الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تطور مهم.. عملاق الشحن ميرسك تعود لقناة السويس والبحر الأحمر تحت السيطرة

ناقلة تابعة لميرسك
ناقلة تابعة لميرسك

تلوح في الأفق بوادر حول قرب انتهاء الأزمة في البحر الأحمر وعودة حركة الملاحة والشحن إلى طبيعتها بعد تأثرها بعض الشيء جراء الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران ضد أي سفينة لها صلة بإسرائيل تمر عبر مضيق باب المندب، كرد فعل على حرب الإباد..ة الجماعية التي تنفذها تل أبيب في قطاع غزة منذ 80 يوما، وخلفت ما يزيد على 20.500 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وأعلنت شركة الشحن العالمية العملاقة "ميرسك سيلاند"، أنها ستستأنف مرور سفنها في البحر الأحمر بعد تعليق نشاطها هناك، في خطوة يرى كثير من المراقبين والمحللين العسكريين، أنها تشير إلى حدوث انفراجة وحل للأزمة التي تسبب فيها الحوثيون في منطقة توصف بأنها الأكثر التهابا في العالم.

قرار مهم من ميرسك 

وقالت الشركة الدنماركية، أحد عملاقة الشحن العالمي، الأحد، إنها ستستأنف تسيير عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن، بعد إعلان إنشاء عملية أمنية جديدة بقيادة الولايات المتحدة لحماية المنطقة، مشيرة إلى أن عملية "حارس الازدهار" ستسمح مرة أخرى لسفن الشحن بالمرور عبر المنطقة، فيما وصفته بأنه "أكثر الأخبار المرحب بها في الصناعة برمتها وللتجارة العالمية".

وقالت بعض أكبر الشركات في العالم، بما في ذلك شركة النفط العملاقة بريتيش بتروليوم، مؤخرا، إنها ستعلق عملياتها في البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على السفن التجارية التي شنها الحوثيون، والتي قال المسلحون اليمنيون إنها "انتقام من إسرائيل ردا على حملتها العسكرية ضد حماس في غزة".

وكانت شركة ميرسك سيلاند عملاق الشحن  العالمي "تمتلك أكبر ناقلة بحرية في العالم"، قد حولت سفنها بعيدا عن البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر، وفرضت رسوما جديدة على نقل البضائع على المسارات الأطول نتيجة للاضطراب.

وقالت الشركة الدنماركية، إنها تجهز سفنها الأولى لاستئناف العبور عبر البحر الأحمر "في أقرب وقت ممكن من الناحية التشغيلية"، مضيفة أنها "أثناء القيام بذلك، فإن ضمان سلامة موظفينا له أهمية قصوى، وأولويتنا الأولى في التعامل مع الوضع الصعب".

وأكدت الشركة، أنه بينما يتم تعزيز الأمن، "لكن لم يتم القضاء على الخطر العام في المنطقة، خلال هذه المرحلة"، مشددة: "لن تتردد شركة ميرسك في إعادة تقييم الوضع والبدء مرة أخرى في خطط تحويل الشحن، إذا رأينا ذلك ضروريا لسلامة بحارتنا"، مضيفة أنها "ستشارك تفاصيل الإجراء الجديد في الأيام المقبلة".

ميرسك سيلاند هي شركة دنماركية للنقل البحري تاسست في كوبنهاجن عام 1904، وتعد من أكبر الشركات العاملة في مجال الحاويات والشحن على مستوى العالم، وهي واحدة من عدة شركات ضمن مجموعة شركات "إيه بي مولار ميرسك" التي تحتوي على مجالات عدة منها ما يرتبط بمجال الحاويات أو المجالات المختلفة الأخرى.

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يطلقون طائرات مسيرة وصواريخ على السفن الدولية منذ الشهر الماضي، فيما يقولون إنه "رد على الحرب الإسرائيلية في غزة".

فيما قالت وكالة "فيتش"، إن تغيير مسار السفن للمرور حول أفريقيا، بعيداً عن قناة السويس، في أعقاب الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر يضيف تكاليف على شركات الشحن.

وبرزت قناة السويس كممر هام لتجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال العامين الماضيين، مدعومة بحاجة أوروبا إلى الوقود فائق التبريد، كبديل رئيسي للغاز الطبيعي الروسي المنقول عبر الأنابيب، كما زادت أهمية القناة خلال العام الجاري أيضاً، نظراً للازدحام في قناة بنما.

أهمية قناة السويس 

وأشارت "فيتش" إلى مرور حوالي 50 سفينة يومياً عبر القناة، وما بين 25% إلى 30% من أعداد شحن الحاويات العالمية بها، ويخدم معظمها التجارة بين أوروبا وآسيا، بحسب (اقتصاد الشرق - مع بلومبرج).

فيما قد يؤدي تغيير مسار المرور حول أفريقيا إلى زيادة وقت السفر من الشرق الأقصى إلى أوروبا 50%، وهو ما قد يقلل من القدرة العالمية الفعالة لشحن الحاويات بنسبة 10% إلى 15%، وفق فيتش.

وتتوقع "فيتش" ألا تستمر الاضطرابات لفترة كافية ليكون لها تأثير ملموس على توازن العرض والطلب في مجال الشحن البحري خلال المدى المتوسط، خاصة أنه لم يتم تحويل جميع سفن الحاويات بعيداً عن قناة السويس.

وتفاقم الاضطرابات في البحر الأحمر أوضاع التجارة العالمية المتأثرة من اختناق المرور عبر قناة بنما، الناجم عن الجفاف ما أدى إلى انخفاض عدد السفن المارة بها إلى النصف تقريبا، حسب "فيتش".

ونظراً لأهمية ممر البحر الأحمر، تم تشكيل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة لإنشاء ممر آمن، وهو ما يدعم وجهة نظر الوكالة بأن الاضطرابات من غير المرجح أن تستمر.

ويعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، وتعبر مياهه حوالي 14% من إجمالي التجارة العالمية المنقولة بحراً.

ويمر بمنطقة البحر الأحمر نحو 40% من حركة التجارة العالمية، كما "مرت نحو 12% من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023، وكذلك 8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس"، حسب إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

من جهته كشف اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، عن أن 40% من تجارة العالم تمر من مضيق باب المندب وبعدها قناة السويس، مشيرا إلى أن بعض شركات الملاحة قررت أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح.

وقال اللواء سمير فرج، إن قرار شركات الملاحة البحرية، سببه هجمات الحوثيين على السفن، وهو ما يرفع التكلفة وبالتالي ينعكس على العالم كله.

وحول سبب عدم دخول مصر في التحالف الدولي لصد هجمات الحوثيين تحت قيادة أمريكا، قال إن "مصر لا تدخل في أي حلف منذ عهد الرئيس عبد الناصر"، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "رفض الدخول في الحلف، لأن هذا معناه أن معدات وآليات الحلف يمكنها دخول مصر في أي وقت مثلما يحدث في حلف الناتو".