة الجنرال سيمون بوليفار، حيث رحلة المنفى من بوجوتا إلى الساحل الكاريبي لكولومبيا في محاولة لمغادرة أمريكا والذهاب إلى منفاه في أوروبا. من تأليف الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، ونشرت عام 1989. 

 

أحداث الرواية

تدور الرواية في إطار الحديث عن روايات الحكام المستبدين، وأنه لابد من تغلب اليأس والمرض والموت على الحب والصحة والحياة. ومع بوليفار استطاع الكاتب أن يكسر صورة البطل التقليدية، حيث يعرض الداعي للحرية مع جزء من الشفقة، مسلطًا الضوء على ما يصحب الشيخوخة المبكرة من أمراض جسدية وعقلية. ويعرض في الرواية من خلال مذكرات بوليفار الكثير من المشاكل التي واجهته في حياته. وبعد أن حقق النجاح في أعمال أخرى له مثل مائة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا، قرر غارثيا ماركيث أن يكتب عن المحرر العظيم بعد أن قرأ رواية لم تكتمل لصديقه ألبارو موتيس عن بوليفار. حيث اقتبس عن صديقه موتيس رحلة بوليفار عبر نهر ماجدالينا عام 1830. وبعد عامين من التحقيق نشر ماركيث روايته عن الشهور السبعة الأخيرة في حياة بوليفار، وذلك بفضل مساعدة الأيرلندي دانييل فلورينثيو أولياري، فضلاً عن وثائق تاريخية أخرى وبعض الأكاديميين.

وجعل الخلط الأدبي حول نوعية الجنرال في متاهته رواية صعبة التصنيف، واختلفت آراء المحللين الأدبيين بشأن كونها رواية أدبية أو رواية تاريخية. وقد أدرج ماركيث بعض العناصر التفسيرية الخيالية مثل بعض اللحظات البالغة الخصوصية في حياة بوليفار، مما أدى إلى غضب العديد من بلدان أمريكا اللاتينية عند نشره للرواية. ويعتقد العديد من الشخصيات البارزة في أمريكا اللاتينية أن هذه الرواية تضر بسمعة واحدا من أهم وأبرز الشخصيات التاريخية التي أنجبتهم المنطقة، معللين ذلك بأنه يقدم صورة سلبية عنه للعالم الخارجي. واعتبر آخرون رواية الجنرال في متاهته كرياح عطره في ثقافة أمريكا اللاتينية وتحديا للمنطقة بأكملها من أجل مواجهة الصعاب.