الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. نورا صادق تكتب: ابنتى لا تقرأ كتبى

د. نورا صادق
د. نورا صادق

طلبت منى ابنتى ذات التسعة عشر ربيعًا أن ابتاع لها بعض الروايات العربية عند زيارتى لمعرض الكتاب، وعندما سألتها أليس من الأجدر  أن تقرأ كتبى خاصةً أن لى الآن أربعة اصدارات شاركت فى المعرض هذا العام.

فأجابت أننى أكتب باللغة العربية الفصحى التى لا تفهمها، وأنها تفضل اللغة العامية الأقرب إليها.

لم اندهش من حديث ابنتى، فتلك هى مشكلة غالبية الشباب من هذا الجيل، فقد أنشأوا لغة خاصة بهم تقوم على مزج الأرقام والحروف فمثلًا حرف العين يمثله الرقم ثلاثة، وحرف الحاء يمثله الرقم سبعة، وحرف الشين يمثله الرقم أربعة وهكذا....

ولا أنكر أننى فشلت فشلًا ذريعًا فى تعلم هذه اللغة التى لا أفهمها ولا أعرف قواعدها، فاحتاج دومًا إلى مترجم من هذا الجيل يفسرها لى.

وتجدر الإشارة إلى أهم مسببات هذه المشكلة وهى تقليل أهمية اللغة العربية كمهارة للتوظيف أو التفاوض فى بعض البيئات العملية مما قلل من حافز الأفراد لتعملها، كما أدى إلى اتجاه الأهل لتعليم أبنائهم اللغات الأوسع انتشارًا لتلبية احتياجات سوق العمل فى المستقبل.

ولك أن تتخيل مآل لغتنا الجميلة إذا استمر الوضع على هذه الحال، فترك الشباب للغتهم الأم واعتمادهم على لغة جديدة خاصة بهم يُعَدُّ مشكلة خطيرة تستدعي التفكير والتدخل الفوري، فاللغة هي جزء أساسي من الهوية الثقافية والوطنية للفرد، وتعتبر وسيلة تواصل وتعبير عن الأفكار والمشاعر، ومن الممكن أن يؤدي إهمال اللغة العربية واستبدالها بلغات أخرى إلى فقدان الهوية الثقافية والتاريخية للشباب، وقد يؤثر سلباً على تفاعلهم مع موروثهم الثقافي والأدبي، كما قد يؤثر ذلك على قدرتهم على التواصل مع جيل الكبار وفهم تراثهم.

لذا، من الضروري أن يكون هناك جهود مشتركة لتعزيز حب الشباب للغتهم الأم وتعليمها لهم بشكل صحيح وجذاب، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية حول أهمية اللغة العربية وتاريخها وأدبها، وتشجيع الشباب على قراءة الكتب والمقالات باللغة العربية والمشاركة في المناسبات الثقافية التي تعزز استخدام اللغة العربية.

كما يمكن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لتعزيز حب الشباب للغتهم، من خلال إنشاء محتوى تعليمي وثقافي جذاب يستهدف فئة الشباب ويدعم استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية مما يساعد على التواصل الثقافى الفعال بين الأجيال المختلفة.