أعلن الهلال الأحمر المصري استمرار جهوده في تقديم الدعم الغذائي لقطاع غزة، وذلك باعتباره الآلية الوطنية المعنية بتنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتواصل مصر إرسال قوافل "زاد العزة" لليوم السادس، في إطار التزامها الثابت بتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان غزة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وضمت القافلة الأخيرة 340 شاحنة إغاثية متنوعة، شملت سلاسل إمداد غذائية، ومواد طبية، وأدوية علاجية، إضافة إلى مستلزمات العناية الشخصية، ويأتي ذلك في إطار الدور المصري المستمر لتقديم الدعم الغذائي والصحي اللازم للمدنيين داخل قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن تواصل مصر جهودها المستمرة لإدخال المساعدات الإنسانية والشاحنات إلى قطاع غزة، وهو ما يعد خطوة بالغة الأهمية جاءت نتيجة لتحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يعد هذا التحرك دليلا على نجاح الدور المصري المسؤول والمنضبط في مواجهة السياسات الإسرائيلية، حيث أن بعض الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا، مثل فتح ممرات محددة لمرور المساعدات، جاءت نتيجة الضغط السياسي والدبلوماسي الذي تمارسه القاهرة، ويظهر هذا الضغط تصميم مصر على التصدي للمخططات الإسرائيلية الإجرامية بحق سكان قطاع غزة.
وأشار فهمي، إلى أن يأتي هذا التحرك في إطار التزام مصر بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، حيث تسعى بكل السبل الممكنة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، بما يلبي احتياجات السكان الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية جراء الحصار والعدوان.
ومنذ بداية الأزمة، يتواجد الهلال الأحمر المصري على الحدود بصفته المنسق الرئيسي لعمليات دخول المساعدات، حيث لم يغلق معبر رفح من الجانب المصري إطلاقا، واستمر الهلال في رفع درجة الاستعداد بكافة مراكزه اللوجستية، ما أسهم في إدخال أكثر من 35 ألف شاحنة، حاملة ما يزيد عن نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية، بفضل جهود أكثر من 35 ألف متطوع من الجمعية.
وفي السياق نفسه، ووفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقلعت خلال الأيام الثلاثة الماضية 9 طائرات نقل عسكرية مصرية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية، لتنفيذ عمليات الإسقاط الجوي في المناطق التي يصعب الوصول إليها برا داخل قطاع غزة، وهذا بالتوازي مع استمرار تدفق الشاحنات البرية عبر المعابر.
وتأتي هذه التحركات في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم سكان قطاع غزة، وبث الأمل في نفوسهم رغم الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهونها.
من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى زمزم، عضو مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أن القافلة التي انطلقت مؤخرا تعد الحادية عشرة ضمن جهود التحالف لدعم الأشقاء في غزة.
وأشار إلى أن حجم المساعدات التي أُرسلت قبل إغلاق المعابر من الجانب الإسرائيلي تجاوز 63 ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية.
وأضاف زمزم، في تصريحاته، أن القوافل الإغاثية تتم بإشراف مباشر من قيادات التحالف الوطني ورؤساء المؤسسات المشاركة، مؤكدا أن الدعم سيستمر خلال الأسابيع المقبلة لتلبية احتياجات سكان غزة، معربا عن أمله في تسهيل إدخال المساعدات وعدم عرقلتها من الطرف الآخر.
وبين أن الشاحنات المرسلة ضمن القوافل تشمل مواد غذائية معلبة، ألبانا للأطفال، أدوية ومستلزمات طبية، جميعها معدة بناءا على رصد دقيق للاحتياجات، من خلال الجهات السيادية المصرية، كما يتم تنسيق كامل بين مؤسسات التحالف الوطني عبر قواعد بيانات موحدة لضمان توفير الاحتياجات الفعلية على الأرض.
وأشار زمزم كذلك إلى أن أكثر من 250 ألف شاب مصري يعملون خلف الكواليس في تجهيز وتغليف المساعدات، حيث يتم اختيار أفضل المنتجات الغذائية والطبية، والتأكد من جودتها وتواريخ صلاحيتها، وفق معايير دقيقة تضمن سلامة الشحنات وسهولة عبورها إلى قطاع غزة.